#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بغضِّ النظرِ عنْ هويةِ او تاريخِ او صفةِ منْ تحدَّثَ بالأمسِ منْ قصرِ الشعبِ في سوريا حولَ لبنانَ والمستقبلِ والرئاسةِ والعلاقاتِ بينَ البلدينِ،
فإنَّ ما سمعناهُ كلبنانيينَ منْ الجولاني (او احمد الشرع) كقائدِ سوريا الجديدِ لم نكنْ نسمعُ الحدَّ الأدنى منهُ لا بالقولِ ولا بالتنفيذِ في السنواتِ الثلاثينَ او حتى الاربعينَ الماضيةَ.
فما ارتكبهُ النظامُ السوريُّ السابقُ بحقِّ اللبنانيينَ على مدى سنواتٍ،وكيفَ دمَّرَ المؤسساتَ وكيفَ وكيفَ وكيفَ،
يجعلُ منْ الصعبِ على أيِّ إنسانٍ أنْ يُصدِّقَ ما يسمعهُ منْ نوايا طيبةٍ تجاهَ لبنانَ وشعبهِ ومؤسساتهِ.
ولعلَّ اللقاءَ التاريخيَّ الذي جمعَ وليد وتيمور جنبلاط مع وفدِ المشايخِ والكلامَ الذي أطلقهُ جنبلاط بعدَ الشرعِ حولَ المفهومِ الجديدِ للعلاقاتِ اللبنانيةِ السوريةِ،
يمكنُ أنْ يؤسِّسَ لمرحلةٍ جديدةٍ يتنفسُ فيها اللبنانيونَ الصُّعداءَ بعدَ سنواتٍ طويلةٍ.
***
ولا سيَّما أنَّ "الشرعَ" بدا بخطابهِ تجاهَ لبنانَ كخطابِ رجلِ دولةٍ يحترمُ المؤسساتَ،
كما يحترمُ كلَّ مكوِّناتِ الشعبِ اللبنانيِّ بِما فيها المعارضونَ اللبنانيونَ لمنْ وصلوا اليومَ في سوريا، منْ هنا فإنَّ الكرةَ في ملعبنا اليومَ:
اولاً لناحيةِ إرسالِ لائحةٍ رسميةٍ بالمعتقلينَ والمخطوفينَ والمفقودينَ بناءً على طلبِ الشرع،
وهذا ما يُعرِّي السلطةَ اللبنانيةَ التي ظهرتْ وكأنها ضحكتْ على الناسِ بأنها قامتْ بما عليها،
وثانياً لناحيةِ البدءِ بمناقشةِ المعاهداتِ الموقَّعةِ بينَ البلدينِ لناحيةِ المجلسِ الاعلى اللبنانيِّ السوريِّ،
واتفاقيةِ التعاونِ والتنسيقِ والاتفاقياتِ الامنيةِ والاقتصاديةِ والزراعيةِ والقضائيةِ المشتركةِ وغيرها.
***
فهلْ سيتجرَّأُ "النجيبُ" منْ اليومِ بفتحِ هذا النقاشِ،
لا سيَّما وأنَّ هناكَ مُناخاً دولياً وعربياً مؤاتياً وداعماً لمنْ وصلوا،والدليلُ الحركةُ السعوديةُ إليهِ الاحدَ بعدَ الحركةِ التركيةِ،
أفليسَ في ذلكَ إشارةٌ كبيرةٌ إلى محاولةٍ لإعادةِ هذا النظامِ إلى الحضنِ العربيِّ بعدَ تفكيكِ أذرعِ النظامِ الايرانيِّ في لبنانَ وسوريا.
***
وفي الانتظارِ يتوقَّعُ أنْ يتبلورَ أكثرَ فأكثرَ في لبنانَ هذا الاسبوعَ امرانِ:
مسألةُ الاستحقاقِ الرئاسيِّ على بعدِ اسبوعينِ منْ جلسةِ التاسعِ منْ كانون الثاني،
والثاني موضوعُ الخروقاتِ الامنيةِ جنوباً لاتفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ والذي قد يُحرزُ خرقاً فيهِ،
آموس هوكستين في زيارتهِ الاخيرةِ ربَّما إلى المنطقةِ كموفدٍ لبايدن.
فهلْ ينجحُ في تجنيبِ لبنانَ حرباً جديدةً بعدَ اربعينَ يوماً؟