#الثائر
الكاتب صموئيل أديب
أحياناً أسرح بخيالي!
فأتخيل يوماً ما سنقف أمام الله وسنُحاسب على أفعالنا
.. وأشعر أننا كلنا.. جميع البشر . سَنقاس على معيار واحد.
معيار اسمه يوسف الصديق.
يوسف.. حالم النبوة وبأن والده و إخوته يسجدون له.. الطفل الأطيب و الأصغر بين إخوته
فجأة يلقونه في بئر و بعدها يبيعونه عبداً..
قمة الظلم في التاريخ البشري.. نقلة سببت لكثيرين مرض نفسي طويل و كُره للمجتمع وللحياة و كُفر بالاله و بالكون..
انظر حولك و ستجد مئات من أقاربك يشكون من خيانة الأصدقاء و الأقارب والأحباب.. واسمع كيف أصبحت الدنيا سوداء في عيونهم وأنهم أصبحوا لا يثقون في أحد و و و و.. و ربما انتحر أحدهم أو أصبح سارقاً أو قاتلاً أو مدمناً..
إلا يوسف..
من خيانة إخوته.. إلى بيعه كعبد في بلد لا يعرف أهلها ولا لغتها و لا ديانتها.. ظل قوياً
العجيب والغريب. إن يوسف عمل في العبودية بمنتهي الأمانه لدرجة أنه أصبح المتحكم في بيت( عزيز مصر / فوطيفار)..
كيف استطاع أن يواجه الخيانة والعبودية و الاختلافات.. و يظل أمينا في عمله.. أمينا مع نفسه حتى في مواجهة اغراء الجسد وشهواته تجاه أنثى جميلة كامرأة العزيز/ فوطيفار ؟.
و يُحكم عليه ظلماً.. في موقف يذيب أشد القلوب إيماناً و يحولها الى قلوب كافرة بالله و بالرحمة و بالبشرية.. ومع ذلك حتى في السجن.. يكون أمينا حتى يصل الي رئاسة المساجين و المسؤول عنهم ..
قارن بين يوسف و أي موظف محترم في دولتنا السعيدة..
بين عبدٍ يعمل بأمانة في شيء لن يحصل منه على مقابل ولا حتى كسرة خبز و موظفين يحصلون على مرتبات ومكافآت وحوافز آخر الشهر و مع ذلك يشتكون طوال الوقت من عدم العدالة وإن الحياة قاسية عليهم ويوظفون كل الأسباب للحصول على الرشوة والتزويغ من العمل والإستفادة القصوى من الحرام…
شتان بين من ظل أمينا حتى و هو عبد… و ببين مرتشي يجلس تحت التكييف طالباً من الله الذي يعبده أن يرسل له الملايين و يمتعه بالجنه في الآخره بينما هو لا يعمل..
شتان بين من قاوم إغراء الجسد و هو لا يملك حتي قوته و بين من يحارب لكي يحصل علي رغبته حتى لو دمر أسرة أو خدع فتاه..
شتان بين من قاوم إغراء الإنتقام و بين من يسعون للثأر حتى لو بالدم في الأطفال..
نحن على مقاييس يوسف… صغار صغار صغار.