تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أكد المرشح عن المقعد الماروني في دائرة "كسروان الفتوح وجبيل" على لائحة "صرخة وطن" الدكتور سليم الصايغ أن أهمية الانتخابات النيابية تكمن في وجوب أن تُظهر وجهة نظر الشعب اللبناني التي تذهب نحو الحرية والسيادة والاستقلال. ورأى أن عودة سفراء الخليج إلى لبنان تدخل في إطار ترتيب الأوضاع الى ما بعد 15 أيار، فالهمّ الأكبر هو ما سيحصل بعد هذا التاريخ.
ولفت الصايغ في حديث ضمن برنامج 20/30 مع ألبير كوستانيان عبر LBCI "إلى أن هناك ضبطًا للخلاف وقواعد اشتباك وفراغًا في لبنان، أشار إلى ان هناك مبادرة غربية سعودية وقد حان الوقت لتترجم، ولكن هذا لا يعني أن كل تقدم للدور السعودي الفرنسي هو تقهقر لإيران". وشرح: "إن رأينا النشاط الدبلوماسي بين السعودية وإيران في الملفات التي تعنيهم مباشرة لا سيما أمن الخليج نرى أن هناك الكثير من التعاون وبالنتيحة ليس هناك مواجهة كاملة وشاملة بل ضبط للصراع وهناك ملفات مفتوحة وترتيب لتموضع كل دولة حول هذه الملفات حتى عندما يحين وقت إقفال أحد هذه الملفات يكون كل منهم حجز مكانه على الطاولة كأحد رعاة الترتيبات المنتظرة".
وتابع: "إن كان هناك سان كلو ثانٍ، فيجب أن يكون الفرنسي موجودًا والأطراف الرعاة لهذا الانتقال للبنان من حالة إلى حالة أخرى، مؤكدًا أنه لا يمكن للبنان أن يبقى عرضة لموازين القوى الداخلية"، سائلا: "لو ربحت القوى التغييرية الأغلبية في مجلس النواب فهل يكفي ذلك لنقل لبنان من حالة إلى حالة أخرى؟" وأجاب: "كلا، هذا الأمر يحتاج إلى عاملين آخرين: عامل مواكبة دولية وعامل قدرة الضغط الشعبي لتعطيل أثر السلاح إن تم التهديد به، لذا من واجبنا أن نوفّر الظروف الموضوعية ليوضع السلاح على الطاولة والسؤال المركزي هو كيف وليس إذا".
واعتبر أنّ هناك "اهتمامًا دوليًا بلبنان وهناك مبادرة سعودية فرنسية وننتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية، مبديًا اعتقاده بأنه سيتم التجديد للرئيس الحالي إيمانويل ماكرون وهناك فريق عمل جديد سيكون لديه مقاربة مختلفة، مشيرًا إلى أن تأثير اوكرانيا على المشهد في الشرق الأوسط وطريقة التعاطي مع الملفات الإقليمية ولاسيما الملف اللبناني تغيّرت، معربًا عن تصوّره بأن هناك عملية ليس تحجيم بل عدم إعطاء إيران ما تطمح أن تأخذه في الملفات الاقليمية ومن هنا أهمية الانتخابات النيابية أي أنها يجب أن تظهر وجهة نظر الشعب اللبناني التي تذهب نحو الحرية والسيادة والاستقلال".
وأشار إلى أنه لا يمكن أن نقول قطعًا اننا في إطار لعبة المحاور، فنحن نريد ان تتدخل الدول الكبرى في لبنان للمحافظة على استقلاله. وإذا قلنا أن الملف اللبناني ممسوك من السعوديين والفرنسيين إلا أن بعض العرب يفضّلون إعطاء حضور أكبر لايران وسوريا في المرحلة الانتقالية، موضحًا أن لدى الفرنسيين والسعوديين مقاربة مختلفة وهذا يجب أن يعطي أملا بأن لبنان غير متروك أو ملزّم لأي محور وخصوصًا إيران وهذا جيّد طالما أن لبنان قادر على ان يسحب نفسه من لعبة المحاور".
وعن السيادة والدفاع عنها قال نائب رئيس حزب الكتائب: "لقد خضنا معارك للدفاع عن سيادة الدولة في وقت كان آخرون يطالبون بإصلاح النظام السياسي ونزع الامتيازات المسيحية والمارونية وهذه أدت إلى إشكالية ليس بين اللبنانيين والفلسطينيين بل إلى إشكالية لبنانية لبنانية حول إدارة الأولويات في حينه، جازمًا بأن أولويتنا كانت دائمًا سيادة الدولة ونحن حسّاسون بالجينات حول كل ما يتعلق بالسيادة وقد يكون السبب في أننا مستهدفون بالاغتيالات والإقصاء والتصفية الجسدية والسياسية لأننا حجر عثرة بالتعاطي مع هذا الملف".
واعتبر الصايغ أن هناك احتلالًا ايرانيًا للقرار السياسي اللبناني وليس من احتلال عسكري للبنان، فلو قلنا إن هناك احتلالا عسكريا ايرانيا يعني أن هناك آلاف الشباب سيقاومون، مضيفًا: "هناك هيمنة على مؤسسات الدولة والقرار اللبناني، فالدولة غير قادرة على اتخاذ قرار خارج طهران وقد دافع رئيس البلاد في حاضرة الفاتيكان عن هذا الأمر، وهو ثبّت ما قاله في خطابه ومطلوب منا ان نقاوم بكل الوسائل السلمية المتاحة وأهم مقاومة هي المقاومة الشخصية الفردية بدءاً بصناديق الاقتراع ".
وأكد الصايغ ألّا ثقة بسلاح حزب الله فهو ينكّل ولا يترك الناس تعبّر عن رأيها، معتبرًا أن السلاح الذي ينكل بالديمقراطية يخدم إسرائيل ومصالحها لأن النموذج الديمقراطي هو نقيض للدولة العنصرية.
ورأى أن حزب الله بانغماسه في الصراعات الإقليمية واستخدام سلاحه في الداخل والتهويل به جعل منه ميليشيا مسلحة، مشيرًا إلى أن قضية السلاح أصبحت أن "السلاح يحمي السلاح" وليس أن السلاح يحمي لبنان.
وأشار إلى أن الفرنسيين يعتبرون بواقعية سياسية أن حزب الله هو أكبر قوة خارج الدولة اللبنانية ولا بد من التعامل معها ببراغماتية، لافتًا إلى أن العلاقة الفرنسية بحزب الله ليست جديدة، والمشكلة عند الفرنسيين ظهرت خصوصًا بعد تفجير المرفأ حيث أن هناك منظومة مسؤولة وعلى رأسها حزب الله عنه، بينما كان هناك حرص فرنسي على عدم حشر حزب الله في الزاوية وضيّعوا الأمور واعتبرت الدوائر الفرنسية ولاسيما الاليزيه أن حزب الله هو قوة استقرار في لبنان.
واعتبر الصايغ أن التدويل بدأ بخطى حثيثة بعد "سيدر" الذي وضع شرطًا مفاده أن المساعدات يجب أن تقابلها إصلاحات وعند وجود الاشتراطية معناها أننا دخلنا في الوصاية الاقتصادية او الاصلاحية وهي ستزيد اكثر، أما بالنسبة للعقد الاجتماعي الجديد وبظل وجود السلاح وبظل وجود اناس تخاف من السلاح يمكن ان يعطل انما لن يستطيع بعد نجاحنا ان يفرض، وأوضح أن مشكلتنا مع السلاح أن هناك من يخاف منه واعتقد أنه يمكن عقد تسوية معه وقد فشلوا ، موضحًا اننا لا نخاف السلاح .
وإذ طالب بحوار معمّق، سأل: "من سيجلس إلى الطاولة؟" مؤكدًا أن الطرح البديل يكون بإيصال كتلة وازنة، وأضاف: "لدي ثقة بأن القوى التغييرية ستحصل على الأغلبية في مجلس النواب والخط البياني الواضح هو المنظومة التي يتحكم فيها حزب الله بطريقة قوية والآخرون، أي أن هناك طبقتين الأولى صراع سياسي لضرب المنظومة والطبقة الثانية هي مع أو ضد حزب الله، مشيرًا إلى أننا سنجلس إلى الطاولة، وموضحًا أن حزب الله باسم الميثاقية يمكن أن يعطّل لكنه لا يفرض، والأهم ان ننزع إمكانية الفرض لتنقية الساحة ونتحدث بسلة متكاملة، لكن لا يمكن أن نطلب من الناس أن يكونوا استشهاديين.
وعن الحياد ذكّر الصايغ "بأننا قدّمنا عام 2012 اقتراحًا بتعديل دستوري يذكر الحياد في مقدمة الدستور ولكنه لم يبصر النور بسبب رفض القوى السياسية له ، مشددًا على ان الحياد مشروعنا وهو لا يتعلق بالسياسة الخارجية فقط بل يدخل في صلب الميثاق الوطني وأي مسّ به هو مسّ بالشراكة الوطنية".
وعن الاستراتيجية الدفاعية اكد انه لا بد من ثقافة قائمة على المواطنة الحقيقية وعدم الخوف من العدد، وهذا يتطلب نزع الخوف من قلوب الناس وتطوير النظام عبر اللامركزية وإعطاء الناس الفسحة لينمّوا الثقافة والخصوصية، مشددًا على أن الخوف ليس من السلاح بل في العقل الذي يحمل السلاح.