#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ماذا بوسعنا ان نكتبَ، نغرّدَ، نصرّحَ، سوى ان نتضرّعَ للهِ ان يهوِّنها علينا، الى ما أوصلتمونا اليه من مأساةٍ وتعاسةٍ وقرفٍ وفقرٍ واقفالِ شركاتٍ ومؤسساتٍ.
الايامُ تسيرُ بسرعةِ البرقِ هذهِ السنةَ على خلافِ سابقاتها، وما جنتْ أيديكم على مدى سنواتٍ طوالٍ، بدأ حصادُ مصائبهِ الكارثيةِ على شعبِ لبنانَ عام 2020.
وأنتم في جنةِ اموالنا المنهوبةِ،
تتحدثونَ عن رفعِ الدعمِ، بعد ان أفرغتم الخزينةَ ، آخرَ السنةِ المشؤومةِ، عن القمح، المحروقاتِ، والدواء،
ماذا يعني كل ذلك لشعبِ لبنان؟
لا رغيفَ، ابسطُ قواعدِ الحياةِ،لا محروقاتٍ بهدركمْ وتحويلاتكمْ وفسادكمْ ودلعكمْ، مدركين أن لا كهرباء والبواخرُ ستبحرُ الى بلادها بعد ان دفعتمْ لها ملايينُ الملايينِ من الدولاراتِ من جيوبنا.
أفرغتم خزانةَ الدولة، لا نورَ في بلدِ النورِ، من يستطيعُ ان يشتريَ المازوتَ لمولّدِ الكهرباءِ 24 على 24 بدل ان تأتينا الكهرباء، وما نلنا من وعودٍ بتأمينها 24 على 24 مثلَ آخرِ بلادِ العالم التي تنعمُ بالكهرباء ،وكم ستصبحُ تعرفةُ الاشتراكاتِ،
فعلاً وبكلِ صراحةٍ أنتمْ اربابٌ في إفلاسِ الدولةِ،
امّا رفعِ الدعمِ عن الدواءِ، يا ويلكم من دعواتِ المرضى.
عدا الغلاءِ الفاحش بكلِ ما يؤكلُ ويُشربُ.
الان فهمنا لماذا بعضُ المسؤولينَ الكبار عندنا بدأوا بريجيمٍ قاسٍ، إذ خيراتُ تربةِ لبنانَ أصبحت وكأنها مصنوعةٌ في روسيا الاورثوذكسية من الكافيارِ الفاخرِ إذ سعرُ كيلو البندورة يساوي 20 غراماً من علبةِ كافيار.
واللائحةُ تطولُ والجوعُ آتٍ مع العتمةِ والمرض.
أنتظروا جهنَّمِكُم قبل آخِرَتِنا نحنُ الشعبُ اللبنانيُ الحضاريُ، على تحمّلنا ظلمِكمْ بالمماحكاتِ السياسيةِ واسوأ ادارةٍ بأسقاطِ دولةٍ مرّت على أيامكم...
أمدركونَ فعلاً مدى العقوباتِ التي ستنهالُ عليكم؟
ابطالُ ثورةِ 17 تشرين الحضاريون الذين انتفضوا بعفويةٍ وغضبٍ، فقمعتموهم بشراسةٍ،
مما جعلهم يرسلونَ ادقَ التفاصيلِ عن الطبقةِ الفاسدةِ الى أعلى المراجعِ الدوليةِ وهذهِ اكبرُ مهمةٍ قاموا بها على اكملِ وجهٍ وهم من كلِ الشرائحِ اللبنانيةِ النزيهةِ والمحترمةِ.
***
هذا من ناحيةِ ابطالِ الثورةِ، اما ثورةُ الجوعِ الآتيةُ فلن ترحمَ أفلاسكم للبلدِ ولا الآخرةَ المهينةَ والمشينةَ للشعبِ اللبناني الذي عاشَ برقيٍ وثقافةٍ وانفتاحٍ على كل الحضاراتِ وحبٍ للحياة وابدع الشاباتِ والشبابَ إن في لبنانَ او باقاصي العالم،
وها إنكم تعيدونه الى الترابِ، وتتسارعونَ مَن يُلقي اكثرَ من الأخرِ عليهِ .
***
ولا تستحونَ من المزيدِ من المماطلةِ والمماحكةِ،
فالمعلومُ ان قرارَ تشكيلِ الحكومةِ ليس بيدكم.
مَن أيِّ صنفٍ من البشرِ أنتم؟
اذا لم تستحوا من الشعبِ، افلا تستحونَ من ابنائكم وعائلاتكم، يبدو... لا !!