#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مستغرَبةٌ جداً، لا بلْ مستهجنةٌ جداً التصاريحُ الصادرةُ في الايامِ الماضيةِ منْ الأقبيةِ السوداءِ والمظلمةِ،
بحقِّ الجيشِ اللبنانيِّ المؤسَّسةِ الوحيدةِ المتبقِّيَةِ والتي يُمكنُ الرهانُ عليها بعدما إنهارَ كلُّ شيءٍ،
وتحلَّلتْ كلُّ المؤسساتِ وحانَ الوقتُ لتنفيذِ القراراتِ الدوليةِ، واوَّلها القرار 1701 .
يلومونَ الجيشَ اللبنانيَّ لأنهُ لم يصدرْ بياناً او تحقيقاً او معلوماتٍ تتعلَّقُ بحادثةِ الخطفِ في البترون،
ونسوا أنهمْ همْ منْ حاولوا مصادرةَ دورِ الجيشِ وهمْ منْ قوَّضوا هيبةَ الدولةِ،
بالتهديدِ بالأصابعِ ومرُّوا خلسةً على حواجزِ الجيشِ ببطاقاتٍ وهميةٍ تُخوِّلُهمْ نقلَ الصواريخِ والذخائرِ والاسلحةِ!
كيفَ تذكَّروا اليومَ دورَ الجيشِ ومسؤوليَّتَهُ وهمْ أقاموا الأنفاقَ تحتَ منشآتِ الجيشِ،
وهرَّبوا الاسلحةَ منْ وراءِ الحواجزِ وأخذوا زِمامَ الامورِ وتحكَّموا بقراراتِ الحربِ والسلمِ،
ونهشوا منْ هياكلِ الدولةِ المركزيةِ وحوَّلوها مزارعَ ودويلاتٍ وبلداتٍ للعشائرِ والقبائلِ والنُّفوذِ،
وتهريبِ المخدَّراتِ والكبتاغون والاسلحةِ منْ هنا إلى اليمن فالعراق وغيرها.
***
وفي موازاةِ كلِّ ذلكَ حديثٌ عنْ رفضِ كلِّ مشاريعِ الحلولِ وعنْ أنَّ الكلمةَ للميدانِ..
وأيُّ ميدانٍ هذا، لا يزالُ يتَّسعُ لمزيدٍ منْ القتلِ والدَّمارِ، وتفجيرِ القرى والبيوتِ والاحياءِ ودورِ العبادةِ.
وإلى متى إطلاقُ المسيَّراتِ،
التي يُرَدُّ عليها منْ العدوِّ بكثيرٍ منْ الوحشيَّةِ والبربريةِ والقتلِ والتدمير... هلْ هذا توازنُ ردعٍ؟
***
وما هو حجمُ الاضرارِ عندنا في مقابلِ خدوشٍ في احياءَ ومنازلَ ومؤسساتٍ داخلَ اسرائيل.
دَعونا نذهبْ إلى ما أطلقهُ رئيسُ مجلسِ النوابِ نبيه بري،
حينَ نسبَ إلى الرئيس ترامب قولهُ وتعهُّدَهُ عبرَ توقيعٍ في مطعمِ "حسن عباس" في ميشيغان:
بوقفِ النارِ في لبنانَ.
فهلْ نحنُ فعلاً جاهزونَ لوقفِ إطلاقِ النارِ في لبنانَ، أم أننا لا زِلنا في الميدانِ!