#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بدأنا حلقةً جديدةً في لبنانَ اسمها النزوحُ السوريُّ المعاكسُ منْ جديدٍ باتجاهِ البلادِ.
وكأنَّ ما كنَّا فيهِ لا يكفينا وما نحنُ فيهِ بالكادِ نقدرُ عليهِ،فجاءتنا حكاياتُ الهاربينَ القريبينَ منْ النظامِ السابقِ إلى بيروتَ وعائلاتهمْ وحتى بعضِ ممثلي واعضاءِ الطوائفِ التي تعتبرُ أنها خسرتْ في سوريا.
وها هو اجتماعًُ مجلسُ الامنِ المركزيِّ بالامسِ يخصِّصُ قسماً منْ الاجتماعِ لمناقشةِ حالاتِ وظروفِ وصولِ هؤلاءِ او بعضهمْ إلى لبنانَ إنْ عبرَ المعابرِ الشرعيةِ او عبرَ طرقاتِ التهريبِ،
والاسوأُ أنَّ كُثُراً منْ هؤلاءِ النافذينَ همْ إما متملكونَ في لبنانَ او مستأجرونَ ولهمْ حساباتٌ مصرفيةٌ واقاماتٌ شرعيةٌ وغيرها..
ويُقالُ أنَّ بعضَ الفنادقِ الكبرى في العاصمةِ يسكنها كبارٌ منْ الشخصياتِ القريبةِ منْ النظامِ السابقِ برفقةِ حرَّاسهمْ ونقودهمْ كما نفوذهمْ،
ويُضافُ إلى ذلكَ أنَّ بعضَ المطلوبينَ حتى منْ المجتمعِ الدوليِّ بموجبِ مذكراتِ توقيفٍ إنتقلوا إلى لبنانَ.
***
فهلْ نقبلُ أنْ نتحوَّلَ منْ جديدٍ إلى ملاذٍ للفارينَ منْ وجهِ العدالةِ او للفاسدينَ الهاربينَ منْ نظامٍ سقطَ إلى بلادٍ يصرفونَ فيها النقودَ كما يشاؤونَ منْ دونِ حسابٍ.
هذا هو تحدٍّ كبيرٌ امامَ الاجهزةِ الامنيةِ كما امامَ الحكومةِ ومكوِّناتِها، فنحنُ المُطالبونَ منْ المجتمعِ الدوليِّ بإجراءاتٍ مشدَّدةٍ للإصلاحاتِ ولوقفِ تبييضِ الاموالِ لا يمكنُ أنْ نكونَ ملاذاً إن لعملياتٍ امنيةٍ متوقَّعةٍ او لحساسياتٍ تسبِّبُ مشاكلَ او مكاناً لتبييضِ الاموالِ لانظمةٍ ساقطةٍ.
***
وسطَ هذا كلِّهِ ... نتطلَّعُ إلى الإنتقالِ السريعِ للسلطةِ في سوريا والذي منْ الغريبِ كيفَ يبدو محضَّراً، وإنْ يأخذَ الطابعَ الاسلاميَّ المتشدِّدَ،
لكنَّ المخيفَ في المقابلِ هو افلامٌ وتقاريرُ المقابرِ الجماعيةِ وسجونِ الاعتقالِ وارتكاباتِ النظامِ السابقِ.
للحديثِ صلةٌ...!