#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ بعدِ أنْ كنَّا لسنواتٍ بعيدةٍ وطويلةٍ ساحاتٍ لأزماتِ الآخرينَ وقضاياهمْ وحروبهمْ ولإسنادهمْ والكفاحِ منْ اجلهمْ، ها قد أكلنا حصَّتنا منْ الموتِ والدَّمارِ والإنهيارِ.
وجاءَ الوقتُ لنقولَ كفى.. ولا يهمُّنا إلاَّ "حالُنا"،
لا يهمُّنا إلاَّ نحنُ..
هكذا خَلُصَ الامرُ بوليد جنبلاط قبلَ اسبوعينِ، وهذا ما قالهُ سمير جعجع قبلَ ايامٍ متحدِّثاً عنْ الــ GAME OVER.
النظامُ في سوريا تهاوى وسقطَ بسرعةٍ أكثرَ منْ المتوقَّعِ، ونحنُ لا دخلَ لنا في ما يجري..
ما يهمُّنا هو أنْ لا تصلَ هذهِ النيرانُ إلينا، وأنْ تبقى البلادُ بفضلِ الجيشِ اللبنانيِّ والامن العام محميَّةً منْ تداعياتِ النزوحِ منْ أيِّ نوعٍ كانَ مسلَّحاً ام شعبياً ام نظاماً وغيرهِ .
***
نحنُ دفعنا الأثمانَ الغاليةَ ويكفينا.
صحيحٌ أنَّ مناطقَ التوتُّرِ قائمةٌ ولا سيَّما في الشمالِ منْ حلبا (حيثُ هناكَ وجودٌ للبعثِ السوريِّ وحَرقُ مركزهِ اكبرُ إشارةٍ) إلى جبل محسن العلويِّ وبابِ التبانة السنيَّةِ،
حيثُ أطلقتْ في طرابلس الاعيرةُ الناريةُ إبتهاجاً بسقوطِ حمص ودرعا والسويداء والقصير.
***
ولكنْ نأملُ أنْ يتوقَّفَ الامرُ هنا وأنْ لا تنغمسَ البلادُ منْ جديدٍ في الإنقساماتِ حولَ كيفيةِ التعاملِ،
مع أزمةِ نظامٍ ينهارُ بعدما دفعنا أثمانَ سياساتهِ قروناً..
وهو في آخرِ سنواتهِ كانَ أحدَ الاذرعِ الايرانيةِ في المنطقةِ للأسفِ، بدلَ أنْ يكونَ قاعدةً للحضورِ العربيِّ والخليجيِّ.
***
الآنَ وصلنا إلى هنا والمطلوبُ أنْ نُحصِّنَ لوحدنا ساحتنا اللبنانية او بلدنا بدلَ أنْ نستعملَ تعبيرَ "ساحةٍ"، وما دامَ الجميعُ حُكماً عادَ إلى التواضعِ وإلى "الحجمِ اللبنانيِّ" إذا صحَّ التعبيرُ،
فلنْبعدْ شبحَ التداعياتِ السوريةِ والايرانيةِ عنْ لبنانَ ولنتَّعظْ مِما صارَ معنا.
***
مشهدُ "هبة طوجي" تغني او ترتِّلُ في إفتتاحِ كاتدرائيةِ سيدة باريس وكانتْ الوحيدةَ ممثلةَ العالمِ العربيِّ في اضخمِ إحتفالٍ عالميٍّ يأخذنا إلى زمنِ العزِّ ...
زمنُ لبنانَ الشعلةِ بعدما اتحفنا ايلي صعب قبلَ شهرٍ ايضاً باحتفالهِ العظيم في السعودية.
هذا هو لبنانُ النورُ الذي يشعُّ على العالمِ الذي نريدهُ ولا شيءَ آخرَ!