تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
سهام ابو سعد
((على دربك نسير وكلنا شموخ ))!!!
عبارة تعتلي أحد الأبنية لتعنون صورةً شخصية بحجم الواجهة ..
لاشيء ملفت ، سوى ذلك الشموخ الذي يجلس قبالة هذه الواجهة على أحد الأرصفة .
بائع جوال مبتور الساقين أقعدته انتصارات بلده اللعينة والتي لا تكف عن الانتهاء ليرتب فاكهته المتواضعة تحت الشمس الحارقة ينتظر الجبر من المارة (( بكل شموخ )) في دولة تجهز على ماتبقى من حياة جنودها ومقاتليها
تفصله أمتار قليلة عن شابة صغيرة محجبة ، تضع أمامها منشفة فيها أوراق نقدية من فئة المئة ليرة و رضيعها حافي القدمين يبكي بجانبها على الرصيف المشتعل لتتسول قلوب المارة (( بكل شموخ )) علها تنصف طفلها بوجبة تسكت جوعه فيها في بلد لا يمنعها من استخدام الاطفال كمادة تتسول وتستعطف قلوب المارة عليها .
وبين (( الشموخين )) أطفال بعمر الورود بثياب رثة ووجوه وأيادٍ متسخة يحملون قطعاً من البسكويت ويحاولون (( بكل شموخ ))اقناع المارة بالعطف عليهم وشرائها منهم في بلد لا يمنع عمالة الأطفال بل يستثمرها لتزدهر في كنفه وعلى أبوابه وفي أحضانه
اترك كل هذا الشموخ خلفي وامشي باتجاه الشارع المقابل لأجد رجلاً طاعناً في السن يقلب قمامة الحاوية ((بكل شموخ ))عله يجد مايرتق ضالته من جوع أو حاجة في بلد لا يكفل حقوق الرعاية الاجتماعية وصون كرامة كهوله ومسنيه .
اتابع دربي و( الشموخ )خلفي وأصوات المولدات الكهربائية تملأ السوق وتكتسح هذا الاثير المسكين ، فتعلو الشتائم واللعنات ويتذمر جميع من في الشارع ويشكون إلى بعضهم البعض ندرة الكهرباء وغيابها وشح المياه وارتفاع أسعار ها ليعلو منسوب ( الشموخ )لديهم ويبلغ الحد منتهاه في بلد لايكفل الحدود الدنيا من أسباب الحياة .
هذا ( الشموخ )المتعب والمضني في الأسفل لايشبه ذلك (الشموخ ) المكتوب في الأعلى .
إنما هو ذات ( الشموخ ) الذي يعتلي الوجوه المنهكة على طوابير الخبز والسكر والأرز في بلد تستخدم لقمة العيش لاذلال مواطنيها .
وهو ذات (الشموخ ) الذي أتعب النفوس على طوابير البنزين والغاز والمازوت في بلد يتاجر بدفء وراحة وحاجة مواطنيه بالرغم من تفاخره بثرواته الباطنية .
وهو ذاته (الشموخ )الذي يكتسي عيون الموظفين على نوافذ الصرافات عندما تمنحهم نقوداً لاتكفي لشراء حذاء في بلد يسلم ملفات الفاسدين فيها لمن هم أكثر فساداً
هو ذات (الشموخ )الذي مرغ الكبرياء السوري في وحل التسول والتشرد والعوز والجوع والبرد .
هو ذات (الشموخ ) الذي جعل كل من هب ودب يطأ الأرض السورية بصواريخه وجنوده و أسلحته واحتكاراته ومشاريعه وتجاراته وصفقاته .
هو ذات ( الشموخ ) الذي جعل السوري منبوذاً ولاجئاً في كل بلاد الأرض .
لذلك نرجوكم
ارفعوا ( شموخكم ) عنا .. سئمناه .. كرهناه
فقد أتعبنا وأذلنا وأفقرنا
وأحال حياتنا وفرحنا وأحلامنا إلى ضرب من ضروب الاستحالة والتعجيز .