#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بسرعةٍ تحرَّكتْ ملفَّاتُ الداخلِ في محاولةٍ لطيِّ صفحةِ الحربِ "بانتصاراتها" الوهميةِ وهزائمها الواقعيةِ،
بسرعةٍ كبيرةٍ إنتقلَ المشهدُ السياسيُّ إلى داخلِ مجلسِ النوابِ الذي كانَ مطلوباً منهُ أنْ يجتمعَ ولو لمرَّةٍ واحدةٍ لمناقشةِ الحربِ جنوباً وإتِّخاذِ توصيةٍ أقلَّهُ بشأنها،
فإذا بالمجلسِ النيابيِّ يجتمعُ وكأنَّ شيئاً لم يكنْ، ليعودَ للتشريعِ في غيابِ رئيسٍ للجمهوريةِ وليُمدِّدَ لقادةِ الاجهزةِ الامنيةِ ولمجلسِ القضاءِ الاعلى،
حتى وصلَ الامرُ إلى الدعوةِ لإنتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ في 9 كانون الثاني 2025 بالتوازي مع زيارةِ الموفدِ الفرنسيِّ جان إيف لودريان الذي تقولُ مصادرُ الرئيس بري أنهُ نصحهُ بعدمِ المجيءِ إلى لبنانَ،
ومع ذلكَ يأتي في اليومِ الذي بدأ فيهِ سريانُ وقفِ إطلاقِ النارِ، وكأنَّ الرئاسةَ على البابِ في وقتٍ يعرفُ القاصي والداني أنَّ الوقتَ هو وقتُ اختبارِ إتفاقيةِ وقفِ إطلاقِ النارِ المعرضةِ للاهتزازِ في أيِّ لحظةٍ.
***
واختباراتُ الساعاتِ الماضيةِ لم تكنْ مشجِّعةً خصوصاً بعدَ حماسِ الاهالي للعودةِ إلى القرى التي ما زالَ الاحتلالُ الاسرائيليُّ متواجداً فيها،
ومع تحرُّكِ الكاميراتِ لتصويرِ آثارِ الحربِ، تتكشَّفُ المآسي في الخرابِ والتَّدميرِ اللذينَ لحقا بالقرى جنوباً وبقاعاً وضاحيةً،
خرابٌ ما بعدهُ خرابٌ، وبشاعةٌ في الرُّكامِ لا مثيلَ لها...
لكنَّ المقلقَ هو حالةُ الإنكارِ التي يعيشها الناسُ، والحديثُ عنْ انتصاراتٍ فيما همْ لا يُدركونَ حجمَ الكارثةِ التي وقعنا فيها،
وأنَّ "الحزبَ" مجبرٌ على تفكيكِ آلتهِ العسكريةِ جنوباً وأنْ لا مبرِّرَ للمقاومةِ في الجنوبِ بعدَ اليومِ،
وأنَّ المطالبةَ بتحريرِ مزارعِ شبعا ستقتصرُ على الجانبِ الديبلوماسيِّ،
وأنَّ الحربَ لم يكنْ لها جدوى وأنَّ غزةَ لم تكنْ بحاجةٍ إلى إسنادٍ،
وأنَّ قياداتَ "الحزبِ" قُتلتْ وأنَّ كلفةَ الحربِ وإعادةَ الاعمارِ باهظةٌ وباهظةٌ جداً.
إلى متى حالةُ الإنكارِ؟