#الثائر
احتفل راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر بالقداس الإلهي لمناسبة عيد مار ساسين في رعية مار جرجس ومار ساسين في بيت مري، عاونه فيه خادم الرعية الخوري بيار الشمالي والخوري فادي شكور والخوري إيلي مخول، بمشاركة خادم رعية مار الياس للروم الأرثوذكس الأب حارس إبراهيم، الأب مارون بشعلاني والأب ميشال روحانا الأنطونيين، والخوري شربل بشعلاني، في حضور حشد من أبناء الرعية.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى عبد الساتر عظة جاء فيها: "اختار مار ساسين، الذي كان أسقفا، أن يتخلى عن السلطة والمركز والجاه والنفوذ، وأن يقدم حياته من أجل مجد الرب يسوع وحبا بالإنسان، وفي سبيل أن يبقى الإيمان المسيحي موجودا في المنطقة، وفي سبيل استمرارية الكنيسة".
وتابع: "وجودنا اليوم في هذا البلد وهذه المنطقة يعود الفضل فيه أيضا إلى أجدادنا وآبائنا الذين عانوا من الاضطهاد والجوع والضيقة ولكنهم لم يستسلموا، ويعود الفضل فيه الى تضحيات الكنيسة جمعاء، والكنيسة المارونية وآبائها تحديدا، الذين سكنوا أعلى الجبال وقعر الوديان وفتتوا الصخر ليزرعوا ويأكلوا. فأمام هذا الكم من الألم الممزوج بالإصرار والرجاء، هل نستسلم اليوم أمام أزماتنا؟ وهل نخاف ونهرب؟ هل ننسى كل تلك التضحيات ونترك بلدنا ونمضي؟".
اضاف: "دعونا لا نيأس ولا ننهار، ولنتذكر أن أرضنا معمدة بدماء من استشهدوا من أجل المسيح، وأنه مطلوب منا أن نكمل مسيرة الصمود فنكون شهودا للقيامة وعلامة للرجاء في هذا الشرق المتألم. أرضنا وكنيستنا وبلدنا يستحقون أن نتمسك بهم، فنكمل مسيرة المحبة، ومسيرة الشهادة ليسوع القائم من بين الأموات، ومسيرة الصدق في الكلام، ومسيرة الغفران، ومسيرة قول الحق والابتعاد عن المواربة والكذب".
وختم عبد الساتر: "لنصل دوما ولنطلب شفاعة مار ساسين ليعطينا القوة والشجاعة، فنتغلب على القلق والخوف واليأس، ونتخلى عما هو دنيوي من أجل ما هو سماوي وأبدي".
وكانت كلمة للخوري الشمالي، شكر فيها للمطران عبد الساتر حضوره، وقال: "صحيح أن التعب طرق أبوابنا ولكننا لم نستسلم. فكيف نستسلم وراعينا معنا؟ زيارتكم يا صاحب السيادة غالية على قلوبنا، لأنكم تزرعون في نفوسنا الأمل دائما بكلامكم البسيط الذي يشبه حياتكم البسيطة المليئة بالعمق وبالقوة وبالحضور. نصلي لكم يا صاحب السيادة بإيمان ونعلم كم هو كبير دوركم في تاريخ لبنان والكنيسة والأبرشية. سيبقى فرحنا بحضوركم غامرا قلوبنا فيعطينا القوة والنشاط لئلا نستسلم في وسط التعب والمشاكل والهموم".
وبعد القداس، التقى عبد الساتر أبناء الرعية في صالون الكنيسة.