#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تنتهي جلسةُ انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ اليومَ على فوضى جديدةٍ مترافقةٍ مع تبعثرٍ في الاصواتِ والاوراقِ، ودخولِ عواملَ وعناصرَ جديدةٍ على لعبةِ مجلسِ النوابِ،
الذي اكثرَ من جديدٍ إفتقارهُ الى بوصلةٍ تعيدُ التوازنَ المفقودَ فيهِ، وقواعدَ محدَّدةٍ من المفيدِ إستذكارها لجيلِ بعدَ الحربِ،
وتُختصرُ بالبوانتاج الدقيقِ وبحساباتِ الكتلِ النيابيةِ ودوافعها واهوائها...
اليومَ يختلطُ الحابلُ بالنابلِ في مجلسِ النوابِ، وصارَ من المستحيلِ على المراقبِ بالخارجِ تبيانُ مسارِ الكتلِ المشتَّتةِ باستثناءِ كتلةِ القواتِ اللبنانيةِ وكتلةِ حزبِ الله...
اما ما تبقَّى، فليستْ مضمونةً خارطةُ التفاهماتِ داخلها او الانقلاباتِ عليها،
من التيارِ الوطني الحرِّ الذي قد يغرِّدُ من فيهِ في نهايةِ المطافِ خارجَ السربِ،
الى خياراتِ كتلةِ امل التي قد تتمايزُ عن كتلةِ حزبِ الله،
الى النوابِ السُّنةِ المستقلينَ المشتَّتينَ والضائعينَ والذينَ لم تتمكنْ حتى دارُ الفتوى من إستمالتهمْ او استيعابهم،
وصولاً الى الانقساماتِ التي تعتري تكتُّلاتِ نوابِ التغييرِ التي للامانةِ لم نعدْ نعرفُ أينَ ومع منْ صاروا، وكمْ تكتلٍ اصبحوا، وكمْ خيارٍ سياسيٍّ يتَّخذونَ...
***
في البلدِ وفي الكواليسِ كلامٌ لا يزالُ في الهمسِ عن مساعٍ لتسويةٍ قد تنضُجُ معالمها على صعيدِ الرئاسةِ،
والاكيدُ ان نتائجَ الانتخاباتِ الاميركيةِ النُصفيةِ قد تُسرِّعُ نضوجها لتسريعِ انتخابِ رئيسِ جمهوريةٍ،
وقد يكونُ لدولةٍ خليجيةٍ دورٌ ما في تسويقها والتحضيرِ لها..
فهلْ تسقطُ هذهِ التسويةُ على النوابِ كما سقطَ غيرها، وتسقطُ حجارةُ الشطرنجِ وتتهاوى كتلٌ لتنبتَ اخرى.
الايامُ كفيلةٌ بتأكيدِ هذا السيناريو وفي انتظارِ ذلكَ،
القلقُ يكبرُ من فلتانِ الامنِ الاجتماعيِّ،
لا سيما بعدَ ارتفاعِ اسعارِ الدولارِ من جديدٍ من دونِ ايِّ ضوابطَ،
لكنَّ القلقَ الامنيَ الاخطرَ هو ما يعرضهُ وزيرُ الداخليةِ القاضي بسام المولوي حولَ شبكاتٍ ارهابيةٍ تابعةٍ لداعش، صحيحٌ انهُ تمَّ تفكيكها،
لكنها تفتحُ النقاشَ من جديدٍ حولَ تسيُّبِ الحدودِ وحولَ الاحكامِ القضائيةِ، وحولَ اوضاعِ السجونِ وحولَ بعضِ البيئاتِ الحاضنةِ لشبكاتِ الارهابِ..
العينُ على الامنِ من جديدٍ، فهلْ دقَّ وزيرُ الداخليةِ جرسَ الانذارِ؟