تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم نكنْ نريدُ فيما كتبناهُ بالأمسِ إثارةَ أجواءٍ طائفيةٍ في البلادِ، كنَّا فقط نريدُ أنْ نُعيدَ لرئاسةِ الجمهوريةِ دورها وحقَّها في أنْ تكونَ الحَكَمَ، وأنْ يكونَ الرئيسُ هو الحاكمُ..
وما جرى في مجلسِ الوزراءِ والأجواءِ التي سبقتهُ ومحاولاتِ الإصطفافِ التي جرتْ، أظهرتْ وكأنَّ البلادَ وفي اوَّلِ إستحقاقٍ جديٍّ للتعييناتِ قد تشهدُ تدهوراً خطيراً على صعيدِ العلاقاتِ حتى بينَ الطوائفِ.
***
ألا يستحقُ الامرُ منْ قبلِ الرئيسِ نواف سلام أنْ يبدو وكأنهُ حريصٌ على حقوقِ المودعينَ والاقتصادِ والبلادِ،
أكثرَ منْ جهةِ رئيسِ الجمهوريةِ الذي أقسمَ على حمايةِ الدستورِ، وأفردَ في كلمتهِ جزءاً لا بأسَ بهِ لحفظِ حقوقِ المودعينَ.
فلماذا الشعبويَّةُ في إبرازِ الرئيسِ وكأنهُ في صفِّ المصارفِ ضدَّ المودعينَ،
ولماذا جلسةُ الإستجوابِ التي جرتْ مع حاكمِ المركزيِّ الجديدِ في قصرِ بعبدا امامَ مجموعةِ وزراءٍ جزءٌ كبيرٌ لا يفقهُ بالاقتصادِ،
والتوجُّهِ حتى بإسئلةٍ شخصيةٍ للحاكمِ كريم سعيد، علماً ان سعيد وشقيقهُ فارس ليسا بعيدينِ عنْ نواف سلام،
الذي سبقَ أنْ التقى بالحاكمِ الجديدِ أكثرَ منْ مرَّةٍ،
ومع ذلكَ ظهرَ فريقُ رئيسِ الحكومةِ المكوَّنُ منْ مجموعةِ "كلنا إرادة" وفضحَ حالهُ.
وبدلَ أنْ يتطلَّعَ نواف سلام إلى الامامِ بعدَ التعيينِ،
بعدَ أنْ دفعَ رئيسَ الجمهوريةِ إلى اللجوءِ إلى خيارِ التصويتِ ذهبَ ليقولَ أنَّ على الحاكمِ أنْ ينفِّذَ سياسةَ الحكومةِ الماليةَ.
وهلْ اساساً يُمكنُ للحاكمِ أنْ لا ينفِّذَ سياسةَ الحكومةِ الماليةَ، وقد سبقَ لحكَّامٍ سابقينَ أنْ دفعوا أثمانَ سياساتِ الحكومةِ الماليةَ،
وآخرُ الأثمانِ قيامُ حكومةِ حسان دياب على عكسِ إرادةِ رياض سلامة بإعلانِ الــ Default وإفلاسِ لبنانَ.
***
فَلِمَ التشاطرُ ومعروفٌ أنَّ لبنانَ مفروضةٌ عليهِ "اجاندة" صندوقِ النقدِ الدوليِّ وما المجيءُ بنواف سلام ووزرائهِ إلاَّ لتنفيذِ ذلكَ،
وما السرعةُ في وضعِ قانونِ إلغاءِ السرِّيةِ المصرفيةِ وأقرارهِ بهذهِ السرعةِ في مجلسِ الوزراءِ قبلَ تمحيصهِ في مجلسِ النوابِ، إلاَّ تأكيداً على ذلكَ،
أمَّا مجموعةُ الداخلِ الحكوميةُ فهي ادواتٌ فَلِمَ التذاكي؟
***
في أيِّ حالٍ، العيونُ مالتْ باتجاهِ باريس امسِ حيثُ اللقاءاتُ الفرنسيةُ اللبنانيةُ – السوريةُ مع زيارةِ رئيسِ الجمهوريةِ لقصرِ الأليزيهِ،
فعسى أنْ لا يكونَ تعيينُ حاكمٍ للمركزيِّ بعيداً عنْ التطلُّعاتِ الفرنسيةِ قد أنعكسَ على اللقاءاتِ،
وعسى أنْ تكونَ فرنسا عاملاً مُشجِّعاً لنزعِِ فتيلِ التوتُّرِ بينَ لبنانَ واسرائيل، وحتى بينَ لبنانَ وسوريا الشرعِ هذهِ المرَّةَ؟