#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وردَ في أحدِ الكتبِ السماويةِ :
" بيتي بيتُ الصلاةِ يُدعى ، وأنتم جعلتموهُ مغارةً للّصوصِ " .
كم هو حقيقيٌ هذا الكلامُ ، وكم ينطبقُ على واقعِنا الحالي في لبنان .
فبالإمكانِ ايضاً القولُ : " شعبٌ مؤمنٌ كفّرهُ حُكامهُ " .
فعلاً ... الشعبُ الحضاريُ ينتمي الى بلدٍ ، هو بلدُ الإيمانِ ، لكن مَن كفّرهُ ؟
كفّرهُ سياسيوهُ الذين مرَّ على مماحكاتهم في ملفِ النفاياتِ خمسةُ أعوامٍ ، ولم يفعلوا شيئاً،
فيما حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وجد الحلَ من خلال مصنعٍ يولّدُ الكهرباء من النفاياتِ : عشرةُ آلافِ شاحنةٍ من النفاياتِ تولّدُ طاقةً تكفي لـــ ١٣٥ الف منزلٍ :
في الاماراتِ يولّدونَ طاقةً من النفاياتِ.
في لبنانَ يملأون الجيوبَ من النفاياتِ ولا يعالجونها .
هل تعرفونَ لماذا ؟
في الاماراتِ يطرحون المشروعَ على خلفيةِ نظرةٍ ورؤيةٍ وإسعادِ الناس .
في لبنانَ يطرحون المشروعَ على خلفيةِ " قديش بدو يطلعلي منّو"؟
***
في بلدِ الأيمانِ ،
تحتاجُ كليةُ الطبِ والصيدلةِ في الجامعةِ اللبنانيةِ الى مئةِ طالبٍ للسنةِ الاولى ، وفقَ امتحاناتِ دخول ،فكيف دخلَ ١٨٠ طالباً بزيادةِ ٨٠ طالباً ؟
وكيفَ تعادُ الامتحاناتُ من اجلِ هذه الزياداتِ ؟
وكيف يؤمنُ الشعبُ بطبيبٍ سيتخرّجُ بعدَ سنواتٍ ،
وهو زوّرَ امتحانَ الدخولِ ليدخل الى كليةِ الطب ؟
***
في بلدِ الأيمانِ،
ماذا ستفعلونَ بجيشِ العاطلين عن العمل في الاداراتِ الرسميةِ ؟ من أين ستؤمنون لهم الرواتب التي لحقتها الزيادات وفقَ قانون سلسلة الرتب والرواتب ؟الخزينةُ " تُصوفِر " لا قرشَ فيها.
فمن أينَ ستأتي الاموالُ ؟ هل من خلالِ مدِّ اليدِ مجدداًعلى جيوبِ المواطنين المودعين .
***
في بلدِ الأيمانِ،
الذي حوّلتم العيشَ فيه وكأنهُ في "نار جهنم" ، ماذا عن تخبُّطِكم في معالجةِ اشدِّ الملفاتِ خطورةً : ملف كورونا ، "نقفل نفتح، نفتح نقفل"، بفضلِكمْ سنصبحُ آخرَ دولةٍ في العالمِ لمعالجتهِ .
نتذكّرُ وتتذكّرونَ انكم في لحظةٍ معينةٍ كنتم تريدونَ اعلانَ الانتصارِ على كورونا بعد تصفيرِ الإصاباتِ ، لكن " شو عدا مما بدا " حتى دخلنا في نفقٍ اكثر من ١٥٠٠ اصابةٍ في اليومِ على رغمِ كلِ شيءٍ؟
أينَ هيبةُ الدولةِ في تغريمِ كلِّ من يُخالفُ قواعدَ السلامةِ العامةِ؟
في بلدِ الإيمانِ ،
وصلَ الكفرُ الى مستلزماتِ المدارس :
٨٠٠٠ كومبيوتر محمولٍ وصلتْ منذ سنةٍ الى وزارة التربية كهبةٍ من الاتحادِ الاوروبي ، لكنها بقيتْ في المستودعاتِ ، ولم " يُفرَجْ " عنها إلاّ منذ يومين بعدما اثيرت الفضيحة إعلامياً .
***
من خلال كلّ ما تقدمَ ، الموتُ قدرٌ ، لكنَ الحياةَ قرارٌ وخيارٌ:
نحنُ ابناءُ بلدِ الأملِ والنورِ ،
ولن نسمحَ " لعابري سبيلٍ" ان يتغلّبوا علينا ، نحن الذين نرى الأملَ بالحياةِ في عيونِ أبنائنا وأحفادنا .
***
رَبَّنا زِدْنا ايماناً لنتحمّلَ كُفْرَهمْ...