#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
قد يتساءل البعض لماذا تبنّى اللقاء الديموقراطي، ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، لرئاسة الجمهورية؟
منذ أكثر من سنة كان يميل وليد جنبلاط إلى انتخاب العماد جوزيف عون، وهو يدرك طبعاً أن هذا الأمر يحظى بدعم دولي، وتأكد من هذا الدعم، بعد زيارته الأخيرة لفرنسا، التي تبلّغت موافقة الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية على عون.
لكن جنبلاط لم يُعلن ترشيحه لقائد الجيش سابقاً، لأن الظروف لم تكن ناضجة، ولكي لا يستفز الاطراف المسيحية، بتسمية مرشح لرئاسة الجمهورية.
أما بعد ما عاناه لبنان من تفكك مؤسسات الدولة، واستمرار الفراغ الرئاسي، ومآسي الحرب، والحاجة الماسة لانطلاقة جديدة، من أجل الإعمار وإعادة الإزهار، وفي ظل الخلافات القائمة بين الفرقاء اللبنانيين، وخاصة المسيحيين، حول اسم الرئيس، قرر وليد جنبلاط واللقاء الديمقراطي رمي "عمدة" الرئاسة أمام الجميع، ليضعهم أمام مسؤولياتهم الوطنية.
كل المواصفات التي طرحها الفرقاء للرئيس، تنطبق على العماد جوزيف عون.
فهو ليس طرفاً في الصراعات السياسية الداخلية، وأثبت جدارته ونزاهته في القيادة، والحرص على تطبيق الدستور والقوانين، وهو الرئيس القوي الذي لا يرضخ للتهديد، والمدعوم من القوى الدولية، والقادر على جمع كلمة غالبية اللبنانيين، وتوحيد الجهود لانقاذ لبنان.
باختصار جوزيف عون هو الرئيس الذي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة، فهل تتكرر تجربة فؤاد شهاب وتحالفه مع كمال جنبلاط، بين جوزيف عون ووليد جنبلاط؟؟؟
خطوة جنبلاط، اثارت غضب جبران باسيل، الذي يريد احتكار تسمية مرشحي الرئاسة، ووصفها بأنها "هنري حلو جديد"، في إشارة إلى ترشيح وليد جنبلاط لهنري حلو سابقاً ، وتناسى باسيل أن رئيس الجمهورية، هو رئيس لكل اللبنانيين، ويحق لهم جميعاً ابداء رأيهم، وكل النواب يشاركون في عملية انتخابه.
لقد ألغى باسيل معظم القوى المسيحية خلال عهد "عمّه" الرئيس السابق ميشال عون، ثم حاول أن يختصر التيار الوطني الحر بشخصه فقط، مما تسبب بخروج عدد كبير من نواب التيار، الذين رفضوا تفرّد باسيل بالقرار.
لم تُفصح القوات اللبنانية عن مرشّحها للرئاسة، ولو أن رئيسها سمير جعجع المح إلى إمكانية ترشحه، لكنه يدرك أن وصوله في هذا الظرف صعب جداً.
قد تبدأ عدة كتل نيابية بإعلان تأييدها لترشيح العماد جوزيف عون، لكن يبقى أن أي مرشح، يحتاج إلى دعم مسيحي وازن، وهذا شرط أساسي من ضمن التوازن الطائفي القائم، الذي يحكم لبنان.
لقد باتت الكرة في ملعب القوات اللبنانية، فإذا أعلنت تأييدها ترشيح قائد الجيش، سنكون أما فرصة حقيقية لانتخاب رئيس، خاصة أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا يعارض هذا الأمر، وحتى حزب الله ابدى مرونة حيال هذا الترشيح.
لقد بات هذا السيناريو مرجحاً، خاصة أن الجميع يدرك حجم الحاجة إلى انتخاب رئيس، إضافة إلى أهمية الدعم الدولي الذي يحظى به قائد الجيش.
وفي هذه الحالة، يكون لبنان قد خطى خطوة مهمة نحو المستقبل الموعد، وسيكون جوزيف عون رئيساً لإنقاذ لبنان.
في حال رفضت القوات كما التيار ترشيح قائد الجيش، ولم يتفقا على مرشح مقبول من الثنائي الشيعي، ستكون أمام مشهد تعطيلي جديد لانتخابات الرئاسة.
سيسعى باسيل دون شك لقطع الطريق على العماد جوزيف عون، لكن قد يخرج باسيل من اللعبة، وسيكون وحده الطرف الخاسر، لأن الثقة بينه وبين جميع الأطراف تكاد تكون مفقودة، والنواب الذين خرجوا من التيار، قد يدعمون ترشيح قائد الجيش.
خطوة واحدة من باسيل قد تُحرج الجميع، وهي الاتفاق مع جعجع على اسم، يرضى عنه الثنائي الشيعي، لكن ما زال هذا الأمر مستبعداً.
لقد رمى وليد جنبلاط رميته أمام جميع الكتل، فهل يتلقف الآخرون الأمر ويذهبون لانقاذ لبنان؟ أم ستطيح النكايات السياسية بجلسة التاسع من كانون الثاني؟؟؟