#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأنَّ القرارَ 1701 تَحوَّلَ إلى بورصةٍ تطْلعُ أسهمهُ وتنزلُ تِبعاً لتطوُّراتِ الميدانِ ولحركةِ الاتصالاتِ الداخليةِ كما الدوليةِ.
كما لقابليةِ حزبِ اللهِ على القبولِ بقرارٍ سينزعُ عنهُ شرعيتهُ حُكماً، كما سلاحهُ،
طبقاً لِما صرَّحتْ بهِ وزارةُ الخارجيةِ الاميركيةِ.
وهكذا وفي يومٍ واحدٍ اجتمعَ الرئيس نبيه بري في حديثٍ صحافيٍّ امس، كما رئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ ، كما الخارجُ، للحديثِ عنْ الجهوزيةِ لتطبيقِ القرارِ 1701 وحدهُ، ووقفُ إطلاقِ النارِ.
ولكنْ مهلاً، أينَ الجانبُ الاسرائيليُّ في كلِّ هذا؟
وأينَ كلامهُ الغائبُ او المغيَّبُ عنْ 1701؟
هلْ ينتظرُ نتنياهو عودةَ آموس هوكستين حاملاً مقترحاتهِ بينَ لبنانَ واسرائيل؟
ام أنَّ معركةَ الارضِ التي أُعلنَ امسِ الاوَّلِ عنْ إنتقالها إلى المرحلةِ الثانيةِ على الصعيدِ البريِّ،
هي التي ستُحدِّدُ مسارَ الامورِ كما التفاوضَ كما مسارَ ومصيرَ القرارِ 1701.
فَلِمَ الضحكُ على الناسِ في الحديثِ عنْ تسويةٍ قريبةٍ وعنْ وقفٍ لإطلاقِ النارِ؟
وهلْ مَنْ يريدُ وقفاً لإطلاقِ النارِ،
يُمارسُ هذا القصفَ التدميريَّ بالشَّكلِ الذي جرى صباح اوَّلِ منْ امسٍ الثلاثاء.. وعليهِ يجبُ أنْ لا نُعوِّلَ كثيراً على كلِّ ما يُقالُ بلْ على كلِّ ما نراهُ.
***
لعلَّ المضحكَ المبكيَ في كلِّ ما يجري هو إصدارُ رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ نجيب ميقاتي،
مذكِّرةً رسميةً للاقفالِ لمناسبةِ عيدِ الاستقلالِ..
بلدٌ مقفلٌ حُكماً ومنهارٌ ومعطَّلٌ،
ويأتي رئيسُ الحكومةِ ليذكِّرنا "بالذكرى" وهو عيدٌ لم يبقَ منهُ إلاَّ الذكرى.
استقلالٌ؟
كيفَ لا نخجلُ عندما نتحدَّثُ عنْ ذكرى الاستقلالِ والبلدُ محتلٌّ بالنازحينَ السوريينَ، وسماؤهُ تحتلها اسرائيلُ وبحرُهُ محاصرٌ منْ اسرائيلَ، وبرُّهُ تتوغَّلُ فيهِ اسرائيلُ التي تتلصلصُ على آخرِ مكالمةٍ لحبيبينِ كما اوَّلِ مكالمةٍ لسياسيينَ او حزبيينَ او عسكريينَ،
وتُسيِّرُ "الام ك " في جوِّنا لتراقِبَنا كما تقصفنا..
***
أيُّ استقلالٍ لبلدٍ يسرحُ ويمرحُ فيهِ السفراءُ والسفاراتُ ويُقرِّرونَ عنهُ وفيهِ، فيما لا رأسَ للجمهوريةِ ولا قرارَ، ولا مجلسَ قضاءٍ اعلى ولا حكومةً..
فقط الجيشُ يملأُ كلَّ الفراغِ.. الحمدُ للهِ!