تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عَوْدٌ على بَدْءٍ، وهكذا بعدما حاولَ "النواف" تشكيلَ الحكومةِ وِفْقَ معاييرهِ الخاصةِ،جاءَ الرئيس نبيه بري ليقولَ "مهلاً"، لا يُمكنُ لكَ أنْ تمدَّ يدكَ على الجميعِ، وتُقرِّر وحدكَ ما تريدُ.. صحيحٌ منطقُ الرئيس بري ام غيرُ صحيحٍ، هذهِ مسألةٌ اخرى.
لكنَّ "النوافَ" الذي كبَّرَ الحجرَ، سقطَ في زواريبِ أحقادهِ وأجانداتهِ..
ومنْ خلالِ ما سُرِّبَ عنْ التشكيلةِ الحكوميةِ،
تبيَّنَ أنَّ وحدَهُ رئيسُ الجمهوريةِ،كانَ أكبرَ منْ الحصصِ والطوائفِ والمذاهبِ والمطالبِ،
وتنازلَ بشكلٍ كبيرٍ ومترفِّعٍ لمصلحةِ الوطنِ والمؤسساتِ وإنطلاقةِ العهدِ الجديدِ،
وظهرَ امامَ الجائعينَ على السلطةِ بالمترفِّعِ والزَّاهدِ،
وأثبتَ أنهُ لا يريدُ شيئاً لنفسهِ في وقتٍ بدا الرئيسُ نواف سلام مدَّعياً ذلكَ، وتحتَ عنوانِ "صلاحيَّاتهِ الدستوريةِ" متلهِّفاً للإمساكِ بمفاصلِ الحكومةِ وفارضاً على طائفتهِ وزراءَ منْ حاشيتهِ،
ومدَّ يدهُ على الطوائفِ والمذاهبِ الاخرى ليفرضَ أصدقاءهُ منْ نادي باريس،
والوزراءَ السابقينَ ضارباً بعرضِ الحائطِ كلِّ المعاييرِ والمقاييسِ التي تحدَّثَ عنها.
***
فهو سبقَ أنْ قالَ أنهُ لا يريدُ وزراءَ منْ المنظومةِ السابقةِ،
ونسيَ أنهُ هو أوَّلُ منْ همْ منَ المنظومةِ (مع الرئيسِ السنيورة والرئيس حسان دياب)،
وتحدَّثَ عنْ عدمِ المجيءِ بوزراءَ كانوا في السلطةِ وها هو يُعيدُ غسان سلامة وياسين جابر إلى الحكومةِ،
وها هو يتحدَّثُ عنْ المداورةِ في الحقائبِ، فإذا بهِ يُثبِّتُ الماليةَ للشيعةِ والخارجيةَ للموارنةِ والداخليةَ للسنَّةِ والدفاعَ للاورثوذكسِ،آخذاً بدربهِ موقعَ نائبِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ الذي كانَ يختارهُ عادةً رئيسُ الجمهوريةِ،
فإذا بهِ هو وحدهُ يختارُ موقعَ نائبِ رئيسِ الحكومةِ ضارباً كلَّ مفاهيمِ واعرافِ مرحلةِ الطائفِ وما بعدها،
والأنكى أنَّ "النواف" أضافَ إلى المعاييرِ معيارَ أنْ تكونَ يسارياً،
ومنتمياً إلى "مجموعةِ كلَّنا إرادةٌ"،وأنْ تكونَ مقاتلاً مع "فتح" ومع المنظماتِ اليساريةِ،وأنْ تكونَ اليومَ حاملاً جنسيةً اميركيةً او تُعلِّمَ بالجامعةِ الاميركيةِ،
وأنْ لا تكونَ منْ خريجي الجامعةِ اللبنانيةِ التي يخجلُ بها "النواف".
***
مع هذا كلِّهِ يفرضُ نواف سلام مفاهيمَ غيرَ دستوريةٍ ومعادلاتٍ جديدةً على الطائفِ والجمهوريةِ ورئيسِ الجمهوريةِ والعهدِ الجديدِ، ويخلقُ أعرافاً يُخشى أنْ تقلُبَ صورةَ النظامِ رأساً على عقبٍ،
هلْ هذا ما نريدهُ لإقلاعِ العهدِ؟