#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ينعقدُ مجلسُ الوزراءِ اليومَ وكأنهُ في اللا لا لاند او على كوكبٍ آخرَ ليبحثَ في امورٍ لا تمتُّ إلى الواقعِ بصلةٍ،
فلا الخروقاتُ الاسرائيليةُ لوقفِ إطلاقِ النارِ على جدولِ الاعمالِ بإستثناءِ الكلامِ الطبيعيِّ "للنجيبِ" في مجلسِ الوزراءِ لإدانةِ الاحتلالِ واعمالهِ،
ولا مناقشةَ لخطَّةِ الجيشِ وانتشارهِ، والتي منْ الواضحِ أنها تصطدمُ بواقعِ التعاملِ الاسرائيليِّ الوقحِ والفجِّ مع إتفاقيةِ وقفِ إطلاقِ النارِ،
وسطَ تخوُّفٍ جديٍّ منْ تفلُّتِ الامورِ في أيِّ لحظةٍ، خصوصاً وأنَّ المسيَّراتَ عادتْ لتحلِّقَ في أجواءِ بيروتَ كاسرةً كلَّ الاعرافِ والاتفاقياتِ،
لكنَّ مجلسَ الوزراءِ في وادٍ آخرَ، وها هو يبحثُ على سبيلِ المثالِ مشروعَ قانونٍ لتعديلِ قانونِ النقدِ والتسليفِ،
وكأنَّ البلادَ حاضرةٌ للدخولِ في سجالٍ حولَ صلاحياتِ حاكمِ المركزيِّ، وكيفيةِ تقليصها والحدِّ منها،
وهي خطوةٌ خطيرةٌ لا نعرفُ لمنْ سيبيعها "النجيبُ" في غيابِ رئيسٍ للجمهوريةِ،
ولعلَّ بنداً آخرَ هو بدورهِ تهريبةٌ تحتَ عنوانِ مشروعِ جرِّ المياهِ إلى العاصمةِ بتمويلٍ منْ البنكِ الدوليِّ،
يتخطى المئتي مليونِ دولارٍ وهو بشكلٍ او بآخرَ المشروعُ نفسهُ الخاصُ بسدِّ بسري منْ دونِ أنْ يسمِّيهِ "النجيبُ" حتى لا يفتحَ الشهيَّةَ على السِّجالاتِ بشأنهِ..
***
فهلْ يُعقلُ أن نناقشَ منْ جديدٍ تمويلاً لسدٍّ اسبابهُ البيئيةُ خطيرةٌ فضلاً عنْ أنَّ الاموالَ المخصَّصةَ لهُ منْ البنكِ الدوليِّ ،كانتْ في صددِ الإنتقالِ إلى مشاريعَ اخرى،
إلاَّ إذا كانتْ السمسراتُ والعمولاتُ حولَ المشروعِ والاستملاكاتِ وعائداتِ الحفرِ كبيرةً وستذهبُ لبعضِ النافذينَ في السياسةِ وغيرها.
***
في كلِّ الاحوالِ البلادُ تنتظرُ ما ستُسفرُ عنهُ زيارةُ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للرياض (ويرافقه جان إيف لودريان) حولَ الرئاسةِ الضائعةِ في لبنانَ،
والتي يصرُّ الجانبُ الاميركيُّ على تأخيرها نظراً للحساسيةِ منْ بعضِ الاسماءِ،
ويترافقُ ذلكَ مع سلسلةِ إتصالاتٍ يقودها سمير جعجع في الداخلِ اللبنانيِّ اوَّلها لقاءُ نوابِ المعارضةِ بالأمسِ في معراب،
وثانيها لقاؤهُ مع وليد بك جنبلاط اليومَ،
وثالثها إطلالتهُ التلفزيونيةُ المرتقبةُ،
أنها مجموعةُ عواملَ قد تساعدُ في فهمِ خارطةِ الطريقِ للمرحلةِ المقبلةِ!