#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هلْ تريدوننا أنْ نصدِّقَ أننا فعلاً لسنا امامَ شرقِ اوسطَ جديدٍ سواءَ حدَّدَ معالمهُ بنيامين نتنياهو ام غيرهُ؟
هلْ تريدوننا أنْ نُصدِّقَ أنَّ حجمَ الزلازلِ السياسيةِ والعسكريةِ في المنطقةِ اكبرُ منْ أنْ نصدِّقَ ونتحمَّلَ تبعاتها نحنُ الذينَ إعتدنا على وقائعَ ثابتةٍ وتابوهاتٍ كنَّا نعتقدُ أنها لنْ تُكسرَ ولنْ تتزحزحَ.
نحنُ فعلاً امامَ خارطةٍ جديدةٍ للتوازناتِ والمعادلاتِ،
وتأتي وكأنها مفعولٌ رجعيٌّ لربيعٍ عربيٍّ الذي تأخَّرَ "نيسانُهُ" في سوريا إلى كانون 2024 .
وتأتي وكأنها زنابقُ ربيعٍ متأخِّرٍ.
***
في سنةٍ واحدةٍ، نشعرُ وكأنَّ القضيةَ الفلسطينيةَ ذهبتْ ورغمَ محاولةِ تحريكها،
إلى النسيانِ على حطامِ غزةَ وجثثِ الناسِ وعودةِ الخطابِ الاسرائيليِّ إلى المربَّعِ الاوَّلِ فيما السلطةُ الفلسطينيةُ تترنَّحُ وحماسُ تلفظُ أنفاسها الاخيرةَ..
في لبنانَ وفي سنةٍ واحدةٍ وحتى في أقلَّ منْ شهرينِ.. يخرجُ حزبُ اللهِ منْ المعادلةِ كقوةٍ عسكريةٍ جبَّارةٍ في لبنان،
ويُوقِّعُ عنهُ الرئيس نبيه بري إتفاقَ وقفِ إطلاقِ النارِ ،
تبقى بموجبهِ اسرائيلُ تسرحُ وتمرحُ وطائراتُ إستطلاعها تُحلِّقُ أينما كانَ وفي الليلِ والنهارِ،
فيما "الحزبُ" عاجزٌ وصامتٌ وبالكادِ يعرفُ متى يدفنُ ويُشيِّعُ قادتهُ العسكريينَ الذينَ سقطوا منذُ ايلول ولغايةِ توقيعِ الاتفاقِ..
***
بينَ ايران والعراق وسوريا طرقُ الإمدادِ العسكريِّ الايرانيِّ قُطعتْ وتُقطعُ..
سقطَ نظامُ بشار الاسد في ليلةٍ واحدةٍ،
وتداعى معهُ إنهياراً كلُّ الخوفِ وكلُّ المطبِّلينَ لهُ وكلُّ رموزِ حقبةٍ اخافتْ الناسَ وظلمتهمْ.
ولعلَّ أكثرَ التداعياتِ ظهرتْ في لبنانَ منْ خلالِ "الهواءِ" الجديدِ الذي شعرَ بهِ الناسُ، ولولا بعضُ التردُّدِ حيالَ مشهديةِ منْ سيحكُمُ سوريا مستقبلاً، لكانَ العرسُ حقيقةً في لبنان أكثرَ منْ سوريا،
لكنَّ البدايةَ السوريةَ التي يغيبُ عنها العربُ المعتدلونَ تدفعُ للتَّساؤلِ حولَ ما يُخطَّطُ لسوريا لا سيَّما وسطَ التوغُّلِ الاسرائيليِّ في موازاةِ النفوذِ التركيِّ ..
فهلْ نحنُ امامَ تركيبةٍ فدراليةٍ قد تظهرُ معالمها قريباً..؟
***
ما يهمُّنا إيجاباً منْ التداعياتِ السوريةِ على لبنانَ هو سقوطُ الحواجزِ امامَ التوازناتِ التي كانتْ قائمةً لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ،
صحيحٌ أنَّ خارطةَ مجلسِ النوابِ لا تزالُ كما هي ..
لكنَّ خارطةً واحدةً تبدَّلتْ عنوانها:"سقوطُ حاجزِ الخوفِ".
ورفعُ الاصبعِ لتربيةِ الناسِ... كلِّ الناسِ!