#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
إطارُ الافكارِ الذي نقلتهُ السفيرةُ الاميركيةُ إلى الرئيس نبيه بري والذي لم يرتقِ إلى مستوى الوثيقةِ المكتوبةِ المسلَّمةِ، حتى يظهرَ عدمُ جديتهِ لدرجةٍ أنَّ آموس هوكستين لم يأتِ شخصياً لمناقشتهِ او ربَّما لم يتجرَّأ لطرحهِ على المسؤولينَ اللبنانيينَ،
كونَهُ يأتي في إطارٍ إملائيٍّ على لبنانَ الذي سيكونُ عاجزاً حتى عنْ القبولِ بهِ كونهُ صكَّ إستسلامٍ..
وهكذا سنكونُ حُكماً امامَ تصعيدٍ لاشهرٍ يواكبُ أيَّ تفاوضٍ جديدٍ على النارِ (قد ينجحُ وقد لا ينجحُ)،لحظةَ وصولِ ترامب إلى البيتِ الابيض وتسلُّمِهِ..
وبدلَ آموس هوكستين وصلَ الموفدُ الايرانيُّ إلى لبنانَ غَداةَ كلامِ رئيسهِ عنْ أنَّ ايران ليستْ قادرةً على الإنخراطِ بأيِّ حربٍ لبحثِ جهودِ وقفِ النارِ كما قالَ..
فهلْ ستستمرُّ لعبةُ ايران الجهنميَّةُ باستعمالِ لبنانَ ساحةً للتفاوضِ فيما تنأى بنفسها إلى جانبِ دمشق عنْ أيِّ تحرُّكٍ يُعرضها لعملياتٍ عسكريةٍ تدميريةٍ كالتي يشهدها لبنان.
***
امامَ الواقعِ الذي سيستمرُّ طويلاً كما يبدو سيستمرُّ وجعُ الناسِ،
ولعلَّ حالةَ الإنكارِ التي يعيشها بعضُ أهلنا وهمْ يرفعونَ "شاراتَ النصرِ" لحظةَ كلِّ تدميرِ مبنى او غارةٍ اسرائيليةٍ،
تدلُّ على حجمِ الولاءِ الذي كانَ وما زالَ لافرادٍ ومجموعاتٍ طائفيةٍ ومذهبيةٍ على حسابِ الولاءِ للوطنِ.
***
لكنْ.. غداً ، عندما تنتهي الحربُ ألنْ يسألوا أنفسهمْ أينَ بيوتنا؟
على طريقةِ السيدة فيروز "رجعت على بيتي وما لقيتو لبيتي"..
لنْ تكونَ هناكَ بيوتٌ ما دامَ الاسرائيليُّ مصرَّاً على التَّدميرِ المنهجيِّ..
فمنْ سيُعيدُ بناءَ هذهِ المنازلِ وكيفَ ؟ ومَنْ يُموِّلُ؟
أولنْ يبدأُ عندها فعلاً الصراخُ والبكاءُ الحقيقيُّ على جنى العمرِ والذكرياتِ؟
ام أنهمْ يعتقدونَ أنهُ سيكونُ بمقدورهمْ البقاءُ لسنواتٍ في اماكنِ النزوحِ وهي بالكادِ قادرةٌ اليومَ على استقبالهمْ..
***
عندها..
ألنْ يسألوا أنفسهمْ كيفَ ولماذا ومنْ أخذنا إلى خياراتٍ خاطئةٍ دمَّرتنا ودمَّرتْ البلادَ ونحنُ على يقينٍ باطماعِ العدوِّ،
التي أغرقتْ الاجيالَ الجديدةَ بملياراتِ الدولاراتِ خسائرَ وبمستقبلٍ غامضٍ لا آمالَ فيهِ...!