#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في القصفِ التدميريِّ الذي يستهدفُ المناطقَ اللبنانيةَ إزالةٌ لمعالمَ ولقرى ولاحياءٍ..
في بعضِ منْ المعالمِ، صورٌ منْ لبنانَ الجميلِ، ايامَ العزِّ والمهرجاناتِ والفرحِ والليلِ الطويلِ وصفوفِ السياراتِ العائدةِ ليلاً منْ أُمسياتِ الفرحِ والثقافةِ منْ الجنوبِ والشمالِ والبقاعِ..
لبنانُ الجميلُ يندثِرُ امامنا.. ها هو فندقُ "بالميرا" جنبَ قلعةِ بعلبك:
حافظُ ذاكرةِ المهرجاناتِ والليالي منذُ عقودٍ وحتى اليومَ "يتشظَّى" بنيرانِ الغاراتِ الاسرائيليةِ،
ويجرفُ معهُ سيلاً منْ الاحزانِ والدموعِ كما الذكرياتِ لإيامِ العزِّ.
هنا نامَ الكبارُ وجالوا في أرجاءِ الفندقِ العتيقِ وفي زواريبِ المدينةِ عندما كانتْ مفتوحةً على الشمسِ والأضواءِ والنجومِ الكبارِ.
واليومَ، كيفَ تحوَّلتْ إلى مدينةٍ للوحشةِ والظلامِ الاسودِ.
***
في صور ودير ميماس وعلما الشعب وميس الجبل وعيترون حكاياتُ البحرِ والقلعةِ والزيتِ والزيتونِ وشتلةِ التبغِ تمحوها التفجيراتُ عنْ بعدٍ، والحرائقُ الفوسفوريةُ،
لتُلغيَ فصولاً منْ الرَّخاءِ والعزِّ لأبناءِ الارضِ المكتفينَ والقانعينَ والصامدينَ.
وإلى حارة حريك والمريجة والسان سيمون وزمنِ اشجارِ الليمونِ والورودِ ومسابحِ السيَّاحِ والجمالِ،
كيفَ تتحوَّلُ بينَ ليلةٍ وضُحاها إلى أحياءَ فقيرةٍ ومحرومةٍ لتأتيَ القذائفُ والغاراتُ وتَمحو كلَّ المعالمِ...
***
كيفَ وصلنا إلى هنا؟
ومنْ أوصلنا إلى هنا؟
ولماذا وقعنا بشراكِ الاعداءِ في الخارجِ منْ كلِّ الإنتماءاتِ والإتِّجاهاتِ وحتى منْ يدَّعونَ الدَّعمَ والحلفَ والمحورَ.
لقد أخذنا فريقٌ واحدٌ في البلادِ إلى خياراتٍ لا تُشبهنا ولا تُشبهُ تاريخَ لبنانَ ولا ذاكرتهُ ولا ايامَهُ الحلوةَ،
صارَ العالمُ بمكانٍ ونحنُ في مكانٍ آخرَ..
وتحتَ عناوينِ الإسنادِ والقضيةِ والكرامةِ،
صارَ شعبنا بحاجةٍ إلى إسنادٍ والى خِيَمٍ للنومِ وإلى حصصٍ غذائيةٍ للأكلِ وإلى ضوءٍ ولو منْ بعيدٍ يُعيدُ إليهِ الكرامةَ،
والعنفوانَ بعيداً عنْ ذلِّ العيشِ خارجَ المنزلِ ورائحةِ الترابِ.
***
هلْ لهذهِ الدرجةِ أعمتنا البصيرةُ لنضعَ سياساتَ الآخرينَ على حسابِ أهلِ بلدنا وأحلامهمْ وأرزاقهمْ ومستقبلهمْ؟
كيفَ نسيَ البعضُ لبنانيَّتهمْ وأنساقوا لمشاريعِ الخارجِ ودمَّروا بلادهمْ؟
إلى متى ولماذا؟ ألم يكتفوا؟