مقالات وأراء

RT اللغة عربية والهوى عبري!

2024 آب 07
مقالات وأراء

#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "

لطالما كانت روسيا، وقبلها الاتحاد السوفياتي، داعماً للقضايا العربية، وسنداً للشعوب الفقيرة والمستضعفة، في مواجهة الاستعمار والاحتلال.

وبالرغم من تمسّك الشعب الروسي بالاصالة والقيم الاخلاقية والانسانية، والافتخار بتاريخه البطولي، في مواجهة الاعداء، والحاق الهزيمة بهم، والدروس القاسية التي تلقتها فرنسا نابليون، والمانية النازية بقيادة هتلر، على يد الروس، تجدهم تواقين في بعض الاحيان، إلى الاقتداء بالغرب.

سقط الاتحاد السوفياتي بالضربة القاضية، التي لم تكن عسكرية، بل قنبلة الدعاية والاعلام الخادع، الذي صور للسوفيات أن الغرب جنة اقتصادية، وواحة ديمقراطية وحرية. وأنه بمجرد تخليهم عن الشيوعية، سيتحول كل الشعب السوفياتي، إلى طبقة من الاغنياء، وينعمون بحياة البذخ والرفاهية التي يرونها في أفلام هوليود الأمريكية.

سارت روسيا خلف يلتسين، وخلال عشر سنوات، كادت أن تتحول إلى واحدة من دول العالم الثالث، الاشد فقراً والأكثر فسادًا.

تم انقاذ روسيا وشعبها على يد الرئيس فلاديمير بوتين، الذي خاض صراعاً شرساً مع اعداء الداخل والخارج، ونجح في استعادة هيبة روسيا، وبناء قدراتها الدفاعية، وتحطيم مشاريع الفساد، التي قادها بعض رجال الاعمال، خاصة من اليهود الروس.

لكن الغرب لم يترك روسيا، وحاولت الولايات المتحدة الامريكية محاصرة روسيا، ونجحت في تسويق الروسافوبيا في معظم دول العالم، ثم أنشأت حولها حزاماً من دول الناتو، ودفعت بأوكرانيا إلى جحيم الحرب، التي ما زالت تحصد أرواح الآلاف من الأوكران والروس على حد سواء.

فرض الغرب عقوبات قاسية على روسيا، طالت كل شيء، حتى أنه تم حظر وسائل الاعلام الروسية، في كل الدول الغربية، ومنها طبعاً قنوات RT.

لم تكن ردة فعل روسيا بحجم ما أظهره الغرب من عداء وكراهية لروسيا، ومن يتابع أحداث الميدان الأوكراني، وحجم الاستفزازات الغربية لروسيا، يدرك أنه في مكان ما، هناك قطبة مخفية مثيرة للدهشة.

عندما تشاهد برامج قناة RT الناطقة باللغة العربية، تشعر بحجم الدهشة، التي تصل في بعض الأحيان إلى حدود الانذهال الروسي، بكل ما هو غربي، أو أمريكي على وجه التحديد.

أيضاً فإن بعض العرب الذين وصلوا إلى أمريكا، ونالوا الجنسية الأمريكية، نسوا سريعاً أنهم ما زالوا عرباً، في نظر عدد كبير من الأمريكيين، وتراهم يعانون من عقدة النقص هذه، فتجدهم يغالون في الدفاع عن السياسات الأمريكية، حتى تلك الموجّهة ضد الدول العربية.

هذا الانذهال، ينسحب على بعض الاعلاميين الروس، خاصة في قناة RT، وهم يتناسون أنهم يخاطبون أكثر من 450 مليون عربي، ويساهمون في بلورة رأي عام عربي، نحو العديد من القضايا الدولية والاستراتيجية.

صحيح أنه يوجد حوالي مليون يهودي من أصل روسي في فلسطين المحتلة، لكن هؤلاء لا يتكلون اللغة العربية، ولا يستمعون إلى قناة RT.

لكن القيمين على القناة الروسية، يخصصون مساحة كبيرة للمحللين الاسرائيليين، في كل برامجهم ونشرات الاخبار، ليطلوا على الجمهور العربي في حملات تضليل ممنهج، يبررون السياسات العدوانية الاسرائيلية، ويسوّقون للدعاية الاسرائيلية الكاذبة، ويدافعون بشراسة عن كل ما يرتكبه الاحتلال مَن جرائم وقتل وعمليات ابادة، بحق الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي واليمني وغيرهم.

ربما يعتقد القيمون على هذه القناة، أن اعطاء هذه المساحة للاسرائيليين، وللعرب المتأمركين، هو من قبيل احترام حرية التعبير والرأي الآخر، وهذا صحيح نسبياً، لو كان الإسرائيليون يستمعون إلى هذه القناة.

لكن كون القناة ناطقة بالعربية، وتتوجه إلى الرأي العام العربي، فهي تحولت إلى منبر مفتوح للصهاينة، لمخاطبة الشعوب العربية، في حين يفتقد العرب إلى منصة مماثلة، تتيح لهم مخاطبة الإسرائيليين، وإيصال وجهة النظر العربية.

لقد بات الاعلام أكثر الاسلحة فتكاً في الشعوب، ولذلك ترى وسائل الاعلام الغربية، وتلك التي تدور في الفلك الغربي، تحجب أي رأي يناقض سياسات أمريكا وإسرائيل، حتى على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولا توجد أي مساحة لايصال وجهة النظر الروسية، أو اي مكان للمحللين العرب المناهضين لأمريكا وإسرائيل، في كل الوسائل الاعلامية والقنوات الغربية.

كي تحقق النصر في الحرب، عليك أن تعامل عدوك بنفس القسوة التي يعاملك بها، أو أكثر، وأي تهاونٍ ستدفع ثمنه غالياً.

نفهم طبعاً أن لدى روسيا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأن هناك مليون يهودي من أصل روسي يعيشون في إسرائيل، وقد يتعاطف معهم بعض الروس، لكن بالنسبة لنا كعرب، فإن هؤلاء مغتصبون للأرض، وليسوا سوى غزاة محتليين، ولا مبرر لوجودهم في فلسطين.

لقد وقفت جنوب أفريقيا، ودول عديدة إلى جانب حق ألشعب الفلسطيني، وقدمت شكوى ضد إسرائيل والمجرمين من قادتها، الذين يقومون بابادة الشعب الفلسطيني.

وتحولت قضية فلسطين إلى قضية رأي عام عالمي، وانقسام: بين من يناصر الظالم والمعتدي الصهيوني، ومن يساند المظلوم الفلسطيني المعتدى عليه، الذي يُقتل ويُباد جوعاً وعطشاً، وباشد القنابل الأمريكية فتكاً.

فهل يجوز أن تكون RT ، الناطقة بالعربية، منصة للقتلة المجرمين العبرانيين؟؟

وهل باتت قناة RT عربية اللغة، وعبرية الهوى؟؟؟!!!

اخترنا لكم
الراعي يدعو إلى وقف النار ويناشد الأمم المتّحدة التدخّل ومجلس النواب لانتخاب رئيس
المزيد
الذلُّ في جمهوريةِ "النجيبِ"!
المزيد
فيروز تغرد للبنان بعد الغارات الإسرائيلية عليه
المزيد
مسيرات "الحزب" قصفت جنوب حيفا!
المزيد
اخر الاخبار
وزير البيئة: عدد المصابين جراء الغارات تخطى الـ4400
المزيد
الرئيس سليمان: ميقاتي يحاول تغطية ما امكن من عَوْرَة الفراغ الدستوري
المزيد
غارة إسرائيلية على المعيصرة في فتوح كسروان
المزيد
مطرانا صيدا للموارنة والكاثوليك: فتحنا مدارسنا وما من مكان مقفل أمام أهلنا
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
جميل السيد: كلهم يكذبون عليكم
المزيد
مكتب باسيل: لو كان باسيل من يقايض على السيادة الوطنية وثروة اللبنانيين الطبيعية لما وضعت عليه عقوبات جائرة
المزيد
إسرائيل تخلي "كريات شمونة" القريبة من الحدود اللبنانية
المزيد
ضربات أميركيّة على مواقع مرتبطة بإيران في سوريا
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
IUCN welcomes Patricia Ricard as Patron of Nature
"نهر القيامة الجليدي" في أنتاركتيكا ينذر بكارثة محتملة للكوكب
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية