تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا نعرفُ أيَّ شعورٍ ينتابنا، عندما نفكِّرُ بإهلنا الذينَ يتذوَّقونَ اليومَ أشنعَ الأوجاعِ الجسديةِ والنفسيةِ، لأنَ البلدَ "مقطوعٌ" من البنجِ!
أعذرونا يا أهلنا المتألِّمينَ على السريرِ، فالاعتماداتُ بالدولارِ لم تُفتَحْ لنشتريَ لكمْ "البنجَ"…
واعذرونا يا أهلنا الذينَ ينتظرونَ العمليَّةَ الجراحيةَ، على حافةٍ بينَ الحياةِ والموتِ، لأنَ أحداً لا يسمعُ صُراخكمْ...
وفي هذا الوقتِ، لا تسألونا كمْ من الملايينِ أهدرها الفاسدونَ اليومَ على "طقِّ الحنكِ" بينَ منصَّةِ الدولارِ والمصارفِ…
ولا تسألونا مِن أينَ جاؤوا بهذهِ الملايينِ؟
نخجلُ أن نقولَ لكم: ودِّعوها على اقلِّهِ على ما يُطلقونَ من وعودٍ على مدى 4 سنواتٍ.
***
هذا البلدُ الذي كانَ لؤلؤةَ الشرقِ والغربِ،
بفضلكمْ "انتمْ ما غيركمْ" اصبحنا قبائلَ، حينَ أتيتمْ منذُ 25 عاماً متسلِّطونَ تستبيحونَ حياةَ الناسِ،
ونحنُ مثلهمْ، لا كهرباءَ عندنا ولا ماءَ ولا دواءَ، والناسُ يخضعونَ للعملياتِ الجراحيةِ من دونِ بنجٍ…
نحنُ مثلهمْ، الأقوياءُ ينكِّلونَ بالضعفاءِ، والسمكُ الكبيرُ يأكلُ السمكَ الصغيرَ...
***
بل، دعونا نقولها من صميمِ قلبٍ محروقٍ:
كانتْ موازناتُ وزارةِ الصحةِ تقاربُ الـ450 مليونَ دولارٍ سنوياً، وقد انحدرتْ إلى 20 مليوناً فقط كما يقولُ معالي الوزير فراس الأبيض،
وهكذا، على مدى 20 أو 25 عاماً، صرفنا على الوزارةِ أكثرَ من 10 ملياراتِ دولارٍ…
وكلُّ ذلكَ، حتى نصيرَ "من دونِ بنجٍ"...
وأساساً، ألم تكنْ كلُّ "العملياتِ" على أيديكمْ، لسنواتٍ وسنواتٍ، من دونِ بنجٍ؟
من دونِ بنجٍ، وقد نهبتمْ 50 ملياراً على نيَّةِ الكهرباءِ… ولا كهرباءَ!
من دونِ بنجٍ، وقد ابتلعتمْ عشراتِ الملياراتِ على الإنماءِ والإعمارِ والمشاريعِ المشبوهةِ ولا مشاريعَ!
من دونِ بنجٍ، وأنتمْ أهدرتمْ ملياراتِ الدولةِ ومدخراتنا في الهندساتِ الماكرةِ لليرةِ وللدولارِ… ولا ليرةَ اليومَ في أيدينا ولا دولارَ،
ولا شيكَ يُصرَفُ بالليرةِ ولا بالدولارِ، ولا مصرفٌ يعملُ ولا موظفٌ يردُّ على إتصالٍ!
من دونِ بنجٍ، بدأتمْ رحلةَ النهبِ في الاتصالاتِ بـ500 دولارٍ ابتكرها عقلُ "النجيبِ العجيبِ" في "البداياتِ"… وهُدرتْ على وزارةِ الاتصالاتِ ما يناهزُ 6 ملياراتٍ فيما بعد، وفي مختلفِ العهودِ.
من دونِ بنجٍ، نجحتمْ في إبقاءِ البلدِ بلا موازنةٍ، من 2005 إلى 2017، وخلالها استبحتمْ كلَّ شيءٍ وأوصلتمونا كلكمْ بلا استثناءٍ إلى الكارثةِ!
واليومَ، ما زلتمْ تضحكونَ علينا وتُمارسونَ حفلةَ التعذيبِ من دونِ بنجٍ، ولا رحمةَ عندكمْ ولا ضمير!
***
ربما علينا أن نعترفَ: شيءٌ واحدٌ بقيَ يفعلُ فيهِ البنجُ وما زالَ… إنه ثورتنا التي طالَ إنتظارها وتأخَّرتْ… ثم قُمعتْ في مهدها.
ولكنْ، سيأتي اليومُ الذي ينتهي فيهِ مفعولُ هذا البنجِ اللئيمِ، ونستفيقُ…
إنما على ماذا؟
وفي زمنِ الآلامِ، رجاؤنا عميقٌ بأنَ القيامةَ آتيةٌ…
ففصحاً مجيداً لكلِّ الذينَ يعيِّدونَ اليومَ، وفقَ التقويمِ الغربيِّ. وإلى لقاءٍ يتجدَّدُ يومَ الإثنينِ... المسيح قام.