#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في اللحظةِ العظيمةِ المباركةِ،كما ردَّدها مراراً الشيخ محمد بن زايد، نقفُ عاجزينَ عن التعبيرِ.
نعم. علينا أن نُصدِّقَ، وأن نُسجِّلَ في تاريخنا العربيِّ أننا انتصرنا ذاتَ يومٍ.
نعم. فألْفُ شكرٍ للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،
والشيخ محمد بن زايد آل نهيان وليِّ العهدِ، وريثِ العقلِ والعلمِ والحداثةِ والثقةِ بالنفسِ وبالمستقبلِ.
مباركونَ يا أهلنا وأشقاءنا في دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ على اهدائِكم هذا الانجازَ من حُكامكمْ.
ورفعِ رؤوسكم عالياً عالياً حتى المرِّيخ.
***
إنجازٌ استثنائيٌ أن تكونَ الإماراتُ خامسَ دولةٍ تبلغُ الكوكبَ الأحمرَ، وأن تسبقَ دولاً رائدةً في علومِ الفضاءِ.
والانجازاتُ الاستثنائيةُ لا يحقّقها إلا ذوو الإراداتِ الاستثنائيةِ.
فالشكرُ لبركتكما سموّ الشيخ محمد بن راشد، وسموّ الشيخ محمد بن زايد.
من دولتكم يُنتظرُ المزيدُ والمزيدُ، لتحقّيَقِ حلمِ الوالدِ المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّبَ اللهُ ثراه، في بناءِ دولةٍ تتباهى على الأممِ، بالعلمِ قبلَ كلِّ شيءٍ.
***
قبلَ 7 سنواتٍ، أعلن الشيخ محمد بن زايد إشارةَ الانطلاق:
سنرسلُ أولَ مسبارٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ إلى المريخ، وسيصلُ عام 2021.
كثيرونَ وضعوا أيديهم على قلوبهم لأن المهمَّةَ ليست سهلةً.
ولكن، في 9 شباط (فبراير)، تحقّقَ الحلمُ، وسجَّلتِ الإماراتُ يوماً مجيداً في تاريخها والتاريخِ المعاصر.
***
ربما هناكَ مَن يقول:
لقد وهبَ اللهُ دولةَ الإماراتِ طاقاتٍ ماليةً هائلةً، وبالمالِ حقّقتِ المعجزاتِ.
ولكن نحنُ نقولُ:
المالُ هو نصفُ الطريقِ، وهو وحدهُ لا يصنعُ شيئاً، فكم من شعوبٍ تتبدَّدُ طاقاتها ويُهدَرُ مالها وتقبعُ في مجاهلِ التخلِّفِ.
المالُ يصبحُ ذا قيمةٍ عندما يديرهُ العقلُ الخلاَّقُ والانتماءُ للدولةِ.
وهنا أهميةُ الإماراتِ وفضلُ قادتها.
***
وربما هناكَ مَن يقول:
لقد استندَ فريقُ العملِ في هذهِ الخطوةِ العملاقةِ إلى مرتكزاتٍ أرساها علماءٌ أميركيونَ وأوروبيونَ وآسيويون، فكان سهلاً أن ينجحَ الإماراتيون.
ونحنُ نقول:
تَذكَّروا أنه منطقُ العلومِ، حلقةٌ مترابطةٌ، وهو مُلكُ البشريةِ جمعاء.
ولو كان سهلاً نجاحُ الإماراتِ، لما كان ترتيبها الخامسةَ عالمياً، ولما عاشَ الجميعُ 27 دقيقةً صعبةً، تساوتْ فيها حظوظُ النجاحِ والفشلِ، عند دخولِ المسبارِ مدارَ المريخِ.
***
فمبروكٌ لدولة الإماراتِ العربية المتحدة عرسها الوطنيُّ.
أفتخرتمْ يا قادة الاماراتِ بفريقِ العملِ، هذهِ النخبةُ من أرقى العلماءِ والباحثين، والباحثاتِ الرائعاتِ، وهُنَّ يتحدَّثْنَ من موقعِ العالِمِ الخبيرِ، والجميعُ يُصغي باحترامٍ وتقديرٍ للتقنيةِ في مجالٍ بالغِ الدقّةِ والتعقيدِ.
***
ماذا عسانا نقولُ عن هذا الرقيِّ في إدارةِ الاحتفالِ والتغطيةِ الإعلاميةِ بما ينافسُ الأرقى في العالم؟
وأيُّ روعةٍ لتناغمِ الأضواءِ والألوانِ في ليلِ الإماراتِ كلها، من قناةِ أبو ظبي إلى برجِ المراقبةِ إلى برجِ خليفة حيثُ تألّقت صُوَرُ فريقِ العملِ تكريماً؟
وما أجملَ، وما أصدقَ مشهدَ التعاطفِ والولاءِ للراحل الخالد الشيخ زايد بن سلطان الذي يشكّلُ نموذجاً يُحتذى به، بين الاشقاءِ الشيخ محمد بن راشد وأخيه الشيخ محمد بن زايد.
إن وحدةً وتماسكاً بهذا الحجمِ بين القيادةِ وشعبها هو المسبارُ الذي لا يخترقُ خطوطَ الجغرافيا إلى المريخِ فحسب، بل يخترقُ خطوطَ التاريخِ أيضاً إلى المستقبلِ الواعدِ.
فمباركٌ لكم يا أهلنا وأشقاءنا في الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ،حَماكمْ اللهُ تعالى وزادكم علماً ونوراً.