#الثائر
- " جورج غانم "
"اما بعد، فان الجهالة الجهلاء، والضلالة العمياء والغي المودي باهله للهلاك. "
هذه مطلع خطبة البتراء التي تشبه ما يجب ان يقال لمسؤولينا في هذا البلد الذي يعاني من جشعهم وقلة مسؤوليتهم. فالى متى حفلات التذاكي على الشعب المقهور الصامت والفاقد الحيلة نتيجة تسلط وبلطجية القيمين عليه. فكل مسؤول يسعى للعب ادوار بطولة في مسلسل الوطن، فللجميع نسأل، بطل على مين؟
تتوالى المؤتمرات الصحفية على شاشات التلفزة وكلٌ يغني على ليلاه وينادي بانه الافضل والمنقذ متناسيا افعاله الماضية التي أودت بهذا البلد الى حالة الدرك.
بطل على مين، في موضوع الفساد وانت الفاسد الاكبر واذا لم يكن هو فليراقب المحيطين به من جيش المستشارين او
المنتفعين الطفيليين الذين يمتصون دم الشعب وما تبقى من جنى عمرهم بعد ان سووا رواتبهم بما دون الحضيض.
هل من يشعر بالضيق الذي يعيشه الناس العاديين لتحصيل لقمة العيش؟ او لتأمين اقساط مدارس اولادهم؟ او على
الاقل تحصيل دورسهم عبر الشبكة العنكبوتية التي تعاني ما تعانيه من سوء خطوط الشبكات وضعفها.
بطل على مين؟ في السياسة التي تشبهك انت وحدك ايها المسؤول ولا تشبه لا اهل البلد ولا هذا البلد. ان الساسة الذين تولوا مهمات الادارة تركوا بصمات ايجابية في حياة الناس انطلاقًا من الصناديق الضامنة لحياة اجتماعية وصحية كريمة، الى مجالس الخدمة والمحاسبة للادارات وموظفيها. اما انتم هدرتم، تقاسمتم المنافع وتحاصصتم المراكز واستعبدتم المواطن فاضحى بلا
سقف ولا ضمان صحي او لشيخوخته التي جاءته باكرة نتيجة افعالكم.
وحتى لا نستمر بتعداد افعالكم المشينة والمستمرة منذ عقود طويلة محتمية تارةً بسلطات الانتداب او الوصاية وطورًا بسلاح فقد الوجهة الحقيقية لاستعماله، اصبح لزامًا العمل بصدق لانقاذ لبنان:
• عبر احياء الحياد الايجابي الذي تحدث عنه غبطة البطريرك مار بشارة الراعي ومن دون التنازل عن القضايا
الانسانية المحقة سواء القضية الفلسطينية بكامل تشعباتها السياسية والانسانية بالاضافة الى القضايا الانسانية
التي تطال مظلومية الشعوب في العالم العربي وذلك تحت راية حقوق الانسان التي رفع لبنان مبادئها بسواعد المفكر شارل
مالك.
• اعلان لبنان منصة لحوار الحضارات ومناصرة حقوق الانسان بدعم من الامم المتحدة.
• احياء اللامركزية الادارية الموسعة التي تشم الخدمات البلدية، الصحية، الاجتماعية، العقارية والضريبية كافّة بحيث تتسهل حياة الناس وحصولهم على حقوقهم بشكل سريع.
• ابقاء عملية الدفاع عن لبنان الوطن والمواطن بيد الجيش كسلطة مركزية واحدة تطال كامل التراب.
• الابقاء على وحدة النقد على ان تتحسن ظروف الليرة وقوتها الشرائية.
• تجديد الصيغة السياسية عبر ايجاد منظومة سياسية تخدم لبنان كلّه من دون ان تكون رهينة جماعة او تخدم توجه من خارج الحدود سواء غرباً أم شرقاً.
وختاماً نشدد على ابقاء سبل الحوار مفتوحاً بين المكونات اللبنانية كافّة بما يساعد في تطوير وتحديث القوانين والانظمة التي تساهم باتحاد ابناء لبنان لصالحه على الاقل لمرة واحدة، والا على لبناننا السلام.