تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
مع تآكل مقدرات الحياة في لبنان، مع إعلان وزير الاتصالات جوني قرم أنه ما لم يتم رفع سعر الانترنت والاتصالات قريباً، فإن القطاع مهدد، وهو يستنزف موارد الدولة، وتهديد أصحاب المولدات التي تزود اللبنانيين بالكهرباء، ما لم يعاد النظر بسعر صفيحة المازوت بالدولار أو تثبيته على الأقل، بالتوقف خلال 48 ساعة، فضلاً عن رفع سعر ربطة الخبز 3 آلاف ليرة خلال أقل من أسبوع، مع كل ذلك وغيره، لجأ اتحاد النقل البري إلى شل البلد عبر الاضراب العام الذي شمل بيروت والمحافظات من صباح أمس حتى الثالثة بعد الظهر بالشاحنات والسيارات والحجارة وحاويات النفايات وإطارات السيارات المشتعلة، في ما أطلق عليه "يوم الغضب" لكنه بقي تحت السيطرة، ما خلا اقتحام معتصمين مكاتب شركة OMT في الحمراء وأجبروها على الاغلاق. مضى يوم امس بين تحسب وترقب وتوعد، فيما كان قصر بعبدا يجدد التجاذب الحاد حول دعوته إلى الحوار التي إذا تمت فإنها ستقتصر على "أهل البيت الواحد" ولن ينجم عنها أي نتيجة أو جدوى فيما.
وعلى الرغم من ان مصدراً دبلوماسياً قال لـ"اللواء" ان الأزمة اليوم في لبنان ازمة سلطة ونظام، ولا قدرة لأي فريق في الداخل على اتخاذ قرار الربط في أي ملف، حتى لو كان تعيين أصغر موظف في الدولة... فإن ما كشفه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب لـ"اللواء" بشأن تبلغ لبنان أنه "مشي الحال" بالنسبة لموضوع الاعفاءات من عقوبات "قانون قيصر" ليتم استجرار الكهرباء والغاز من مصر والأردن، عبر سوريا، حمل أملاً ضعيفاً بإمكان توفر الكهرباء، ولو بعد أشهر!
وأطلع بو حبيب، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على نتائج زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية. وقال بعد اللقاء: انه لمس في خلال المحادثات التي اجراها، دعماً اميركياً واضحاً لدور صندوق النقد الدولي المرتقب في مساعدة لبنان على تجاوز ظروفه الاقتصادية الصعبة، من خلال الإسراع في خطة التعافي التي تضعها الحكومة اللبنانية، وايضا ضرورة انجاز الإصلاحات الضرورية التي يحتاجها لبنان، إضافة الى تشجيع المسؤولين الاميركيين على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
واضاف: ان المسؤولين الاميركيين جددوا تأكيد دعمهم استجرار الغاز والكهرباء الى لبنان من مصر والأردن عبر سوريا لتعزيز انتاج الطاقة الكهربائية، واستثناء لبنان من القيود التي يضعها "قانون قيصر"، وان هذا الامر تم ابلاغه الى المسؤولين المصريين.
وأوضح الوزير بو حبيب ان "المسؤولين الاميركيين يشجعون على المضي في عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وان الموفد الأميركي المكلف هذه المهمة اموس هوكشتاين سيحضر الى لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة لاستئناف مساعيه بهدف تحريك هذا الملف".
وقال بوحبيب لـ"اللواء": نحن سعينا لدى الاميركيين خلال زياتي الاخيرة، ووعدونا بحل موضوع الاعفاءات من عقوبات «قانون قيصر» ليتم استجرار الكهرباء والغاز من مصر والاردن عبر سوريا. وتبلغنا امس انه "مشي الحال".
اضاف: بقية الامور اللوجستية عند وزير الطاقة الآن، ومن المفروض ان يتم توقيع العقود مع مصر لجر الغاز، وتوقيع العقود مع الاردن وسوريا لإستجرار الكهرباء.
وبالنسبة لزيارة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين، اوضح بو حبيب انه كان من المفروض ان يحضر الى لبنان هذا الاسبوع، لكنه تأخر بسبب تفشي كورونا في اميركا وتوقف الرحلات في كثيرمن المطارات، لكني اعتقد انه سيحضر خلال أسبوع أو أواخر الشهر الحالي.
وفي سياق متصل، أشارت "نداء الوطن" الى ان زيارة هوكشتاين الى لبنان تتزامن مع تطور رسمي شهدته الأمم المتحدة من خلال رسالة وجهها رئيس بعثة إسرائيل في الأمم المتحدة الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يبدي فيها إعتراض إسرائيل على فتح لبنان دورة تراخيص هي الثانية للتنقيب عن النفط والغاز في المياه البحرية. وحسب الرسالة الاسرائيلية، فإن دورة التراخيص الثانية تمتد الى المياه الاسرائيلية أي الى مساحة الـ860 كلم مربع المتنازع عليها بين الجانبين، وجددت بالتالي تمسكها بمساحة الـ860 كلم مربع ما بين الخط 1 والخط 23 وحذرت "الأطراف الثالثة"، أي شركات التنقيب عن النفط من القيام بأي أعمال استكشاف أو تنقيب لصالح لبنان في هذه المنطقة.
وقد تبيّن، وفق مصادر وزارة الخارجية لـ"نداء الوطن"، أنّ لبنان لم يتلق هذه الرسالة بشكل رسمي إلا منذ أيام قليلة، لأسباب تقنية، تتصل بفترة الأعياد وبتسلم الإمارات مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن من تونس، وحين وصلت الرسالة إلى قصر بسترس أوعز وزير الخارجية إلى الدوائر المختصة لاعداد كتاب رسمي لايداعه الأمانة العامة للأمم المتحدة. وسيتناول الردّ وفق المعلومات تمسّك لبنان بالخطّ 23 وبالمفاوضات غير المباشرة التي تقودها الولايات المتحدة لتحقيق الاتفاق.
ولكن وفق المطلعين على أجواء الإدارة الأميركية، فإنّ ملف ترسيم الحدود قد يشهد تطورات ايجابية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، نظراً لثلاثة عوامل أساسية: حماسة الأميركيين لانهاء الملف، رغبة إسرائيل في تحقيق هذا الأمر خلال الأشهر المقبلة، والموقف الموحد الذي أبُلِغ إلى هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة بيروت من جانب الرؤساء الثلاثة ومن جانب وزير الخارجية، حول تمسك لبنان بالخطّ 23، بعد رفض تعديل المرسوم 6433 أو حتى التعامل مع الخطّ 29 على أنّه خطّ تفاوض.