#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
دون أي اعتراض لبناني رسمي أو سوري او دولي، احتلت إسرائيل المزيد من الأراضي اللبنانية والسورية، وبسطت سيطرتها الكاملة على أهم منطقة استراتيجية في الشرق الأوسط "قمة جبل الشيخ" التي ترتفع 2814 متراً عن سطح البحر، وتشرف على لبنان، وفلسطين، والأردن، وسوريا حتى حدود العراق وتركيا.
أطلقت إسرائيل تسمية "عيون الأمة" على هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة، التي تسطيع منها أن تراقب معظم أراضي دول المنطقة، وترصد أي تحرك عسكري أو اطلاق للصواريخ.
يتقاسم لبنان وسوريا منطقة جبل الشيخ، وتمر الحدود في نقاط مفترق المياه، وبسبب طبيعة الأرض الجبلية شديدة الانحدار ولأطماع أُخرى، عمدت إسرائيل إلى فتح طريق من منطقة مزارع شبعا، ويمر بغالبيته في الأراضي اللبنانية، أي في الجهة الغربية لقمة جبل الشيخ، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى مسافة 12 كلم عن طريق بيروت دمشق.
تقول إسرائيل أن هذا التوغل هو مؤقت، فرضته الأحداث الأخيرة في سوريا، وقال نتنياهو: "لقد دمرنا الجيش السوري، الذي كان عدونا وقاتلنا لسنوات".
بالنسبة لإسرائيل كل ما هو مؤقت يتحول إلى دائم مع مرور الوقت، وستجد الذريعة المناسبة لضم مزيد من الأراضي.
في المرحلة السابقة كان الحديث دائماً أن إيران تحتل ثلاث دول عربية ؛ العراق، وسوريا، ولبنان، وأنها هي العدو الأول للعرب، رغم أن إيران لم تحتل فعلياً هذه الدول، وفقط كان لديها نفوذ كبير، عبر دعمها لحلفاء لها في هذه الدول.
اليوم هناك احتلال فعلي لأراضي سوريا من قبل إسرائيل، التي احتلت الجولان عام 1967 وثم قامت بضمها، بدعم ومباركة أمريكية، واليوم احتلت مناطق واسعة من القنيطرة إلى جبل الشيخ، ووصلت إلى مقربة من دمشق، والولايات المتحدة الامريكية دخلت مناطق النفط شمال الفرات، وتفرض سيطرتها عليها منذ عام 2014.
فهل هذا الاحتلال هو مقبول ومشروع؟ وهل تغير مفهوم الاحتلال لدى بعض القادة والمفكرين العرب؟؟؟ ولماذا هذا الصمت، ولم نسمع أي دعوات ضد الاحتلال، ومطالبة بتحرير الارض؟؟؟
لا نوجّه هذا الكلام إلى عملاء واتباع إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، فلا فائدة للنقاش مع هؤلاء، بل السؤال موجه إلى قادة الرأي والمفكرين والإعلاميين العرب.