تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
يمارس المسؤولون اللبنانيون لعبة «كومباني أوف هيروس» في أدق المراحل التي يمر بها لبنان، بحيث يسعى كل فريق إلى النجاة بنفسه ، عن طريق إنهاك الآخرين وقتلهم، مهما كانت نتائج الدمار والخراب الذي سيحل بالوطن .
يتمسك كل طرف بمواقفه ويرفض التنازل قيد أنملة، وتحت شعار «أنا أو لا أحد» ستجري استشارات بعبدا النيابية يوم الأثنين في ظل ضبابية المشهد السياسي وعدم التوصل إلى اتفاق، ولو بالحد الأدنى على اسم رئيس للحكومة المنتظرة .
وحده رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان واضحاً وأعلن دعمه لترشيح الرئيس سعد الحريري ، انطلاقاً مما يمثله الحريري أكان في المجلس النيابي أم على صعيد الطائفة السنية، والأهم من ذلك على صعيد ثقة المجتمع الدولي وإمكانية استثمار علاقاته لجلب المساعدات إلى لبنان .
تلقى الحريري نصائح عديدة بالابتعاد عن رئاسة الحكومة حالياً، أبرزها من رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي وليد جنبلاط الذي قال له:«ما راح يخلوك تشتغل». ووصلته رسائل عدم التأييد لترشيحه من القوات اللبنانية وكذلك التيار الوطني الحر مما يحجب الغطاء المسيحي عنه، وفي ظل عدم وضوح موقف حزب الله، قرر الحريري إعلان عزوفه عن تولي رئاسة الحكومة وطلب سحب اسمه من التداول .
يريد سعد الحريري العودة إلى رئاسة الحكومة، ولكن لا يمكنه أن يفعل ذلك مكبل اليدين ودون إجماع وطني، ويقول المقربون منه أنه كان ينتظر أن يبادر الرئيس عون والتيار الوطني الحر باتجاه، فكما بادر هو سابقاً إلى التسوية ودعم ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، كونه الطرف الأكثر تمثيلاً للمسيحيين، على هذا الفريق أن يبادر الآن، دون أن يربط عودة الحريري بتوزير رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل .
يعلم الجميع أنه من غير الممكن تكرار تجربة حكومة حسان دياب التي أكلت من رصيد العهد وحزب الله دون أن تُقدم لهما شيئاً في المقابل، وانتهت بزيادة حدة الأزمة سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً وسقطت بالضربة القاضية لتفجير المرفأ .
اسماء كثيرة يتم تداولها ليوم الأثنين الذي حتى الساعة لا يبدو أنه سيسفر عن تكليف رئيس جديد للحكومة، فلا يوجد اسم واحد يحظى بدعم أكثرية الكتل النيابية، مما يعني أننا سنكون امام أحد الخيارات التالية :
الخيار الاول هو أن تنجح الاتصالات والمساعي التي يقودها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بإحياء التسوية بين الرئيسين عون والحريري فتتم تسمية سعد الحريري لتكليف الحكومة المقبلة .
الخيار الثاني: وهو التوافق بالحد الأدنى على اسم شخصية مستقلة كالوزير السابق خالد قباني وحكومة مصغرة حيادية مدعومة من كل الأطراف السياسية، تكون مهمتها وقف التدهور الاقتصادي وإنجاز بعض الإصلاحات الضرورية، وتأمين الدعم المالي للبنان، والتحضير لمرحلة الانتخابات المقبلة .
الخيار الثالث: أن ترشح قوى ١٤ اذار السفير نواف سلام في خطوة تصعيدية في وجه العهد وحزب الله، اللذين يرفضانه بشكل مطلق، ولا يتم تكليفه كونه لن يحصل على أكثرية الاصوات، وندخل في أزمة جديدة وتمديد لتصريف الأعمال وموعد جديد للاستشارات .
رمى رئيس الجمهورية كرة النار من يده إلى ملعب المجلس النيابي والقوى السياسية، التي ستتحمل بعد الأثنين مسؤولية عدم التوافق، والاستمرار في التصلب بالمواقف، فهل سيُنجز المسؤولون اتفاقاً قبل الأثنين؟.
يقول مصدر مطّلع أنه ما زال الوقت متاحاً، وتنشط عين التينة لإنجاز توافق على اسم لرئاسة الحكومة، وقد تنجح المساعي في إنضاج تسوية جديدة على حكومة مستقلة يتولى رئاستها سعد الحريري، وفي حال اصراره على عدم ترؤس الحكومة، قد يكون الوزير السابق الدكتور خالد قباني هو الشخصية التوافقية البديلة، وهو المعروف بكفاءته ونزاهته وعلاقاته الممتازة مع جميع الأطراف، وستتضح الصورة طبعاً قبل الإثنين المقبل، رغم اصرار المستقبل على عدم الإفصاح عن اسم المرشح قبل موعد الاستشارات النيابية .
ففي ظل تمنّع الحريري ورفضه ترشيح أي شخص لصيق بتيار المستقبل، وكذلك رفض تمام سلام رئاسة الحكومة في العهد الحالي كما أعلن، وعدم إمكانية تكرار تجربة حسان دياب، وصعوبة القبول باسماء نافرة، قد يكون الدكتور خالد قباني أبرز الاسماء المؤهلة لتولي رئاسة الحكومةالمقبلة، في هذا الظرف العصيب الذي يمر به لبنان .