#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هي "المسخرةُ" التي تتجدَّدُ مع كلِّ جلسةِ انتخابٍ، وهي، بقدرِ ما صارتْ مقرفةً بحقِّ الناسِ، بقدرِ ما اصبحتْ مذلَّةً بحقِّ مجلسِ النوابِ الجديدِ...
هو واقعٌ حذَّرنا منهُ غَداةَ انتخابِ مجلسِ النوابِ حينَ تحدثنا عن خارطةِ التوازناتِ المشتَّتةِ والكتلِ الضائعةِ وغيابِ القرارِ الجامعِ..
طارَ الحوارُ الى امدٍ بعيدٍ، وطارتْ جلساتُ انتخابِ الرئيسِ الى ما بعدَ السنةِ الجديدةِ.
كومضةِ برقٍ أُعلِمَ الرئيسُ بري بتطييرِ النصابِ، تُليَ محضرُ الجلسةِ بسرعةٍ اكبرَ، ولمْ تحدَّدْ جلسةٌ جديدةٌ لانتخابِ الرئيسِ، وكأنَ القرارَ بالتعطيلِ على كلِّ المستوياتِ إتُّخذَ، خصوصاً ان افقَ الحوارِ معطَّلةٌ...
ماذا بعدُ؟ عطلةٌ لمجلسِ النوابِ تشريعياً ورئاسياً الى ما بعدَ السنةِ الجديدةِ.
اللافتُ احاديثُ مجموعةِ نوابٍ حولَ اسماءٍ وأبرزها خارجُ مجلسِ النوابِ وقبيلَ الجلسةِ تتمحورُ حولَ قائدَ الجيشِ، لكنَّ ذلكَ لم يتبلورْ في صندوقِ الاقتراعِ،
وكانَ الأبرزُ ما قالهُ معاونُ الرئيس نبيه بري السياسيُّ النائب علي حسن خليل عندما تحدَّثَ عن مبالغةٍ وتكبيرٍ لحجمِ الادوارِ الخارجيةِ والعربيةِ حولَ ملفِّ الرئاسةِ ... اي بما معناهُ الامورُ غيرُ مبنيةٍ على معطياتٍ حقيقيةٍ كما قالَ .
***
ماذا يعني هذا الكلامُ؟
يعني ان لا رئيسَ جمهوريةٍ في المدى القريبِ، وقد تكونُ الرسالةُ وُجِّهتْ اليومَ عبرَ مجلسِ النوابِ عن رفضٍ لأيِّ محاولةِ فرضِ تسويةٍ خارجيةٍ يُسوَّقُ لها من دونِ وجودِ أسسِ قبولٍ داخليةٍ لها...
واللافتُ دخولُ المرشَّحِ ميشال معوض على خطِّ التمهيدِ للانتقالِ الى المرحلةِ الثانيةِ حينَ تحدَّثَ عن مروحةِ اتصالاتٍ ومشاوراتٍ في الاسابيعِ المقبلةِ للاتفاقِ على مرشَّحٍ سياديٍّ انقاذيٍّ اصلاحيٍّ ،
فهلْ يتحدَّثُ عن نفسهِ كمرشَّحٍ مستمرٍّ ام عن اسمٍ جديدٍ سيتمُّ تنزيلهُ الى "سوقِ المزايداتِ والبورصاتِ الرئاسيةِ"؟
كلُّ هذهِ "الجعجعةُ" لا تَطعمُ الناسَ خبزاً وهمْ لم يعودوا مهتمينَ باخبارِ الرئاسةِ، ولولا النقلُ الخارجيُّ لجلساتِ الانتخابِ، لا يعرفُ احدٌ من المواطنينَ ماذا يجري...
***
ما يهمُّ الناسَ،
الى أينَ سيصلُ الدولارُ الاميركيُّ الذي يلتهمُ كلَّ يومٍ جزءاً من ودائعهمْ .
دولارٌ على حافةِ 44 الفاً ولا احدَ يسألُ،
وقد يقتربُ في نهايةِ العامِ من الخمسينَ الفاً، ولا احدَ يسألُ.
وبانتظارِ البدءِ بتسعيرِ الدولارِ الرسميِّ والمنصَّاتِ على الــ 15 الفاً، الناسُ تكتوي بالاسعارِ وتنزلُ اكثرَ فاكثرَ الى القعرِ...
لكنَّ ضوءاً يلوحُ لهمْ في الافقِ،
هو ضوءُ مغتربينا النازلينَ الى بيروتَ لتمضيةِ الاعيادِ مع عائلاتهمْ ..
لعلَّ في بعضِ "الدولارِ الفريش" ما ينعشُ بعضَ العائلاتِ المكسورةِ والمُنكسرةِ والحزينةِ.
أينَ صندوقُ النقدِ؟ في غياهبِ التاريخِ؟