تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
مثل معظم المناطق اللبنانية، يعاني أهالي راشيا والبقاع الغربي من الحرمان وإهمال الدولة لابسط مقومات البقاء والصمود للسكان، من انقطاع مستمر للكهرباء، إلى انعدام وسائل النقل العام، إلى نقص الطبابة والاستشفاء، والتعليم، وغير ذلك الكثير الكثير. وهذا ازداد تأثيره طبعاً في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، وقلة موارد العيش وفرص العمل، مما دفع بقسم كبير منهم إلى الهجرة نحو دول الخليج وكندا وأوروبا واميركا الجنوبية، ومن لم يستطع إلى ذلك سبيلاً، نزح نحو بيروت والمناطق القريبة منها، ليبقى فيها فقط من تقطّت بهم السُبل، أو من عشق تلك الأرض لتُصبح جزءاً لا يتجزّأ من روحه وعقله وجسده، لا يستطيع مفارقتها، وسيبذل في الدفاع عنها وعن كرامته واستقلاله الغالي والنفيس.
في جولة ل "الثائر" على الناخبين من أبناء المنطقة، لاحظنا تراجعاً في الحماسة للمشاركة في الانتخابات، فأبدى الكثيرون انزعاجهم من الواقع الذي وصلت إليه البلاد، وعتبهم على بعض السياسيين والقوى التي مثّلت المنطقة طيلة سنوات، في حين أبدى غالبية الحزبيين استعدادهم للمشاركة في الانتخابات، باعتبارها مفصلية وحاسمة، في تحديد خيارات لبنان ومستقبل أبنائه.
سألنا أحد الناخبين من راشيا، والذي يقطن قرب العاصمة بيروت.
هل ستذهب في ١٥ أيار للاقتراع في راشيا؟؟
أجاب: "أنا لست حزبياً ولكن لدي قناعاتي السياسية، وكنت قد قررت عدم الذهاب للانتخاب لعدة أسباب، منها المادية بالدرجة الأولى، وثانياً الحالة التي أصولنا إليها حكام هذا البلد".
ثم استطرد يقول: "لكن أمس جلست أفكّر: ماذا لو ربح مرشّح النظام السوري في المنطقة بفارق صوت تفضيلي واحد؟؟ وأنا أعلم أن هذا الأمر جائز في قانون الانتخاب الحالي، فعندها سأكون أنا قد ساهمت بوصول هذا الشخص، ولو بشكل سلبي بسبب تكاسلي وجلوسي في المنزل، منتظراً الفرج الذي لن يأتي في حال فوز القوى التي دمرت لبنان، ورهنته كورقة مساومة على طاولة مفاوضات الدول الكبرى، وتريد الآن توظيفه لخدمة مشاريع ومصالح سوريا وإيران، وفكّرت عندها ملياً أنني بعد ذلك لن أستطيع أن أسامح نفسي طيلة حياتي، وسأجلدها كل يوم الف جلدة.
لهذا السبب نعم قررت أن أضحّي ب "تنكة بنزين" ، وسأذهب للاقتراع في راشيا، وسأعطي صوتي التفضيلي ل وائل ابو فاعور" .
وتفاوتت النسب بين مناطق؛ راشيا، وجب جنين، ومشغرة، وقرى غربي بحيرة الفرعون، والمرج، لكن بالإجمال فقد عبّر غالبية المواطنين عن استيائهم وخيبة أملهم من الطبقة الحاكمة، وقال أكثر من 40% منهم: أنّهم لن يشاركوا في الانتخابات ، فيما بدا حولي 25% منهم مترددين ولم يقرروا بعد.
وعبّر غالبية الناخبين الذين التقتهم "الثائر" في راشيا، عن تأييدهم لمرشح الحزب الاشتراكي وائل ابو فاعور ، وقال بعضهم: صحيح أنني عاتب ولدي ملاحظات، لكن لدي ما يكفي من العقل والضمير، لأدرك أن هذا الشخص هو أفضل من يمثّل منطقة راشيا، فلقد أبدا كفاءة وإخلاصاً ونزاهة في كل المراكز الوزارية التي استلمها، فلم ننسى سلامة الغذاء، ومشروعه لتنظيف مجرى الليطاني، وسعيه لتأمين الكهرباء لقرى المنطقة، وتطوير مستشفى راشيا، وفتح فروع للجامعة اللبنانية، وعمله الدؤوب في مساعدة أهل المنطقة، فكل من طرق بابه وجده مفتوحاً له، ولهذا السبب سنبادله الوفاء وسنعطيه صوتنا في ١٥ أيار.
تبقى معركة راشيا مرتبطة طبعاً بمعركة الشوف، وكل لبنان. فالصراع على أشدّه، بين من يتبع بشكل علني وكامل للنظام في سوريا وإيران، ويدافع عن التحاقه بهذا المحور كقوة مقاومة وممانعة تحمي لبنان، وبين خط يدعو إلى تحييد لبنان، وعدم التدخل في صراعات وشؤون الآخرين، ويرفع شعار سيادة الدولة وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والتمسّك باستقلال لبنان وعروبته، والحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية والغرب، وخاصة دول الخليج.
أين سيقف الناخبون اللبنانييون، وماذا سيختارون لوطنهم ؟ سيأتي الجواب بعد ١٥ أيار .
لذا أيها اللبنانيون! شاركوا بكثافة في الاقتراع، وقرروا مصير وطنكم، ولا تدعوا الآخرين يقررون عنكم، ويختارون لكم مستقبل أبنائكم ومصير بلدكم فأنتم أصحاب هذه الأرض، ولكم الكلمة والقرار .