#الثائر
- رئيس التحرير اكرم كمال سريوي -
لقد أصبحت كل الأطراف السياسية اللبنانية، وفريق الخماسية، على قناعة تامة بضرورة انجاز الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في لبنان، لبدء مرحلة جديدة عنوانها "السلام والانقاذ".
لقد بات واضحاً أن انتخاب شخصية بالكسر أو الالغاء وسيطرة فريق على فريق آخر، من الأمور المستحيلة. وبالتالي الحل الوحيد المتوافر هو بالتوافق والتفاهم على شخصية انقاذية، تُشكّل مصدر ثقة لكل اللبنانيين، وتكون قادرة على جمع جميع الأطراف خلف مشروع انقاذي، وطبعاً تحظى بثقة المجتمع الدولي، خاصة الدول القادرة على تقديم المساعدات لإعادة اعمار لبنان، وتأمين النهوض الاقتصادي، وتصحيح الوضع المالي.
تعرّض قائد الجيش العماد جوزيف عون لبعض الحملات المغرضة، وحاول البعض الإيحاء بأنه مُرشّح الولايات المتحدة الامريكية، كي يقطع عليه الطريق للرئاسة، والحقيقة أن الامريكيين لم يذكروا اطلاقاً تفضيلهم لاسم اي مرشح للرئاسة في لبنان.
لقد جاء ترشيح قائد الجيش من مصدرين؛ اولهما هو الثقة الشعبية بشخص العماد عون، ونزاهته وقدرته على الحفاظ على مركز رئاسة الجمهورية، كرئيس جامع لكل اللبنانيين، غير خاضع لأحد، وفي نفس الوقت قادر على الحوار مع كل الأطراف.
الثاني هو الثقة الدولية بشخص قائد الجيش، كرجل سيادي قاد الجيش في مرحلة صعبة مرّ بها لبنان، بكل حكمة ودراية، دون التفريط بالأمن ومصلحة لبنان، وفي نفس الوقت التمسك باحترام الحريات العامة، ومصلحة الشعب اللبناني.
إن ترشيح قائد الجيش لا ينتقص من كفاءة المرشحين الآخرين، لكن في هذا الظرف الصعب، لقد بات المواطن اللبناني بحاجة رئيس يعطيه الأمل، ويرى فيه بعد التجربة، مصدراً للثقة، وشخصاً قادراً على إعادة بناء مؤسسات الدولة، على قاعدة احترام الدستور والقانون.
حاول البعض الإيحاء بأن حزب الله غير موافق على انتخاب قائد الجيش، والحقيقة أن هذا الموقف يخص مطلقيه فقط، فالحزب رغم تمسكه بترشيح سليمان فرنجية، لم يصدر عنه أي موقف يضع فيتو على انتخاب العماد جوزيف عون.
لا يُمكن التنبؤ بما سيحدث في المستقبل طالما الحرب تدور رحاها في المنطقة، لكن يمكن قراءة الواقع بعقلانية وموضوعية، ويتضح الآن أن كل محاولات إسرائيل للسيطرة على لبنان، وفرض واقع جديد في الشرق الأوسط فشلت، ولا يمكن لإسرائيل أن تقفز فوق حقيقة، أن وجود المقاومة هو النتيجة الحتمية لوجود الاحتلال، واغتيال بعض القيادات لا يُنهي وجود المقاومة، لأنها مشروع حرية وسيادة، مرتبط بإرادة الشعب، الذي سيجد دائماً قادة كفوئين لإكمال المسيرة.
لن يكون لبنان ضعيفاً، وثقة اللبنانيين كبيرة بجيشهم وقيادته.
هذا الجيش الذي لم ولن يطعن المقاومة يوماً، ولم ولن يُفلح المغرضون بزرع الشك بين الجيش والمقاومة، وعندما يتفق اللبنانيون على استراتيجية دفاعية واضحة، وتسليح الجيش بما يلزم لحماية لبنان، ستكون المقاومة جزءاً من هذا النسيج الوطني الجامع، وليست خارجه أو ضده.
هذا الواقع اليوم، يجعل من فائد الجيش العماد جوزيف عون، فرصة للبنان، وأملاً للبنانيين بغدٍ أفضل.