#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نكتبُ منذُ أشهرٍ عنْ إنهيارِ القطاعِ الصحيِّ ولا منْ يسمعُ... ولا منْ يُبادرُ، وحتى ولو أنَّ موازنةَ وزارةِ الصحَّةِ قد تمَّتْ زيادتها تِبعاً للموازنةِ الجديدةِ المرتقبُ إقرارُها الاسبوعَ المقبلَ.
إلاَّ أنَّ ما نشاهدهُ في الاعلامِ وما تابعناهُ على التلفزيونِ وما يصلنا منْ مراجعاتٍ، يُدمي القلوبَ ويُدمعُ العيونَ في بلدٍ صار صعباً على الفقير فيهِ الحصولُ على حبَّةِ مُسكِّنٍ للآلامِ،
فكيفَ بمواطنينَ يصابونَ بالسرطانِ او يخضعونَ لعملياتٍ وهمْ منْ دونِ ضمانٍ صحيٍّ ولا تأمينٍ خاصٍ، ولا عملَ ولا أيَّ قرشٍ فريش...
كيفَ يؤمِّنُ المواطنُ المسكينُ استشفاءهُ، ومنْ أينَ يحصلُ على دوائهِ حتى ولو كانَ مضموناً،
ما دامَ الضمانُ الاجتماعيُّ بحدِّ ذاتهِ ورغمَ جهودِ واهتمامِ مديرهِ د. محمد كركي، واقعاً تحتَ العجزِ،
نتيجةَ الإنهيارِ الماليِّ ونتيجةَ "إنكشافهِ" امامَ ديونِ الدولةِ لديه،
وامامَ زحمةِ المواطنينَ الذينَ يعتبرونَ أنهْ ملجأهمْ الوحيدُ، او فلنقلْ كانَ ملجأهمْ الوحيدَ...
***
في كلِّ دولِ العالمِ أنظمةُ الرعايةِ الصحِّيةِ معقَّدةٌ ومُكلفةٌ، لكنَّ هذهِ الدولَ تؤمِّنُ في المقابلِ رواتبَ وإمكانياتٍ اخرى تسمحُ للمواطنِ بأنْ يحظى برعايةٍ طبيةٍ وصحِّيةٍ لائقةٍ حتى ولو كانتْ باهظةً...
هذا الامرُ كانَ يتمُّ في لبنانَ مع نظامِ الدعمِ الذي كانَ قائماً للادويةِ، الى أنْ حصلَ الإنهيارُ وصارتْ كلفةُ الدَّعمِ تستنزفُ إحتياطيَّ مصرفِ لبنانَ فتوقَّفَ ذلكَ بشكلٍ كبيرٍ...
لكنْ كيفَ يؤمِّنُ الناسُ الطبابةَ والاستشفاءَ والدواءَ واثمانَ الكهرباءِ المضاعفةِ والاتصالاتِ والنقلِ والخبزِ والطعامِ والمدارسِ والتدفئةِ وغيرها،
وهمْ بالكادِ يحصلونَ على رواتبَ لا تتخطى المئةَ دولارٍ، واموالهمْ محجوزٌ عليها في المصارفِ ،
فكيفَ يدفعونَ ثمنَ علبةِ دواءٍ مثلاً تتخطى المئةَ دولارٍ او المئتي دولارٍ.
نحنُ امامَ كارثةٍ صحِّيةٍ تجعلُ الناسَ يشحذونَ ثمنَ حبَّةِ الدواءِ وكلفةَ عمليةٍ جراحيةٍ وكلفةَ نظَّاراتٍ طبيةٍ وكلفةَ نزعِ اسنانٍ...
لعنةُ اللهِ على منْ أوصلَ اللبنانيينَ إلى هنا!