#الثائر
كتبت ريمان ضو في "هنا لبنان" عن حوار مع الخبير في الشؤون العسكرية والقانون الدولي، رئيس تحرير موقع "الثائر" اكرم كمال سريوي -
تزامن وقف إطلاق النار في لبنان مع شنّ فصائل مسلحة هجوماً واسعاً في حلب وريفها ما جعل البعض يربط بين الملفين لا سيما بعدما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس السوري بشار الأسد مما وصفه باللعب بالنار.
وقد باتت حلب تحت سيطرة التنظيمات المسلحة بشكل شبه كامل بعد انسحاب قوات الجيش السوري.
كل التحليلات والتقديرات أشارت منذ بدء الهجوم إلى عملية تقليص كبيرة لنفوذ إيران وحلفائها في المنطقة بعد الذي حدث في غزة وحرب إسرائيل وحزب الله، والخوف أن لا تنحصر في سوريا وإنما تندرج ضمن إطار ترتيب المنطقة تمهيداً للتعاطي مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة.
الخبير العسكري أكرم كمال سريوي أشار في حديث لموقع “هنا لبنان” إلى أنه لا يمكن فصل ما يحدث في سوريا اليوم عن الصراع الدائر في المنطقة، بدءاً من الحرب في فلسطين وعلى الحدود مع لبنان، مروراً بالعلاقات السورية التركية، وصولًا إلى الحرب الأوكرانية.
وأوضح أنه منذ عام 2010 كان الهدف الرئيسي لإسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية، إحداث الفوضى في سوريا، وتقسيمها إلى دويلات مذهبية وعرقية. وبعد أن كادت تنجح الخطة، فشلت بسبب التدخل الروسي المباشر في الحرب، والدعم الذي تلقّاه النظام السوري من إيران وحزب الله، إضافة إلى رفع الغطاء الدولي عن داعش، بعد أن شعر الجميع بأنها قد تنقلب خطراً كبيراً على كافة دول المنطقة القريبة والبعيدة، بسبب سياسة التطرف الإسلامي التي ارتكزت إليها الحركة.
وشرح سريوي أنه من ناحية عسكرية لا يمكن أن يحصل هذا الهجوم الكبير للمسلحين في الشمال السوري دون دعم وغطاء خارجي، ورغم إعلان كل من تركيا والولايات المتحدة الأميركية أنها تفاجأت بالهجوم، يبقى واضحاً أن هذه الجماعات تتلقى تمويلاً بالسلاح والعتاد والمال عبر تركيا، والمعابر الحدودية معها، خاصة معبر "باب الهوى" وتحت أعين وموافقة الأميركيين.
وأضاف سريوي أنه كان ملفتاً استخدام الجماعات المسلحة خطة محكمة للهجوم، بحيث تم شل منظومة القيادة والسيطرة لدى الجيش السوري، عبر استخدام مكثّف للطائرات المسيّرة (أوكرانية الصنع) ، والتوغل السريع، وتطويق مراكز الجيش السوري، وفصلها بعضها عن بعض.
ولفت سريوي إلى أنّ السقوط السريع لمدينة حلب في يد المسلحين خلال ساعات قليلة، ودون مقاومة تُذكر من الجيش السوري، يطرح علامات استفهام حول احتمال وجود تفاهمات تحت الطاولة بين الدول الكبرى المعنية في هذا الصراع.
ويقول سريوي أنه من الواضح أنّ إسرائيل كانت توجه ضربات جوية موجعة للجيش السوري، وهدد نتنياهو مؤخراً بشكل علني الرئيس السوري بشار الأسد، واليوم تحدث قادة إسرائيليون عن أهمية سيطرة المسلحين على المجمع الصناعي العسكري للجيش السوري في حلب، وأن هذا الأمر سيقدم كنزاً من المعلومات لإسرائيل.
ومن الملاحظ أيضاً أنّ الأحداث في سوريا، ومشاركة خبراء أجانب في استخدام وتوجيه سلاح المسيرات، خاصة من أوكرانيا، تؤكد وجود محاولة لتقليص النفوذ الروسي، وكذلك الإيراني، في سوريا. ويأتي هذا التحرك بعد أن اتخذت إيران خطوة علنية إلى الوراء في هذا الصراع، وانشغال روسي كبير بالحرب في أوكرانيا، هذا إضافة إلى ما تلقّاه حزب الله من ضربات في لبنان، خفضت قدرته على تقديم الدعم للجيش السوري.
وختم سريوي أنه ليس خفياً أنّ كلام نتنياهو عن تغيير الشرق الأوسط هو جزء من المخطط الأميركي للمنطقة، ويبدو الآن واضحاً أنّ مرحلة جديدة بدأت مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم، وترتكز على إضعاف محور المقاومة، بدءاً من غزة إلى لبنان وسوريا والعراق وإيران.