تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم تكنْ جلسةُ تعيينِ كريم سعيد حاكماً لمصرفِ لبنانَ جلسةً عاديةً.
كانتْ لحظةً مفصليَّةً، لحظةً قيلَ فيها الكثيرُ، وقُصدَ فيها أكثرُ.
لحظةً كشفتْ أنَّ الثقةَ في الدولةِ… ليستْ بخيرٍ.
في الشكلِ،مرَّ التعيينُ بـ17 صوتاً،في العمقِ،إنكسرَ شيءٌ في قلبِ الحكومةِ.
رئيسُ الحكومةِ نواف سلام رفضَ،إنسحبَ،عادَ...إعترضَ بصوتٍ خافتٍ، وشاركَ بصمتٍ مُدَوٍّ.
هلْ هي إزدواجيةٌ في الموقفِ؟أم واقعيَّةٌ سياسيَّةٌ؟
أم أنَّ الدولةَ باتتْ تُدارُ بردَّاتِ الفعلِ،لا بالقراراتِ؟
الوزراءُ أنقسموا،الكراسي أهتزَّتْ،التحالفاتُ القديمةُ تراجعتْ، والجبهاتُ الجديدةُ بدأتْ تتكوَّنُ.
كلُّ وزيرٍ يقيسُ موقعهُ على خارطةِ الرئاسةِ المقبلةِ… لا على خارطةِ الإنقاذِ.
***
ما جرى في تلكَ الجلسةِ لم يكنْ مجرَّدَ تصويتٍ على اسمٍ.
كانَ تصويتاً على مستقبلٍ.
تصويتاً على النيَّةِ،على الثقةِ،على ما تبقَّى منْ الدولةِ،ومَنْ خرجَ منْ القاعةِ، لم يخرجْ فقط إعتراضاً… بلْ لأنهُ لم يعُدْ يؤمنُ.
كيفَ ستكونُ الجلسةُ المقبلةُ؟ومنْ سيجلسُ مع مَنْ؟ومَنْ سيُخفي خنجراً خلفَ إبتسامةٍ؟
مجلسُ الوزراءِ تحوَّلَ إلى مسرحٍ…
لكنَّ المأساةَ حقيقيةٌ، والضحايا حقيقيونَ،والشعبُ يتفرَّجُ على فصولِ الإنهيارِ.
***
الثقةُ؟
سقطتْ تحتَ الطاولةِ، بينَ صوتٍ مع، وصوتٍ ضدَّ، ووجوهٍ لا تُشبِهُ الوطنَ.
والنتيجةُ؟ حكومةٌ فاقدةٌ للثقةِ، تُجاهدُ لتبقى… لا لتُصلِحَ.
لبنانُ لا يحتاجُ إلى حكوماتٍ تُديرُ الخلافَ،
بلْ إلى رجالٍ يُديرونَ وطناً.
فمنْ يُعيدُ الثِّقةَ… بعدَ أنْ هزَّتها جلسةٌ واحدةٌ؟