#الثائر
لا يمكن أن يحقق لبنان نموّاً وازدهاراً في منأى عن الاستدامة كخيار واعٍ وضروري ومُلحٍّ، مدخله حماية ثراوتنا الطبيعية والبيئية وإرثنا الثقافي المخبوء في قرانا وبلداتنا الزاخرة بتجارب، كانت وما تزال عنواناً لتنمية، قائمة على التوازن بين ثرواتنا وحسن إدارتها.
فمحمية أرز الشوف، هي نموذج لفعالية المحميات، وهذا ما يسعى إليه الإطار العالمي للتنوع البيولوجي 2030، الذي يهدف الى حماية 30% من البر، و30% من البحر ولكن بفعالية.
بهذه الروحية، عُقد الاجتماع السنوي لمحمية أرز الشوف في فندق "قصر المير أمين"- بيت الدين، بحضور السيدة نورا جنبلاط، السيد فيصل أبو عز الدين، وعدد من رؤساء بلديات المحيط الحيوي والشركاء، وفريق عمل المحمية.
أبو عز الدين
بعد النشيد الوطني، تحدث رئيس لجنة المحمية السيد فيصل أبو عز الدين، عن الإنجازات التي حققتها المحمية خلال العام 2024، مسلطًا الضوء على المشاريع التنموية التي تشمل؛ برامج الزراعة المستدامة، السياحة البيئية، وتطوير القيمة المضافة للمنتجات المحلية. وأكد على أهمية الجهود المبذولة للحفاظ على تصنيف المحمية ضمن "القائمة الخضراء" للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، التي حصلت عليه عام 2018، مع العمل على تجديد هذا التصنيف لخمس سنوات جديدة.
هاني
وبدوره شدد مدير المحيمة الدكتور نزار هاني على أن " أهم ما تم انجازه على صعيد المحمية، بعد 25 سنة من الحماية، هي ما اثبته المسح الذي أُجري في السنتين الأخيرتين، لكل أنواع النظم الايكولوجية الموجودة في المحمية، والذي أظهر حجم الثروة البيئية الكبيرة الموجودة في المحمية. وهذا اذا دل على شيء، يدل على أن الحماية، هي الاستثمار الأهم في المناطق الريفية، وهذا هو الدور الرئيسي الذي تلعبه المحميات.
وتابع: كل فرص العمل، وكل الذين يستفدون من العمل بهذه القطاعات الجديدة، مثل ادارة الكتلة الحيوية، وادارة السباخ، والاراضي الزراعية، وغيرها من القطاعات المرتبطة بحماية البيئة، والتوعية البيئية، والسياحة البيئية، جميعها تطورت وتقدمت بفضل الحماية الجيدة.
وختم: ان الحماية هي استثمار حقيقي في المناطق الريفية والمناطق الطبيعية، والغاية منه زيادة الوعي حول استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام، فضلا عن توفير فرص العمل، وتشغيل بيوت الضيافة، وتكريس التنمية المحلية".
جنبلاط
والقت السيدة نورا جنبلاط كلمة، أشادت فيها بالتطور المستمر الذي تشهده المحمية، على كافة الأصعدة. وأكدت على أهمية المشاريع التأسيسية مثل مركز إدارة الوجهة السياحية (DMO) والمستودع الزراعي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتحويل سراي بعذران إلى صرح ثقافي، يعزز الوعي حول المحمية وبرامجها. كما شكرت فريق العمل والبلديات على تعاونهم المستمر، لحماية الموارد الطبيعية والثقافية.
وتخلل اللقاء أيضًا كلمات لكل من السيد ميشال سكاف، والمحامي شكري حداد، وهم من اعضاء لجنة المحمية
وكما جرت العادة، قدم فريق المحمية عرضًا تفصيليًا لإنجازات عام 2024 ،وخطة العمل لعام 2025 التي تهدف إلى تعزيز استدامة المحمية ودورها الحيوي، في دعم المجتمعات المحلية.
وعرضت الإنجازات المحققة هذا العام:
1. توزيع أكثر من 5000 حصة غذائية، معدة من قبل مشاغل يديرها المجتمع المحلي، خاصة النساء، حيث تضمنت المونة التقليدية والحبوب، مما عزز قيمة المساعدات المقدمة لأهالي القرى.
2. خلق أكثر من 600 فرصة عمل مؤقتة، في مجالات الزراعة المستدامة وإدارة الغابات.
3. تدريب أكثر من 2000 مستفيد في مواضيع متعلقة بالتنمية المستدامة.
4. إعداد الخطة الإدارية الخماسية الجديدة لمحمية أرز الشوف
5. تعزيز السياحة البيئية، عبر تطوير البنى التحتية وإطلاق مبادرة "شوف الوجهة"، التي ساهمت في تعزيز السياحة المستدامة بشكل كبير.
6. الاستمرار في حماية التنوع البيولوجي، واجراء مسح بيولوجي لأنواع النباتات، والحياة البرية، والثدييات.
وفي هذا السياق يهمنا التنويه بما حققته محمية أرز الشوف – المدى الحيوي من إنجازات تؤكد أننا قادرون على حماية التنوع وتحقيق الاستدامة، فهذه المحمية، فضلا عن تنوعها البيولوجي الغني جداً والذي يتطوّر بشكل لافت للانتباه، تتميز بارتباطها بالمجتمع المحلي، الذي يشارك في إدارتها بإشراف وزارة البيئة.
إن الإنجازات الكبيرة التي حققتها المحمية هي نتاج إرادة وتصميم، ورؤية واضحة وثاقبة، وتخطيط واعٍ وكل ذلك يفضي إلى أن القيمين على هذه البقعة الأجمل من لبنان، هم رسل البيئة الحقيقيون... وأياديهم "خضراء" كما أرزها العتيق.