#الثائر
أعلن حزب المحافظين البريطاني الحاكم، عن جدوله الزمني لاستبدال ليز تراس، زعيمة الحزب التي استقالت من رئاسته ومن قيادة الحكومة البريطانية يوم الخميس 20 تشرين الأول 2022، بعد أقصر فترات الولاية وأكثرها فوضوية لأي رئيس وزراء بريطاني. فمن يكون خليفة تراس الآن، ومن يشارك في اختياره؟ وكيف يتم ذلك، ومتى يُعلن عن النتائج؟ إليكم الإجابة عن ذلك:
تقول صحيفة The Times البريطانية، إن سباق الترشح قد بدأ بالفعل. ولدى الراغبين في خلافة تراس ثلاثة أيام لحشد المساندة اللازمة من زملائهم قبل إغلاق باب الترشيح في الساعة الثانية ظهراً من يوم الإثنين 24 تشرين الأول.
ad
رفع غراهام برادي، مسؤول الأغلبية بحزب المحافظين، الحدَّ الأدنى لعدد الترشيحات اللازم من نواب الحزب للمرشح الراغب في خوض الاقتراع على تولي رئاسة الحزب. ففي الانتخابات التي عقدت في الصيف، كان المرشح بحاجة إلى مساندة 20 نائباً فقط للمشاركة في السباق، لكن المرشح بات يحتاج الآن إلى مساندة 100 نائب برلماني من الحزب.
وبالنظر إلى أن عدد نواب حزب المحافظين في مجلس العموم يبلغ 357 نائباً فقط، فإن ذلك يعني أن عدد المرشحين المشاركين في الاقتراع لن يزيد على ثلاثة. أما إذا تجاوز أحد المرشحين عتبة الأصوات اللازمة بعدد كبير، فقد يقتصر السباق على مرشحين فقط منذ البداية. وإذا حصل مرشح واحد على 100 ترشيح أو أكثر، فإنه يكون الفائز تلقائياً من دون منافسة مع مرشحين آخرين.
في حكم المؤكد أن النائب ريشي سوناك والنائبة بيني موردونت، اللذين خاضا المنافسة أمام تراس بعد استقالة بوريس جونسون، سيخوضان سباق الترشيح من جديد. بل إن جونسون نفسه قد يفكر في الترشح مرة أخرى إذا وجد المساندة اللازمة.
وتشمل قائمة نواب الحزب الذين قد يفكرون في الترشح: كيمي بادنوك، وزيرة التجارة؛ وبراندون لويس، وزير العدل؛ وبن والاس، وإن قال الأسبوع الماضي إنه يريد أن يظل وزيراً للدفاع، أما جيريمي هانت، وزير الخزانة، فقد سحب نفسه من السباق على مقعد رئاسة الحزب.
وقد تناولت صحيفة The Guardian في تقريرٍ لها قائمة المرشحين لخوض السباق وعرضت حظوظهم في المنافسة، وأبرزهم:
1- ريشي سوناك
تصدر سوناك استطلاع النواب في الاقتراع الذي أجري منذ نحو شهرين، إلا أنه خسر في تصويت أعضاء الحزب وفازت به تراس. ومن ثم من المتوقع أن يرشح نفسه، لا سيما أن رئاسة تراس القصيرة لمجلس الوزراء برهنت على صحة رأيه فيها أثناء سباق الترشح قبل توليها المنصب.
حذر سوناك مراراً من دعوات تراس المفرطة إلى التخفيضات الضريبية، وأثبت الاضطراب الاقتصادي اللاحق لإعلان ميزانية تراس أنه أحسن تبصُّر ذلك. وفي حين يرى البعض أن سوناك يمثل الكفاءة التكنوقراطية الهادئة، إلا أن كثيراً من نواب حزب المحافظين يرتابون به ويشيرون إلى الامتيازات الضريبية التي حصلت عليها زوجته.
2- بيني موردونت
جاءت بيني موردونت في المرتبة الثالثة في الاقتراع السابق على رئاسة الحزب، ومن شبه المؤكد أنها ستشارك في هذا الاقتراع، وربما يراها بعض المراقبين المرشح المفضل للفوز هذه المرة.
شاركت وزيرة الدفاع السابقة في حكومة تراس من الداخل بمنصبها في رئاسة مجلس العموم، إلا أنها حافظت على مسافة تُبعدها عن معظم القرارات المثيرة للجدل. ومع أن كثيراً من نواب حزب المحافظين قد يميلون إليها، فإن بعضهم قد يشير إلى قلة خبرتها وأن اختيارها قد يكون مخاطرة أخرى.
3- بوريس جونسون
مع أن كثيراً من الناخبين العاديين قد يستنكرون اختيار جونسون مرة أخرى، إلا أن بعض نواب الحزب قد يستحضرون فوزه في انتخابات 2019 بأغلبية كبيرة، لا سيما أن استطلاعات الرأي الحالية انخفضت فيها شعبية الحزب إلى نسب بلغت 20%.
لكن جونسون قد يكون من جهة أخرى، فرصة تغتنمها أحزاب المعارضة التي ستحبِّذ اختياره؛ لأنه صار شخصية مشوهة السمعة ومكروهة بين كثير من مواطني البلاد، علاوة على أنه لا يزال يواجه تحقيقاً رسمياً بشأن مزاعم بتضليل البرلمان.
4- بن والاس
وزير الدفاع بن والاس هو المرشح المفضل لدى كثير من أعضاء حزب المحافظين، وكان من المتوقع أن ينافس جونسون على منصب رئاسة الوزراء، إلا أنه تنازل عن المنافسة لأسباب لم يكشف عنها.
إذا ترشح والاس لزعامة الحزب، فإن مظهره الذي يشي بالحزم والكفاءة وعدم الميل إلى أيديولوجية معينة قد يبعث الطمأنينة لدى كثيرين، ويجعله مرشحاً بارزاً للفوز بالسباق.
5- سويلا برافرمان
استقالت برافرمان من منصب وزيرة الداخلية بحكومة تراس بعد أن أرسلت وثيقة رسمية من بريدها الإلكتروني الشخصي، وشاركت بذلك في "انتهاك تقني" لقواعد العمل الحكومي. إلا أن المدة القصيرة التي أمضتها في الوزارة ربما تكون قد رفعت من أسهم تأييدها بين التيار الأكثر ميلاً إلى اليمين السياسي في حزب المحافظين.
اشتهرت برافرمان بمواقفها في مناهضة الهجرة والترويج للحروب الثقافية، وقد تعهدت بخفض أعداد المهاجرين السنوية إلى عشرات الآلاف. ومع ذلك، تبدو فرصتها في الفوز ضعيفة، فمن المستبعد أن تحظى بتأييد عدد كاف من النواب المستعدين للرهان مرة أخرى على مرشح لديه آراء يمينية قوية.
6- كيمي بادنوك
أثارت كيمي بادنوك، وزيرة التجارة الدولية، إعجاب الكثير من نواب حزب المحافظين بآرائها القوية ذات الميول اليمينية، إلى جانب طلاقتها الخطابية. لكنها تفتقر إلى الخبرة أيضاً، فقد كانت نائبة في البرلمان مدة خمس سنوات، ولم تكد مدة توليها لمنصب الوزارة تتجاوز ستة أسابيع.
7- ساجد جاويد
جاء جاويد في المركز الرابع في اقتراع حزب المحافظين لعام 2019 ولم يترشح في المنافسة التي فازت بها تراس هذا الصيف، لكنه تولى عدة مناصب وزارية، منها وزارة الداخلية والصحة، وأمضى فيها مدة طويلة. لكن لا يُعرف بعد ما إذا كان يريد الترشح للمنصب مرة أخرى.
8- جرانت شابس
حين كان وزير النقل السابق، جرانت شابس، ينتقد تراس انتقاداً مهذباً قبل أسبوعين، كانت فكرة توليه رئاسة الوزراء تبدو سخيفة لمعظم الناس، وربما لا تزال كذلك لمعظم زملائه. لكن جرانت شابس صار وزير الداخلية منذ يوم الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول، وهي فكرة كانت تبدو مستبعدة أيضاً.
يقول مؤيدو شابس إنه وزير حازم ومحاور إعلامي لائق ويجمع بين النظرة الواقعية والتمسك بأيديولوجيته المحافظة. ومع ذلك فإنه لا يحظى إلا بقليل من التأييد بين نواب اليمين في الحزب، ومن المتوقع أن يتعذر عليه جمع الأصوات اللازمة.
يجري الاقتراع الأول لنواب البرلمان من حزب المحافظين بين الساعة الثالثة والنصف والخامسة والنصف من عصر يوم الإثنين 24 تشرين الأول. وإذا تمخض الاقتراع الأول عن ثلاثة مرشحين، يُستبعد المرشح الذي حصل على أقل عدد من الأصوات، وتُعلن النتيجة في الساعة السادسة مساء.
أما إذا تمخض الاقتراع عن مرشحين، فيُجرى تصويت "استرشادي" بين الساعة السادسة والنصف والثامنة والنصف من مساء يوم الإثنين 24 تشرين الأول، وتُعلن النتيجة في الساعة 9 مساء.
من المحتمل أن يحدث ذلك إذا تأهل مرشحان وتمسكا بالاستمرار في السباق، فإن الحزب وقتها يلجأ إلى "تصويت سريع وملزم عبر الإنترنت لجميع أعضاء حزب المحافظين" لاختيار زعيم الحزب الجديد، غير أن هذه العملية لم تتضح كيفية عملها بالتفصيل بعد.
تنتهي الانتخابات يوم الجمعة 28 تشرين الأول 2022، ومن المقرر أن يصدر بيان الإعلان عن الفائز بانتخابات رئاسة الحزب في اليوم نفسه.