لبنان

ثورة من نوع آخر

2020 كانون الأول 06
لبنان النهار

#الثائر

النائب ابراهيم كنعان - النهار

لا شك في أن اليأس من الوضع المنهار على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يشرّع الأبواب للثورة عليه وعلى عقم المعالجات الجارية وعلى الالتفاف على أي محاولة أو مبادرة إصلاحية لإجهاضها في مهدها في حالة من الفوضى غير المسبوقة. ولكن هذه الحالة الفوضوية التي تجعل بنتائجها من الثائر والمعارض والمعترض، شريكَ مَن في السلطة باستمرار التدحرج السريع نحو الهاوية، تؤدي في النهاية الى الموت المحتّم وزوال الوطن والدولة. وما الفائدة عندئذ من السلطة والمعارضة والثورة؟!

فالحالة الرافضة للوضع الراهن، إنْ لم تنتج رؤية تتضمن حلولاً عملانية وواقعية وخطوات إنقاذية، تتحول إلى مادة لصراع عقيم يستغله بعض الوصوليين ممن هم في السلطة والمعارضة على السواء لمنع التغيير الجدي والمحاسبة الفعلية. أما وصفة الموت السريع فهي:

1- تهديم المؤسسات العامة والخاصة من خلال الخلط بين السعي إلى إصلاحها وتغيير سياساتها باقتراحات وأفكار محددة وأشخاص يجمعهم الهدف الواحد، لا حب السلطة أو الطائفة أو المصلحة، وبين تحويلها إلى هدف لقصف عشوائي مدمّر يلغي إمكانية قيامها ويخفي الفساد الذي ضربها بشطب معالمه وأسبابه وأربابه وحتى أشخاصه.

2- شيطنة أي محاولة أو مبادرة للتفاهم على تصور إنقاذي لقضايا كيانية ومصيرية بالشكل قبل البحث في المضمون أو حتى الحوار حوله، ما يؤدي الىإضاعة فرص نادرة يحتاج إليها لبنان ويلغي أي إمكانية للمعالجة.

3- تعميق عزلة لبنان الدولية بالالتفاف على الإصلاحات المطلوبة منذ التسعينات، وتجاهل الوضع المالي للمغتربين والمستثمرين اللبنانيين بودائعهم وأوضاعهم المعيشية المتردية بعد حجز ودائعهم في المصارف اللبنانية، وعدم الالتفات الى هذا الموضوع إلا من زاوية التخفيف من التزامات الدولة والقطاع المصرفي على حساب هيبتهما وثقة العالم بهما. ويبقى تشكيل الحكومة، حكومة مهمتها الإصلاح، جسر العبور الوحيد الذي ما يزال قائماً حتى إشعار آخر من العزلة ومرحلة الانهيار السريع إلى بداية الخروج منهما، إذا ما تم التعامل مع هذا الاستحقاق على هذا الأساس، وهذا الأمر بحاجة الى ثورة من نوع آخر، ثورة الرؤساء على حسابات السلطة وأحزابها وطوائفها، ثورة المجتمع المدني على الطارئين والوصوليين والحاقدين على كل شيء، ثورة العقل والمعرفة على الحقد والجهل والفشل، ثورة النواب على التراخي والأنتظار وتهويل السلطة التنفيذية لمنع الرقابة الفاعلة وتعطيل التشريع الهادف الى مكافحة الفساد، ثورة الأمل على تعميم اليأس والعجز والفساد، ثورة العدالة على اللاعدل، والالتفاف حول المحاسبة والشفافية وحق الوصول إلى المعلومات بدل التعمية على ذلك من خلال إغراق البلاد والمجتمع بالشعبوية وبتهم الفساد من دون بيّنة أو قضاء، وأخيراً، وباختصار، ثورة على... الذات!

اخترنا لكم
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
باسيل: نحن مع وقف النار ولسنا حلفاء حزب الله في بناء الدولة لكننا معه في مواجهة إسرائيل
المزيد
ذكرى الاستقلالِ وبورصةُ القرارِ 1701!
المزيد
جنبلاط: الوضع سيستمر بالتدهور بسبب الموقف الغربي.. وإيران من يتولّى المسؤولية في الحزب
المزيد
اخر الاخبار
الهيئات الاقتصادية وكنعان يطالبان باسترداد مشروع موازنة 2025
المزيد
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبناني إذا لم يقبل الحزب وقف النار
المزيد
المواجهات بين اسرائيل و"الحزب" متواصلة.. وإقامة مناطق عازلة في الجنوب؟
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
بوشكيان يدعو إلى تعزيز السوق العربية المشتركة: لبنان سينهض وشبابه رائد في المبادرات
المزيد
إيقاعُ الإنتظارِ!
المزيد
هذا ما بلعه سعر الصّرف صباحاً!
المزيد
بخاري: قطعت زيارتي المقررة لبلدة الفاعور لأسباب أمنية وبيان توضيحي من العشائر
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
راصد الزلازل الهولندي يحذر
علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا
مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ
روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة
الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ
روسيا.. ابتكار خبز خاص لمرضى السكري بمكونات بيولوجية نشطة