#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تعدَّدتْ القراءاتُ والاستنتاجاتُ لنتائجِ زيارةِ الموفدِ الفرنسيِّ جان إيف لودريان،
فثمَّةَ منْ قالَ أنهُ نجحَ بإنتزاعِ موقفٍ منْ حزبِ الله بالفصلِ بينَ الرئاسةِ وحربِ غزة،
وثمَّةَ منْ قالَ أنهُ نجحَ بتسويقِ الخيارِ الثالثِ ليصلَ الامرُ إلى القولِ أنهُ قالَ لسليمان فرنجيه أنهُ ليسَ مقبولاً على الصَّعيدِ الخارجيِّ،
ولا على الصَّعيدِ الداخليِّ ..
لكنَّ ثمَّةَ إستنتاجاً واحداً يخرجُ بهِ المتابعُ منْ بعيدٍ لنتائجِ لودريان، وهي أنَّ الثنائيَّ الشيعيَّ كرَّرَ امامهُ أنْ لا مرشَّحَ لديهِ غيرُ سليمان فرنجيه قبلَ إنتهاءِ حربِ غزة، وبعد إنتهائها.
وهذا يعني أنَّ الامورَ مقفلةٌ أقلَّهُ منْ وجهةِ نظرِ الثنائيِّ،
فكيفَ ستجري أيُّ انتخاباتٍ رئاسيةٍ إذا كانَ الثنائيُّ سيُعطِّلُ أيَّ جلسةٍ رئاسيةٍ قد تُطيحُ بمرشَّحهِ، وما هي ميثاقيةُ أيِّ جلسةٍ يقاطعها المكوِّنُ الشيعيُّ في البلادِ.
***
وعليهِ وبغضِّ النظرِ عنْ التسميةِ التي ستُطلقُ على التشاورِ او التحاورِ او الحوارِ او الاستشاراتِ او المداولاتِ ( وهي سابقةٌ تَخرقُ الدستورَ حُكماً وتُكرِّسُ اعرافاً مستقبليةً خطيرةً)،
لكن يبدو أنَّ لا مناصَ منْ الذهابِ إلى حوارٍ في مرحلةٍ لاحقةٍ، وإلاَّ وكما يقولُ متابعونَ،
فإنَّ الفراغَ الرئاسيَّ سيمتدُ لسنواتٍ ومعهُ "وجودُ لبنانَ السياسيِّ" كما حذَّرَ لودريان.
***
ولكنْ مهلاً... ماذا بقيَ منْ وجودِ لبنانَ السياسيِّ اساساً؟
هلْ هو حاضرٌ ومالىءُ الدنيا وشاغلُ الناسِ على الصعيدِ الدوليِّ، وقد رأينا رغمَ حضورِ لبنانَ في مؤتمرِ بروكسيل،
كيفَ أنَّ المجتمعَ الدوليَّ لم يُغيِّرْ موقفهُ منْ موضوعِ النازحينَ وهذا لأنَّ لبنانَ يشعرُ نفسهُ وحيداً ومعزولاً عربياً بسببِ السياساتِ "الرشيدةِ" التي اتَّبعناها،ودولياً بسببِ "ضجرِ" الدولِ منَّا .
ماذا بقيَ منْ دورِ لبنانَ السياسيِّ ووجودهِ؟
إنهيارٌ لكلِّ المؤسساتِ السياسيةِ والدستوريةِ في البلادِ، وفشلٌ وترقيعٌ، يَحكمانِ الممارسةَ اليوميةَ لكلِّ المسؤولينَ..
فعنْ أيِّ وجودٍ سياسيٍّ يتحدَّثُ لودريان، ونحنُ سنكونُ غائبينَ عنْ كلِّ تسويةٍ قد تحدَثُ في المنطقةِ.
وها هو الرئيسُ الاميركيُّ جو بايدن يتحدَّثُ عنْ أنَّ واشنطن ستساعدُ في صياغةِ حلٍّ على الحدودِ اللبنانيةِ،
فمع منْ؟
متى؟
كيف؟
لا احدَ يعرفُ .
***
هلْ يأتي آموس هوكستين إلينا ليفرضَ الحلَّ على مسؤولينَ لا يُمثِّلونَ وبالوكالةِ...
منْ يحفظُ حقوقَ لبنانَ واللبنانيينَ في أيِّ اتفاقٍ وتسويةٍ؟ هذا هو الخوفُ الحقيقيُّ!