#الثائر
ترأس الرئيس سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" اجتماعا إلكترونيا لكتلة "المستقبل" النيابية تم خلاله التداول في آخر المستجدات والأوضاع العامة، وصدر في نهايته البيان التالي:
"أما وقد أقرت حكومة العهد خطتها الاقتصادية، بات لزاماً عليها الكف عن ترداد معزوفة "الثلاثين عاماً" الممجوجة، والانصراف إلى تحمل مسؤولية تنفيذ ما تقترحه من حلول للأزمة الاقتصادية - المالية، عوضا عن الهروب إلى الأمام والوراء، والتخبط برمي الآخرين بسهام التجني والافتراء، كما حصل مع حاكم مصرف لبنان ، لحسابات سياسية تمعن في وضع البلاد على كف عفريت.
وستكون هذه الخطة في دائرة الدراسة والرصد، تحت سقف حماية النظام الاقتصادي الحر وتأمين مصالح اللبنانيين وعدم المس بودائعهم، وما إذا كانت مقنعة للبنانيين، والمجتمع الدولي لجهة العودة إلى الإصلاحات الضرورية لتسييل مكتسبات مؤتمر "سيدر" الذي أنجزته حكومة الرئيس سعد الحريري، والذي عطله من يعود إليه اليوم بصفته بابا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
يهم "كتلة المستقبل" أن تلفت انتباه رئيسي الجمهورية والحكومة إلى ضرورة قراءة التاريخ القريب، فلهما الحق أن يعتبرا إقرار الخطة الاقتصادية يوماً تاريخياً، لكن، ليس لهما الحق في القفز فوق الحقائق الدامغة، بشهادة كل العالم، والادعاء بأنها المرة الأولى التي تقر فيها خطة اقتصادية، ويتم تناسي الخطط الاقتصادية التي أقرت في مؤتمرات باريس 1و2و3 ومؤتمر "سيدر"، والتي لو نُفذت، ولم تقابل بالتعطيل والكيدية، لكان لبنان واللبنانيون بألف خير اليوم.
حتى اللحظة، ليس في نوايا وأفعال هذا العهد وحكومته ما يبشر بالخير، فاللبنانيون ملوا من إخفاقاته بقدر ما ملوا من أيامه التاريخية واعتباره أن التاريخ يبدأ به وينتهي معه، وشبعوا من "دون كيشوتية" أزلامه التي تقضي يوماً بعد يوم على حاضرهم ومستقبلهم وعيشهم الكريم.
ولا يسع "كتلة المستقبل" أمام هذا الواقع إلا أن تتبنى ما اتسم به بيان رؤساء الحكومات السابقين، من مسؤولية وطنية عالية، في التحذير من خطورة تجاوز اتفاق الطائف والدستور، ودعوة رئيسي الجمهورية والحكومة لاعتماد خارطة طريق لإنقاذ الوطن من 7 بنود تضمنها البيان، بدل الاستمرار في الممارسات والسياسات التي تعمق الانقسام الوطني وتفتح البلاد ومصالح العباد على مخاطر لا تحمد عقباها.
إن كتلة "المستقبل" تعتبر أن التحركات في عدد من المناطق اللبنانية تعبر عن وجع الناس ومعاناتهم بعد انهيار سعر صرف الليرة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وتحذر من محاولات البعض لحرفها عن مسارها في التعرض للممتلكات العامة والخاصة، ومخططات البعض الآخر لوضع المواطنين في مواجهة مع الجيش والقوى الأمنية التي من واجبها تأمين حمايتهم وحقهم في التعبير السلمي.
وفي الختام، تُحيي الكتلة الاجتماع التضامني الذي جرى في دار الفتوى لائتلاف المؤسسات الخيرية، وما حققه من أجل التآلف والاستنهاض ومدّ يد العون إلى الجهات والأفراد في سائر المناطق، وتوجه التحية إلى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على حرصه على أن تكون "دار الفتوى" دار كل اللبنانيين والمسلمين العامرة بالخير والبركة والوحدة.
كما تتوجه الكتلة إلى عمال لبنان بالمعايدة بمناسبة عيد العمال، وإن كان لسان حالهم يقول "عيدٌ بأي حال عدت يا عيد"، في ظل الأزمة المعيشية الخطيرة وتآكل قيمة رواتبهم وقدرتهم الشرائية."