#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اتصل بي صديقٌ معايداً، هو اساساً من اوفى الاوفياءِ قاطبةً، والوحيدُ الذي يصارحني دائماً بالحقيقةِ، إذ هو اوَّلُ قارىءٍ لمقالي اليومي.
بعدَ السلامِ والكلامِ قالَ لي: منذُ اكثرَ من اسبوعينِ واراكِ تَكتبينَ "بشعبويةٍ" لا ثانيَ لها ولا مثيلَ.
هل نسيتِ او تناسيتِ ماذا يدورُ في كواليسِ السياسةِ المؤلمةِ والسياسيينَ؟
لماذا لا تُجاهرينَ بما يجري..
طبعاً شكرتهُ على وفائهِ الدائمِ وصراحتهِ.
وقلتُ:
تعمَّدتُ ذلكَ عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ، أن اريحَ قرائي الاحباءَ، مِما يُدارُ ويُحاكُ في سياساتِ الجهلِ والكيديةِ والمناكفاتِ .
ثانياً:
يا اوفى الاوفياءِ، هل هناكَ في دولتنا العظيمةِ من سامعٍ او مجيبٍ، او من يُراجعُ ضميرهُ، تجاه الناسِ ومآسيهم؟
انتَ شخصياً ألستَ تُعاني مثلي ومثلَ كلِّ الناسِ مما آلتْ اليهِ امورُ البلادِ والعبادِ من قهرٍ وذلٍّ... واكتفي.
هل لكَ او لي على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ،
يدٌ بارتفاعِ الدولارِ او هبوطهِ؟
هل ادخلُ بتسميةِ "الزمرةِ" إياها التي سبقَ واكلتْ الاخضرَ واليابسَ بالدولةِ ودمَّرتها ومزقتها إرباً إرباً!
حقاً ليسَ لي نفسٌ ان اذكرهمْ والكلُّ يعرفهمْ.
***
هل ادخلُ بتفاصيلِ سجالاتِ اهلِ السلطةِ إياها لاظهرَ اني "فهيمةٌ":
- بينَ فتحِ دورةٍ استثنائيةٍ ولا دورةً .
- بينَ إنعقادِ مجلسِ الوزراءِ ولا إنعقادَ مجلسِ الوزراءِ.
- بينَ تدقيقٍ جنائيٍّ ولا تدقيقَ جنائيٌّ.
- بينَ فتحِ مدارسَ او عدمِ فتحِ مدارسَ .
- بينَ خطةِ تعافٍ او لا خطةَ تعافٍ.
- بينَ المفاوضاتِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ او لا مفاوضاتٍ.
- بينَ الوعودِ بالبطاقةِ التمويليةِ ولا بطاقةً.
- بينَ الوعودِ بمراعاةِ العلاقةِ مع دولِ الخليجِ ولا مُراعاةً.
- بينَ الوعودِ بتحسينِ الرواتبِ للموظفينَ ولا تحسينَ ..
***
كلُّ هذا يعني اني على يقينٍ وعلمٍ بما يُدارُ وبكلِّ تفصيلٍ مُملٍّ، وفارغِ المضمونِ، والذي ادى ويؤدي بنا الى مزيدٍ من الهلاكِ الجماعيِّ.
ذكرتُ بعضَ ما يُدارُ، لكن لا حلولَ بنظري قبلَ إن تحصلَ الانتخاباتُ النيابيةُ،
إن لم يفاجئنا "كيدٌ" من مكانٍ ما ،
وفوزُ نوابِ لبنانَ الجديدِ على اقلهِ 40 % من المجلسِ النيابيِّ الحالي .
هنا نبدأُ برحلةِ الالفِ ميلٍ نحوَ الدولةِ والانفتاحِ، إن على بلادِ الخيرِ في الخليجِ والمجتمعِ الاوروبيِّ والدوليِّ ..
ولا حياةَ للبنانَ اطلاقاً، مع التشديدِ على عدمِ "هيمنةِ" فريقٍ ليسَ على آخرَ، بل على وطنٍ باكملهِ.
***
المعضلةُ الاساسيةُ عندنا أن لا شفافيةَ بينَ كلِّ الافرقاءِ،
وقد كانَ بينهم جميعاً "هذا لكَ وهذا لي"، و"طنشْ لي لأطنشَ لكَ".
هذهِ العقليةُ لا تبني اوطاناً، بل تَهدمها وهذا ما حصلَ.
***
يا اوفى الاوفياءِ ويا احبائي القرَّاءَ:
تُريدونَ ان ازيدَ قرفكمْ بالسياسةِ،
أم أخالفَ رأيَ صديقي الدائمِ الدائمِ الصريحِ:
"بشعبويتي"؟