#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مجدَّداً يأخذوننا إلى حالةِ الإنكارِ التي عاشها "حزبُ اللهِ"، وجعلَ جمهورَهُ يعيشها منذُ إنطلاقِ عملياتِ الإسناد وحتى توقيعِ،
اتفاقيةِ وقفِ إطلاقِ النارِ بشروطٍ اسرائيليةٍ بالحركةِ كما تريدُ وهذا ما يحصلُ.
مفرداتٌ لا تَمُتُّ للواقعِ بصلةٍ وتعابيرُ تخطاها الزمنُ وخطاباتٌ تستدعي حقاً النظرةَ إلى "الحزبِ" الذي كانَ يهزُّ الشرقَ الاوسطَ بكلمةٍ،
فإذا بهِ يقتلُ قائدهُ وقادتهُ وينهَكُ عسكرياً بشكلٍ غيرِ مسبوقٍ،
ولسْنا هنا مِمنْ يؤجِّجونَ النيرانَ،
لكننا نقولُ كفى إستخفافاً بالعقولِ واتركوا الناسَ تلملمُ جراحَها وتعاينُ دمارَ مؤسساتها وممتلكاتها،
بدلَ تذكيرِها بالمقاومةِ الباقيةِ والتي قد تَقضي على آخرِ مؤسسةٍ او بيتٍ او فردٍ إذا عادتْ فأطلقتْ صاروخاً..
***
وعليهِ لِمَ الضحكُ على الناسِ، ولماذا إلهاؤهمْ بمعاركَ وهميَّةٍ فيما الواقعُ أنَّ الكارثةَ لحقتْ بالبلادِ قبلَ "الحزبِ"،
وأنَّ الإنكسارَ يطالُ الجميعَ وليسَ طائفةً،
طالما أنَّ طائراتَ الاستطلاعِ الاسرائيليةِ تسرحُ وتمرحُ فوقَ رؤوسنا ولا منْ يردُّها ..
فأينَ الحمايةُ؟
هلْ منْ اتفاقِ الأذعانِ؟
ام منْ نظامِ بشار الاسد الذي سقطَ؟
ام منْ ايران التي تخلَّتْ عنْ المقاومةِ؟
***
إنهُ التواضعُ المطلوبُ اليومَ... وعنوانُ التواضعِ العودةُ إلى لبنانَ وعدمِ تحويلهِ إلى ساحةٍ، وعدمِ التدخُّلِ في شؤونِ الآخرينَ،
ولعلَّ أقسى رسالةٍ وُجِّهتْ إلينا في عزِّ الحماوةِ الرئاسيةِ، جاءتْ منْ قائدِ هيئةِ تحريرِ الشام احمد الشرع (الجولاني)،
في لقاءٍ مع مجموعةِ صحافيينَ:
"منْ أنهُ ليسَ لدينا أيُّ خططٍ للتدخُّلِ في لبنانَ، وإذا توافقَ اللبنانيونَ على قائدِ الجيشِ العماد جوزف عون رئيساً للجمهوريةِ فسندعمهُ،
ونحنُ لا نريدُ أنْ نتدخَّلَ ونضغطَ على هذا البلدِ كما حصلَ سابقاً".
***
هلْ نصدِّقُ ما نسمعهُ؟
وهلْ يُعقلُ بعدَ كلِّ التجاربِ التي ابتلينا بها مع النظامِ السابقِ أنْ نسمعَ هذا الكلامَ المتقدِّمَ؟
فلنتركْ ما في سوريا وايران لسوريا وايران ولْنعدْ إلى لبنان..
هذا هو الدرسُ الاوَّلُ منْ كلِّ ما جرى..!