تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
النازحونَ السوريونَ في لبنانَ…
همْ ليسوا لاجئينَ فقط، بلْ ملفٌّ سياسيٌّ ثقيلٌ،وأداةُ ضغطٍ، وأحياناً سلعةٌ على طاولةِ المفاوضاتِ.
يتحدَّثُ المسؤولونَ عنْ عودتِهمْ،يرفعونَ الصوتَ حيناً،ويخفضونهُ حيناً آخرَ.
لكنَّ الحقيقةَ واحدةٌ:لا أحدَ يملكُ القرارَ،لأنَّ القرارَ ليسَ في بيروتَ.
القرارُ خارجَ الحدودِ…كما دائماً.
***
الرئيس جوزف عون تحدَّثَ في فرنسا مع أحمد الشرع.
تحتَ مظلَّةِ ماكرون، طُرِحَ الملفُّ،وذُكرتْ العودةُ،ولكنْ بأيِّ شروطٍ؟وهلْ أصبحتْ العودةُ مرهونةً بتسويةٍ إقليميةٍ؟أم بفاتورةٍ ماليةٍ تدفعها المصارفُ اللبنانيةُ؟
وهلْ أصبحَ السوريُّ رهينةً،واللبنانيُّ ضحيةً، والدولةُ متفرِّجةً؟
الوزيرةُ حنين السيد تحدَّثتْ عنْ عودةٍ آمنةٍ،عنْ إحترامِ القوانينِ الدوليَّةِ،ولكنْ هلْ القانونُ الدوليُّ يرى المخيماتَ؟هلْ يشعرُ بطفلٍ بلا مدرسةٍ،بشابٍ بلا عملٍ،بأمٍ تُطعِمُ أولادها منْ مساعداتٍ موسميَّةٍ؟وهلْ القانونُ الدوليُّ يدفعُ ثمنَ الكهرباءِ، والماءِ، والإستشفاءِ، والتعليمِ؟
لبنانُ اليومَ يدفعُ الثمنَ وحدهُ.
يدفعهُ منْ اقتصادهِ،منْ أمنهِ الاجتماعيِّ،منْ نسيجهِ الوطنيِّ.
بينَ كلِّ أربعةِ أشخاصٍ في لبنانَ،هناكَ نازحٌ،بينَ كلِّ أزمةٍ، هناكَ صمتٌ دوليٌّ…وشروطٌ خفيَّةٌ.
***
همْ يقولونَ:العودةُ الطوعيَّةُ.
ونقولُ:منْ الذي يُقرِّرُ ما هو "الطوعيُّ" في غيابِ الحدِّ الأدنى منْ العيشِ في لبنانَ؟
الواضحُ أنْ لا قرارَ داخلياً، ولا وحدةَ موقفٍ،ولا خطَّةً جدِّيةً.
والوطنُ يئنُّ،والنازحونَ يزدادونَ،والشارعُ يغلي،والمجتمعُ ينقسمُ، والسيادةُ تُنتزعُ بنداً بنداً.
العودةُ مؤجَّلةٌ…
لأنَّ هناكَ منْ لا يريدها،هناكَ منْ يُراهنُ على الوقتِ،على الفوضى،على إنهيارِ ما تبقَّى منْ الدولةِ.
لكنْ ماذا عنْ المصيرِ؟ماذا عنْ وطنٍ يُستنزفُ كلَّ يومٍ؟ماذا عنْ شعبٍ باتَ يشعرُ أنهُ ضيفٌ في بلادهِ؟
***
هذا ملفٌّ وجوديٌّ،ليسَ فقط إنسانياً،وهذا خطرٌ وطنيٌّ،ليسَ فقط إنمائياً،وهذهِ قضيةُ كرامةٍ…لا تَقبلُ التسويفَ ولا المقايضةَ.
فمنْ يتجرَّأُ… ويقولُ الحقيقةَ؟
ومنْ يملكُ القرارَ… ويكسرُ الحصارَ؟
الوقتُ ينفدُ،والعودةُ ليستْ خياراً.
إنها حقٌّ.
حقٌّ لهمْ، وواجبٌ علينا،وضرورةٌ للوطنِ!