#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بعدَ ساعاتٍ على إقرارِ الموازنةِ، ها هو رئيسُ المجلسِ النيابيِّ يدعو الى جلسةٍ يومَ غدٍ الخميس لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ.
يَعرفُ رئيسُ المجلسِ الاستاذ نبيه بري ان النصابَ لنْ يكتملَ، وان التوافقَ لم يتمَّ على رئيسٍ لم تُحدَّدْ معالمهُ ومواصفاتهُ بعدُ.
فلماذا إذاً سرَّعَ الخُطى نحوَ الملفِّ الرئاسيِّ؟
هلْ لاقفالِ الطريقِ على التشريعِ، ام على حكومةٍ جديدةٍ لا يُرادُ لهذا المجلسِ النيابيِّ ان يعطيها الثقةَ...
وإلى ان تنجلي صورةُ المشهدِ الرئاسيِّ في المجلسِ النيابيِّ يومَ الخميسِ، ماذا عن مشهدِ إقرارِ الموازنةِ يومَ الاثنينِ؟
***
لم يكنْ هناكَ مشهدٌ اكثرُ فولكلوريةً من مشهدِ إقرارِ الموازنةِ الاثنين...بسحرِ ساحرٍ... تحوَّلَ المعترضونَ الى موافقينَ وأُقرِّتْ موازنةٌ هجينةٌ فيها كلُّ شيءٍ إلاَّ الجدِّيةَ بالارقامِ والجدِّيةِ بتوقُّعِ الايراداتِ والنفقاتِ.
كانَ على رئيسِ الحكومةِ المكلَّفِ ان يحضرَ شخصياً بعدَ سفرةِ التسوُّقِ بينَ لندن ونيويورك، للدفاعِ عن موازنةٍ عجزَ وزيرُ المالِ عن تسويقها وشرحها، فاستُعينَ بوزيرِ الماليةِ السابقِ علي حسن خليل للدفاعِ عنها...
ايُّ رسالةٍ بَعثتْ بها هذهِ الموازنةُ لصندوقِ النقدِ الدوليِّ، وقد ظهرتْ ارقامُ العجزِ الفاضحةِ، والتي يرفضها صندوقُ النقدِ. والانكى ان ما يتَّكلُ عليهِ "النجيبُ" لتأمينِ الوارداتِ ولدفعِ المستحقاتِ، هي اموالُ الصندوقِ التي لنْ تأتي قبلَ وقبلَ وقبلَ..
فكيفَ ومرَّةً جديدةً تبيعُ ايها "النجيبُ" سمكاً في البحرِ؟
كيفَ يُقرُّ دولارٌ جمركيٌّ من دونِ إحتسابِ ودراسةِ تداعياتهِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ على الاقتصادِ والنموِ والناسِ..؟
وكيفَ صارَ رقم الـــ 15 الفاً كافياً لرفدِ الخزينةِ بالوارداتِ، وبالامسِ كانَ من الضروريِّ إحتسابُ الدولارِ على سعرِ العشرينَ الفاً.
وبعدَ نهايةِ هذا العامِ... مَنْ يقرِّرُ ما هو سعرُ الدولارِ الجمركيِّ؟
هلْ وزيرُ المالِ ام حكومةُ الفراغِ، ام قانونٌ جديدٌ من مجلسِ النوابِ؟
وكأنَ مجلسَ النوابِ يشرِّعُ على القطعةِ و"البقُّوسة"...
تُعطي الحكومةُ الموظفينَ في القطاعِ العامِ زياداتٍ بيدٍ، وتأخذها منهمْ بيدٍ آخرى، رسوماً وضرائبَ وارتفاعَ اسعارٍ وتضخماً،وعدمَ قدرةٍ شرائيةٍ وزيادةً في اسعارِ الموادِ الحيويةِ..
فماذا فعلتْ عملياً غيرَ غشِّ الناسِ.
نفهمُ ان الخزينةَ بحاجةٍ الى اموالٍ، ولكنْ ماذا قدَّمتْ هذهِ السلطةُ للناسِ؟
لا رعايةَ اجتماعيةً، لا دواءَ، لا كهرباءَ، لا انترنتْ لا طرقاتٍ، جوعٌ، ذلٌّ، حتى البطاقةُ التمويليةُ اختفتْ.. لماذا على الناسِ ان تدفعَ... ولماذا لا يذهبُ الناسُ الى عصيانٍ مدنيٍّ؟
***
سنتسلى كثيراً في الساعاتِ المقبلةِ باخبارِ الحكومةِ التي ووسطَ التأكيدِ على ضرورةِ ان تكونَ مُكتملةَ الصلاحياتِ، نؤكدُ اكثرَ فأكثرَ ان لا انتخاباتَ رئاسيةً في المدى المنظورِ..
فأيُّ حكومةٍ ستولدُ وسطَ كلِّ الانقساماتِ والمطالبِ والمطالبِ المضادةِ، ومَنْ بامكانهِ تسجيلُ النقاطِ اكثرَ في الشهرِ الاخيرِ من ولايةِ رئيسٍ وعدَ بالكثيرِ وحصلَ على اقلَّ من القليلِ...
غداً التاريخُ يحكُمُ،
وفي الانتظارِ الناسُ تنزلُ اكثرَ الى القعرِ!