#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في موازاةِ الحديثِ عنْ مناقشةِ وإقرارِ الموازنةِ في الاسابيعِ المقبلةِ، مع الدعوة المرتقبةِ لرئيسِ المجلسِ إلى النوابِ للحضورِ والمناقشة، تبرزُ في الموازاةِ ومع بدايةِ السنةِ،
مسألةُ إحتساباتِ الضَّرائبِ والرُّسومِ للمكلَّفينَ، وعندَ التدقيقِ بالامرِ،
نلمسُ بمرارةٍ وحزنٍ وغضبٍ في آنٍ حجمَ الاموالِ التي ندفعها لدولةٍ فاشلةٍ لا تقدِّمُ لنا شيئاً، لا في الصَّحةِ ولا في الشيخوخةِ ولا في الدواءِ ولا في البنى التحتيَّةِ ولا في الكهرباءِ ولا في التقاعدِ ولا في الأمانِ.
لماذا ندفعُ كلَّ هذهِ الضرائبِ على سعرِ سوقِ الدولارِ السوداءِ، فيما نحنُ بالكادِ نقبضُ اموالنا المقرصَّنَ عليها في المصارفِ بسقفٍ هزيلٍ وبسعرِ الــ 15 الفَ ليرةٍ؟
أينَ تذهبُ اموالُنا ولمنْ؟
وعلى ماذا؟ واساساً منْ يفهمُ كيفَ وتِبعاً لأيِّ معيارٍ وحساباتٍ يتمُّ إحتسابُ الضرائبِ، وحسبَ أيِّ شطورٍ؟ ومنْ همْ المعفيُّونَ، وما هي الاعفاءاتُ وما هي الغراماتُ؟
هلْ يوجدُ دليلٌ للمواطنِ حتى يعرفَ ماذا يدفعُ وكيفَ، وتبعاً لأيَّ معاييرَ...
لا نُحمِّلُ هنا وزارةَ المالِ المسؤوليةَ،
نُحمِّلُ النوابَ الذينَ يُشرِّعونَ، ولا يعرفونَ على ماذا يبصمونَ، ونُحمِّلُ الوزراءَ تبعاتَ عدمِ مراقبةِ المراسيمِ التطبيقيةِ التي تصدُرُ للموازناتِ.
***
هذا غيضٌ منْ فيضِ جمهوريةِ الفشلِ...
فماذا عنْ آخرِ إنجازاتِ القضاءِ الذي ينحرُ كلَّ يومٍ قضيةً منْ قضايا الناسِ، وآخرُ الإنجازاتِ ما جرى على صعيدِ إستردادِ مذكراتِ التوقيفِ في ملفِّ إنفجارِ المرفأِ...
فهلْ نقولُ لأهالي شهداءِ المرفأِ أنسوا القضيةَ، وأبناؤكمْ همْ منْ فجَّروا أنفسهمْ في المرفأِ؟
منْ المسؤولُ طالما أنْ ليسَ هناكَ احدٌ موقوفاً، والقضاءُ يناقضُ القضاءَ، والقاضي يدَّعي على القاضي.
هلْ نصلُ إلى الحقيقةِ والعدالةِ منْ هنا؟
كم همْ مساكينُ اهالي شهداءِ المرفأِ، وهمْ يغضبونَ ويصرخونَ ولا احدَ يُجيبُ...
كلُّ ذلكَ يجري في جمهوريةٍ لا تسألُ عنْ أبنائها، وتأخذُ منهمْ الاموالَ منْ ضرائبَ ورسومٍ كجزيةٍ، وهي لم تُحضِّرْ لهمْ الملجأ حتى جنوباً..
فعنْ أيِّ دولةٍ نحكي؟