#الثائر
الاعلامية السورية فاطمة جيرودية
أيُّ عنوانٍ مجنونٍ هو هذا؟!
إنه تساؤلٌ مُحِقٌّ ما لم نستطع حتى الآن أن نُدرِكَ بشكل عميق مخرجاتِ انتصارِ سورية على الإعصارِ الصهيوأمريكي الذي كان يريدُ أن يطيحَ بالمنطقة باسمِ “الربيعِ العربي”!..
لم نكن نُدرك عندما قال الرئيسُ الأسد في بداياتِ الحرب على سورية أن عبارةَ “لا خيارَ أمامنا سوى النَّصر” سوى أنَّ هذه الكلمات في الحقيقة هي تعبيرٌ وجدانيٍّ وطنيٌّ عقائديٌّ عن الكرامةِ التي جُبلنا منها نحن أصحابَ هذا الجيلِ الذي لم يستطع الذُّلُّ أن ينالَ منه!
ولكن.. كان لافتاً أن السيَّد الرئيس يومَها لم يقل “لا خيار أمامنا سوى النصرِ أوالشهادة”!!.. وكان يجبُ ألا يغيبَ عنَّا ذلك.. فلقد بدت سورية كُلُّها في أُولى سنواتِ الحرب شهيدةً بكلِّ ما فيها.. كان الجميعُ من دون استثناءٍ يرى بأنَّ المصيرَ هو انتصارٌ باستشهادِ كلِّ ما نحنُ عليه.. وأن عنوان النَّصر لن يعدو أن نورثَ أبناءنا والأجيالَ القادمة كرامةً لجيلٍ كاملٍ استُشهدَ ولم يخنع ولم يخضع ولم يتبع!!
ولكنَّ النَّصرَ الذي رمى إليه الرئيس لم يكن تحريرَ سوريةَ من الجيوشِ الإرهابيةِ التي زجَّت بها أمريكا وحلفاؤها في العالمِ العربي لذبحِنا.. فالأذنابُ وبناتُ آوى ليسوا ندَّاً لأسد!!
عينُ الأسد على الطاغوتِ الفاجر “الأمريكي”.. وعوضاً عن السماحِ له باستنزافِنا بمجرِّدِ القضاءِ على جيوشِه الإرهابية بقدراتنا التي نعدُّها لمواجهة الصهيوني لنخرجَ منهكين من حربِنا ونبدأ من جديد.. فلنعِد تدويرِ المكيدة.. إننا شعوبَ “العالمِ الثالث” كما يسمُّونَنا معتادون على إعادةِ التدوير.. لا شيءَ عندنا يتلفُ من دون الاستفادةِ منه حتى الرّمق الأخير.. إنك أيها الطاغوت الإمبرايالي لا تستطيعُ أن تُحاصرَ هذا الفقير.. فلنخُض معركةَ إعادةِ التدوير!
أخيراً إنَّا هاهُنا واقفون.. ومن صدَّر لنا على مدار عقودٍ طويلة مشاريع احتلالية واستعمارية وإرهابية لم يعد يملك ترفَ ذلك وهو يسقطُ في فخِّ العالم متعدِّد الأقطاب الذي يقضمُ حضورَ الأمريكي في العالم شيئاً فشيئاً وبرويَّةٍ استراتيجيةٍ دقيقة!
وأما عسكرياً تمّت صياغةُ الساحةِ السوريةِ بالاحتفاظِ بمساحاتٍ تتمركزُ فيها الجيوشُ الإرهابيةُ مع داعميها المركزيين وهم الاحتلالان التُّركي والأمريكي، وسواءٌ جرى ذلك بتخطيطِ العقلِ المُدبِّرِ الذي كان يعرفُ ما ينتظرُ المنطقة أم لظروفٍ لم تسمح بتحريرِ كاملِ الأرضِ كما تُفضِّلُ الغالبيةُ أن ترى فإننا اليوم أمام مصائدَ دوليةٍ ستُحسمُ فيها حروبٌ في دائرةِ التَّصادماتِ الكُبرى، والرِّبحُ فيها هو أثقلُ وأكبرُ في الميزان في التوقيتِ والظروف من قياسِ الرّبحِ قبلَ الطوفان!
وأما المصائدُ الدَّولية فسنعودُ إليها في سياقِ هذا المقال.. قبلَ الحديث عن “سيناريو العبور إلى البيت الأبيض”!
الطَّوفانُ العظيم ومصيدةُ غزَّة!
باتَ واضحاً حتى للعدوِّ الذي لا يعترفُ بحقيقةِ خساراتِه وهزائمِه في الطُّوفان أن غزَّة العظيمة كانت مصيدةَ المصائد لهذا الكيانِ اللَّقيط… ألم نرى بأمِّ العيونِ حتى الآن بأنَّ كلَّ طُغاةِ الأرض عاجزونَ عن محاصرةٍ فقيرٍ عُدَّتُه حجرٌ وكرامة؟!.
وأياً كانَ ما تحوَّلَ إليه حجرُنا من عتادٍ فإنه ما زالَ بالقياسِ مع ترساناتِ حلفِ العدوِّ اليوم حجراً يقفُ في وجه دبابة.. ولكنَّنا اليوم لا نكسرُ بالحجر الخوذةَ الواقيةَ لجنديِّ صهيونيٍّ جبانٍ فقط.. بل إننا نفقأ بالحجر عيونَ الميركافا والنمر.. ونحطِّمُ أجنحةَ طائراتِ الهرمز ونرمي حجرنا وسطَ البحرينِ العربي والأحمر وكذا المحيط الهندي فنُحدثُ دوَّامةً تحبسُ مرجَ البحرينِ عن العدوِّ وداعميه.. ونفقأ عيونَ القواعدِ الأمريكية في المنطقة.. بل ونفقأ عيونَ “تل أبيب”.. نرمي فنذلُّ وحدة 8200 ونرمي تارةً أخرى فنخرج بحجرِ الوعدِ الصادق 2 ثلاث قواعدَ مهمة للعدو عن الخدمة ونرمي ونرمي ونرمي فيفقأ حجرنا أحداقَ الشياطين حتى نراهم يولولون مذلولين ضمن سعيرِ مواجهتنا وسيبقون كما ولولَ الصهيونيُّ وهو يشهدُ ذلَّ كيانِه في عملية الأربعين العظيمة لحزب الله “نصر الله نصر الله”!!
ألم يحدث كلُّ هذا وما تلاه وغزَّة الصامدة ترفعُ شعاراً فقيراً جدَّاً أمامَ كلِّ الجرائمِ التي يوغلُ العدوُّ فيها في دماءِ الغزاويين؟!.. شعار “أعيدوا الأسرى”!!
إنَّك لا تستطيعُ أن تحاصرَ فقيراً عُدَّته الكرامة… ولعلَّ عبقريةَ من استخدمَ عبارة “الكُلُّ مقابلَ الكُلّ” في حديثِه عن المفاوضات .. تعبِّرُ تعبيراً دقيقاً عن فحوى الفخ الذي مازال يسقطُ الصُّهيونيُّ في أوحالِه يوماً بعد يوم… وصولاً إلى يوم استشهادِ سماحةِ اليقين السيّد الأمين الذي لن يغيَّبَه عنا وعن حربِ العدوُّ حتى استشهادُه المجيد!
استشهاد السيّد.. أمريكا التي في الفخ!
في كلِّ انتصارٍ للمحور وهزيمةٍ لحلفِ العدوِّ سيرى هذا الحلفُ سماحةَ السيِّد وراء كلِّ تفصيل.. حتى ليشهدوا بأنَّه شهيداً أوجعهم وأذلَّهم أضعافَ ما فعلَ وهو قائمٌ بيننا.. فاستشهادُ السيّد جريمةٌ عُظمى وقفَ وراءها الأمريكيُّ بالتخطيط والتدبيرِ والتنفيذ..!
إنَّه دورُ دمشقَ إذن.. فأي فخٍّ وقعَ في شِراكِه الأمريكيُّ الأحمق وماذا ينتظره؟!
من يراقبُ مسارَ عملياتِ الطوفان يرى بأن خُطَّةَ الرِّبحِ بالنُّقاط التي أعلنها السيد كان تعني في ثناياها استدراجَ العدوِّ من مرحلةٍ إلى أخرى بما يتوافقُ مع تجنُّبِ التصادم مع التعقيداتِ التي تعيشُها بلدانُ المحور من جهة والإبقاءِ على الواقع العربي وفقَ ترتيبٍ يسمحُ باستمرارِ المعركةِ إلى ما وصلنا إليه من جهةٍ ثانية!
واستطاعَ المحورُ حتى الآن أن ينفِّذ خطَّته بنجاح، فدونَ هذه الخطَّة ما كانَ للمعركةِ أن تستمرَّ حتى الآن ونحنُ ما نزالُ نلحقُ الهزائمَ بالعدوِّ!
العمالاتُ التي تعملُ تحت إمرة الصهيوأمريكي في بلدان المحور ومناطقه لم تُعطى لها أي إشارةٍ بالتحرِّك لأن العدوَّ وقعَ في فخِّ العنوانِ البسيط “استعادة الأسرى” وفخِّ الدَّورِ الذي قامت به الجبهات مسميَّةً نفسَها جبهةَ إسناد!!
عامٌ كاملٌ كان كفيلاً باستنهاضِ حالِ الغليانِ الأوروبي في الشارعِ الغربي وقلبِ الطاولةِ أو المشهدِ ضدَّ السرديةِ الصهيونية المزيفة في الجامعات والمحافلِ الديبلوماسية المختلفةِ والتحرُّكِ القضائي الذي ساق “إسرائيل” إلى زنزانةِ التحقيق لأول مرة في التاريخ!
وعامٌ كاملٌ كان كفيلاً بأن يحصل محور المقاومةِ فيه على التأييدِ القانوني دولياً للدفاعِ عن نفسِه على غرارِ ما فعلت إيران في وعدَيها الصادقين، وهذا مشهدٌ له دلالاتٌ كبيرة على مستوى العالمِ كلِّه.. وعامٌ كاملٌ كان كفيلاً باستنزافِ لا الكيانِ فقط وإنما البدءِ باستنزافِ القوةِ الكُبرى الدَّاعمةِ له “أمريكا والغرب” وتوريطِ هذا الحلفِ بالوقوعِ في أوحالِ الكيانِ الذي صنعتهُ في المنطقة!
فاتورةُ الحربِ على بلداننا لم تدفعها أمريكا مالاً وسلاحاً فقط.. بل دفعتها من بنكِ حضورِها في العالم وقوةِ تأثيرها في المنطقة إلى المستوى الذي كانت فيه دولُ المنطقة العربية خصوصاً تترقَّبُ المشهد تحت عنوان “من سيربحُ الحرب”!
ولولا أنَّ ذلك كان دقيقاً لوجدنا هذه الدُّول تقصفُ الفلسطينيين واللبنانيين كما كانت تفعل مع اليمن وسورية، ولكانت اشتركت في حلفِ البحرِ الأحمر لحماية مصالحِ حلفِ العدوِّ، ولكانت موازينُ الحربِ في الحقيقةِ عندَها ضدَّ المحورِ في المطلق!
يشهدُ الميدانُ في جنوبُ لبنان أن لبنانَ افتدت غزة في اللحظةِ التي نضُجت فيها الظروف لتحقيقِ الانتصارِ على العدوِّ، وأنَّ جبهة “الإسناد” كانت تستدرجُ العدوَّ للوقوعِ في فخِّها حتى نرى ما نراه اليوم!
وحالُ الجبهةِ في جنوب لبنان ليس من تداعياتِ استهدافِ سماحةِ اليقين بل هو قرارُ سماحتِه ومخططاتُه ورصاصُ الموتِ ومشنقةُ الزَّوال التي أعدَّها للكيان..!
صحيحٌ أن القائدَ القدّيس سيَّد شهداءِ العصرِ وسيدَ شهداء طريق القدس هو قائدٌ أممي بكل ما تعنيه الكلمة، وصحيحٌ أنَّه حبيب الأرضِ والسماء.. وصحيح أن ملايينَ الأوفياء كانوا يودّون لو أنهم افتدوه بكل ما يملكون في ذواتِهم وأحبَّتِهم وفلذات أكبادِهم بل لقد تمنينا لو أننا نفتدي التربَة تحتَ قدميه بفلذاتِ أكبادِنا ولودِدنا لو أننا افتدينا البخورَ الذي يحجُّ حول كعبةِ وجهه والمسكَ الذي يرفلُ وراء عباءتِه الشريفة بكلِّ حرفٍ في العهد “لو أننا نعلم أننا نقتل ثم نحرقٌ ثم ننشر في الهواء ثم نُحيا ثم نقتل ثم نحرقُ ثم ننشرُ في الهواء يُفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركنانكَ يا سماحةَ اليقين”!
ولكنَّ الصحيحَ أيضاً أن هذه العبارةَ وهذا العهد نطقت به أرضُ سورية وسماواتُها وشعبُها الذي يعرفُ مقامَ السيد في الرُّوح ويقدسه ويحبه حباً لا يوصف.. السُّوريونَ الذين لا يمكنُ لهم أن ينسوا أيامَ الوحشةِ التي تكالبت فيها علينا كل ضباعِ الأرض تقطِّعُ أوصالَ مُدننا كما تقطِّع وتمثِّلُ بجثامينِ شهدائنا.. وتشربُ من دمِ سورية كما شربت من دماءِ ولحمِ أطفالِها في أفرانِ داعش في عدرا العمالية و في جبال كسب في اللاذقية وفي حواري القصير في حمص وفي جبال القلمونِ وفي مدن وقرى حلب وريفِها!
لا يمكن لنا كسوريين أن ننسى أننا عندما كنا نُذبَحُ من كلِّ العرب كُرمى لعيونِ “تل أبيب” وواشنطن وأننا عندما كنَّا نبكي يوسفَ الذي ذبحَه إخوتُه ونراهُ فينا سورياً بل سوريةَ كلَّها تذبح كلَّ يوم، أن عزيزاً في الجنوبِ جنوبِ السَّماء صرخَ ملءَ السماوات والأرض “لبَّيكِ سورية”!
من مِنَّا يراجعُ صوتَ سماحةِ عشقنا اليقيني وهو يصرخ ويقسم “والله لو اقتضى الأمر أن أذهب أنا حسن نصرُ الله إلى سورية لأقاتل سأذهب إلى سورية”! من منَّا يراجعُ هذا القسم ولا تبكي كلُّ جوارِحه كما بكينا لحظَتها يومَ واسى وحشتنا بنُصرتِه وهو نصرُ الله وبحسنِ الاحتضانِ وهو الحسنُ في السماء والأرض وفي قلوب كلّ المؤمنين!
من مِنَّا لم يجِد أنَّ عباءتَه الشريفة قد خيَّمَت بحنانِها وإسنادِها وتداعيها لحمايتِنا مع جيشنا الأبي وقائدنا العظيمِ المؤمن على كلِّ سورية لنشعرَ أن الطريق لم تعُد موحشةً قاسية كما كانت عليه!
لقد مدَّ حزبُ الله المؤمن بقرار سماحةِ اليقين، مدَّ رجالنا الأبطال الميامين بإلفٍ من جنودِه وليسَ بألف، فالإِلفُ ما جعلنا نشعرُ أنَّ إخوةَ الترابِ هبّوا يلبون إخوة التراب وكأنَّ السماء قد ألقت على روحِ قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد حينَها قولَها “سنشدُّ عضُدَكَ بأخيك”، وألقت ذلك على روحِ كلِّ جنديٍّ في جيشنا اختار الشهادةَ في سبيلِ الله والوطن ولو تكالبت عليه كل قوى الطغيان في العالم، فغابتِ الوحشةُ وحلَّ الشُّعورُ بالإنسِ بإخوةِ الترابِ وتوائم الروح، وشهدت الأرض التي سُقيت دماءَ الجنودِ رجالِ الله في جيشنا العربي السوري وفي حزب الله على هذا العهدِ العظيمِ بيننا ، وشهدت مناطقُ سورية التي تحرَّرت على يدِ الأبطالِ معاً في الأديرةِ والكنائسِ والقرى والمدن من القصير إلى معلولا إلى القلمون إلى حلب وسواها بأن عهدَ السَّيد كانَ محضَ ما ألقى اللَّهُ على سورية الجريحة “سنشدُّ عضدك بأخيك”!
وليس موقف سماحةِ السيِّد من سورية حديثَ عهدٍ في الحرب بل إن كلَّ المؤامرات التي حيكت ضدَّ سورية وحزبِ الله بما فيها اغتيال الشهيد رفيق الحريري واتهام سورية والحزب لاحقاً بهذه الجريمة من أجل القضاء علينا وسوى ذلك الكثير كان تاريخَ شراكةِ توائم الروح وإخوة العهدِ في الله والوطن.. وفي كلِّ محفلٍ للنّصر كان سماحةُ اليقين يعلي الصوت ويصرخُ ملءَ الكون وهو يشكر سورية ويبرزُ دورَها ويعلنُ الوفاءَ لها!
وأما الآن فهو وفاءَ الدَّينِ يا سماحةَ اليقين.. وثأرُك في عهدةِ كلمةٍ خاصَّة يرسلُها سيِّدُ الوطن لعائلتكِ الصغيرة ولأبنائك في حزب الله مخاطباً العالم باسمِك “حسن نصرُ الله”، كما لو أنه تعمَّد أن يقول : “هذا أخي الذي أقسم َ لو أن الأمر اقتضى أن أذهب أنا حسن نصر الله إلى سورية لذهبت”، والأخُ لا ينادي أخاه بلقب بل يتقرَّبُ حبّاً به باسمِه مباشرةً وهو ماكان يجبُ أن يُقرأ جيداً في كلمةِ السيد الرئيس بشار الأسد الذي أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في دولتِه بياناً تدينُ فيه الأمريكيَّ قبل أي عدوٍّ آخر وتجعلُ الصهيونيَّ في ظلالِ الشيطانِ الأكبر الذي سيُلقَّنُ بقيةَ الدَّرس!
وقد كان الرئيس الأسد قد اختتمَ كلمته للحكومة الجديدة بعنوان صارمٍ حازم :” أول عناوين العمل لديكم وقبل أيّ عنوان آخر هو كيف نساند أشقاءنا في لبنان بكل المجالات من دون أيّ استثناء ومن دون أيّ تردد”!..وكان يمكن للسيد الرئيس أن يوجه ذلك لوزاراتٍ معنية بعينها لا إلى كل الحكومة من دون استثناء وفيها وزارةُ الدفاع!
ولا يمكن قراءة الاستعراضِ الحكومي لرئيس مجلس الوزراء السوري أمام مجلس الشعب والذي ركز كثيراً على الدفاع والجيش والأمن والذي جعل مركز المواجهة هو فلسطين ولبنان وسورية.. وتحدث عن تعزيز قدرة الجيش لمواجهة التحديات الخطيرة ووضع في قائمة العمل تحرير الجولان السوري المحتل قبل الأراضي التي يحتلها الأمريكي والتركي والتي وضعها في سياق الكلمة تالياً إلا إعلاناً أو مجالاً لقراءةِ أن سورية تستعدُّ للمنازلةِ الكُبرى المنتظرة!
فحسابُ فقدِنا للسيِّد في عهدةِ دمشق عمود محور المقاومة، ودماءُ السَّيّد أوقعت الأمريكيَّ حيثُ ظنَّ أنه سينتصر في فخِّ خارطةِ التصادمِ الكُبرى المُنتظرة!
وهنا يأتي دورُ المصائدِ الدولية التي ذخَّرتها سورية لهذه النِّزالاتِ الكُبرى!
المصائدُ الدولية في سورية.. قُبيلَ العبور.. إلى البيتِ الأبيض:
* دورُ سورية في الطوفان، وخطة المعركة:
نحنُ هنا لا نتحدَّثُ عن خُطَطٍ عسكرية بالمعنى الحرفي، لأننا لا نعرفُ ذلك ولو عرفناه فرضاً لما جازَ البوحُ به للعدوِّ طبعاً، ولكن هذه الفقرة تقدِّمُ قراءةً في المشهدِ العسكريِّ لدورِ سورية وفقَ ما تابعناه من مجرياتِ الأحداثِ حتى الآن.. قد تُخطئ القراءة وقد تُصيب، ولكننا في بحث “إيران ثالثة القطب الجديد الصاعد” قُلنا إن الكيانَ ذاهبٌ إلى “رفح أولاً ثمَّ جنوب لبنان”، ولبنان في عمقِها الاستراتيجي بالضرورةِ سورية، كُنَّا نرى أن الكيان يخوضَ الحرب وهو يراها حرباً وجوديةً بالنسبة له وهو الأمر الذي اعترف به مؤخراً، وكنَّا نرى أن المصائد تمَّ إعدادُها للعدو بحيث تكون كلُّ خطوةٍ إجراميةٍ للعدوِّ محلَّ اصطيادٍ له في السياسةِ والميدان وكذلك في تحقيقِ خطواتٍ لزحزحةِ العالمِ أحاديَّ القطب باتجاهِ عالمٍ متعدِّد الأقطاب وربما الآن نحن أمام بوادرِ غيابِ الحضورِ الأمريكي فيه في مستقبلٍ لا نراهُ بعيداً!
مجنونةٌ كاتبةُ هذا الكلام!.. ولكن جنونَ البحث “إيران ثالثة القطب الجديد الصاعد” قد باتَ واقعاً الآن، يبدو الجنونُ ربما لمن لا يرى في سياقِ المعركة سوى عدَّاد التضحياتِ الهائل الذي ندفعه في المواجهة، ولكنَّ هؤلاءِ الشهداء من المدنيين ليسوا أضحياتٍ من دونِ جزاء، وليسوا أقلَّ بطولةً وثباتاً ووفاءً وصموداً من أي مقاتلٍ على الجبهات، فلولا إيمانُ هؤلاء المدنيين لما استطاعَ مقاتلٌ أن يتابعَ المعركة، ولقد تحوَّلت هذه القوةُ الإيمانيةُ الهائلة في قلوب وأرواح المدنيين في غزة ولبنان خصوصاً لا إلى عبءٍ على الجبهات بل إلى جزءٍ عظيمٍ من سلاحِ وقوةِ المقاومة، وإلى كابوسٍ رابصٍ على صدرِ الشيطانِ الطاغي الذي يزجُّ بكل أسلحته لطحن أطفالِ غزة وعُزَّلِها فيراهم يخرجون إليه كما لو أنهم يستشهدون فيبعَثون مباشرة ليقولوا له منشدين “سوفَ نبقى هنا” و “منرفض نحنا نموت قولولن رح نبقى”!
إن استشهادَ السيد حرقَ أشواطاً لا نحو هزيمتنا كما ظنَّ عدوُّنا الغبي والأحمق، بل نحو المصائد التي أعدَّها المحور للعدو وسيهزمه فيها لا محالة!
الأمريكي أوغلَ وضوحاً أمام كلِّ العالم في اغتيالِ قادةِ المقاومة وحيثُ ظنَّ أنه المنتصر كان يخسرُ ديبلوماسياً وسياسياً وعسكرياً، فرأس حربةِ الناتو في المنطقة وهو هنا التركي في ورطةٍ حقيقيةٍ ورأسُ نظامِه يواجه الغضبَ الشعبي المقاوم في أقل تقدير جراءَ دعمِ تركيا أردوغان لقاتلِ المسلمينِ في غزَّة، ما سيكون له تأثير كبير ربما يتعدَّى الشعبي لدى أي حراكٍ معادٍ قد تنفذه تركيا ضدَّ سورية في دورِها القادم، ففي سورية ستحاربُ قوى المقاومةِ أيضاً وأهمُّها الفلسطينية الموجودة في سورية والتي شاركت أيضاً في الدفاع عن سورية قلعةِ صمودِها أثناء الحرب التي خاضتها ضدَّ الحلفِ وعملائه، وهذا سيكون له حسابُه في عيونِ الشعبِ التركي وربما في عيونٍ قادةٍ يتربَّصونَ بأردوغان ساعةَ السَّقطةِ الكُبرى ليقلبوا الطاولةَ عليه!
وسيدخلُ الأمريكيُّ بالضرورةِ من خلالِ جيوشِ عملائه داعش والنُّصرة وقسد إضافةً إلى حضورِه العسكريِّ الذي تمترسَ بوارج في المتوسط وقواعد في الشمالِ والشرقِ السوري وفي التنف ما بين سورية والعراق تاركاً الصهيونيَّ ليقعَ في مصيدةِ القُنيطرة!
والسؤال هاهنا مع تغيُّرِ موازينِ القوى الكبير في المنطقة، هل يحتمل الجيش الأمريكي بل كلُّ جيوشِه الإرهابية معه والتي سِيقت بعبقرية مطلقة طوالَ سنواتِ الحربِ في سورية ليتمَّ تجميعُها في إدلب وغيرها تربُّصاً للحظةِ المناسبة من قبلِ القيادةِ العسكرية في سورية ومعها محورُ المقاومة وحلفاؤها، هل سيحتملون الحساباتِ التالية في المعركة :
* الأمريكي الذي يعاني الاستنزاف الماليَّ أولاً وبالعتادِ ثانياً جراءَ الدَّعمِ اللامحدود للكيانِ الذي فشل حتى الآن بتحقيقِ عنوانٍ واحدٍ من عناوينِ حربِه على غزة والجنوب ؟، واسألوا زوجة نتنياهو الأحمق التي ضمَّتها مسيرةُ حزب الله مؤخراً إلى سجنِ مستوطني الشَّمال فجلست إليهم تحت وطأة وعودِ نتنياهو الغبي لهم بالعودة إلى مستوطناتِهم!
* هل سيكون للجيوشِ الإرهابية القدرة على مواجهة حالِ الاقتتال الذي تعزَّز وتعمَّق فيما بينهم من جهة وفيما بينهم وبين مشغليهم من جهة ثانية مع تنامي حالةِ المقاومة الشعبية ضدَّهم في المناطق التي يحتلونها ومع ما سيُمطر عليهم من ضرباتِ المقاومة العراقية التي تولَّت القواعد الأمريكي ومع مواجهة الجيش العربي السوري وشركائه الأشقاء على امتداد المحور ومع الحليفِ الروسي وسواه ربما الذين لن يسمحوا أن تنفُذَ أمريكا وزبانيتُها مجدَّداً إلى السيطرةِ على الشرق!
* هل يعتقدُ العدوُّ الأمريكي الغبي والأحمق أن بوارجَه في المتوسِّط ستكون آمنَ منها في البحرين الأحمر والعربي والمحيطِ الهندي؟!، فإن كان قويَ على مواجهةِ صيادي تلكَ البحار فليقوَ هاهنا.. وربما في الكواليس التي لم يعترف بها العدوُّ فإن ماجرى من مواجهاتٍ في البحر قبالةَ سواحل سوريا مؤخراً كان درساً لُقَّنه العدو واختبر بعضَ بأسه.. نقول ذلك تقديراً لا معلومات، فالبيان العسكري السوري قال إن القوات تعاملت مع أهدافٍ بحرية معادية وإن الدفاعات الجوية ساندت القواتِ في التصدي للعدوان، ما قد يشي بأنَّ الأهداف البحرية كانت ربما سفناً وبوارجَ حاولت أن تستبيحَ حرمةَ مياهِنا أو أنها أطلقت هي الصواريخ معتدية على ساحلنا!.. ولكنَّها تراجعت بعد معركةٍ ضاريةٍ مع جيشنا العربي السوري الذي لم ولن تستطيعَ قراءتِه وفهمه على الإطلاق!
* ونقطة إضافيةٌ مهمةٌ جداً ولا تأخذ بها أيها القارئ إن شئت!.. هل سيكون بمقدور الأمريكي وحلفه أن يواجه الواقع الجديد الذي هيأته إيران في المنطقة.. فالجمهورية التي تضعُ نصبَ عينِها نصرةَ القضية لا تشييعَ المنطقة كما ادعى العدوُّ زوراً لم يتوقف دعمها عند إمداد كل المحور بالسلاح والعتاد ومستلزماتِ المواجهة.. ولا عند تضحيتِها بخيرةِ قادتِها وجنودِها شهداء على أرضنا في الدفاعِ والمواجهة.. بل إنها جبَّت عقوداً من الشِّقاقِ الإسلامي متصالحةً مع السعودية الثقل الإسلامي الأكبر في المنطقة بعد أن تنحّى التُّركي بفعل فضح صهيونيَّتِه جانباً أو تزحزح عن هذه المكانةِ بمقدارٍ كبير.. ولا نعني هنا أن مجرّد المصالحة مع السعودية كفيل بتخويف العدو أنه فقد حلفاءه في المنطقة.. خصوصاً وأن المملكة حتى الآن في مكانِ تخاذلٍ كبير من القضية… لكن من يقرأ القطب الخفيةَ بدقة عليه أن ينقِّبَ جيداً عن الطلبِ السعودي من الجمهوريةِ الإسلامية قبل أيام لإجراء مناوراتٍ بحريةٍ مشتركة!!
وهذه النقطة لا يمكن أن تكونَ من قبيل المجاملةِ الديبلوماسية فقط.. فهل سمعتم مثلاً أن الروسي والأمريكي خططا لمناوراتٍ مشتركة أو الصيني والتاياوني.. أو الكوري الجنوبي مع الديمقراطي؟!.. من يجري مناورةً مشتركةً مع الآخر سوى من يخطِّط لتحالفٍ كبيرٍ معه هذا إن لم يكن قد دخل في ذلك مسبقاً ومن يدري؟!.. وإن لم يكن ذلك قد جرى مراراً فهو إن حدث وجرت هذه المناورة مقدمة منطقية لتوقيع اتفاقياتٍ دفاعية مشتركة في أقل تقدير!!
وإن لم يحدث فهو مقدمةٌ مهمة للخروجِ من يدِ التحالفِ مع الأمريكي شاءَ ذلك من شاء وأبى من أبى.. فهذه الأرضُ عربيةُ السياق والتاريخ ولن تبقى رهنَ الأمريكي سواء بالسياسةِ أو بسواها.. واسألوا أهل اليمنِ إن كنتم لا تصدقون!
إذن.. يستوجبُ حسمُ المعركة في المنطقة أنَّ سورية هي التي تحسم.. سورية دولةً ومحوراً بالمعنى الجيوسياسي.. والعجيب أن المفاهيمَ العقائدية لدى ابناءِ هذه المعركة تنتظر ساحةَ سورية لأنه في عقيدتنا فإن الشام عمود السماء تحسمُ معارك الحقِ كلّه في مواجهةِ الباطل كلّه.. وليس غريباً أن السّماء تُرتِّبُ البيتَ الجيوسياسيِّ في العالم والمنطقة ليتوافقَ مع إرادتها العقائدية!
لماذا الساحةُ السورية هي ساحةُ المصائد الدولية ؟:
يجيب على هذه القراءة تفكيرُ نقضِ الفَرَض!.. فلو أنَّ سورية قد حرّرت هذه الأرض قبيلَ هذه المواجهة التي لطالما سمعنا السيد يقول عنها قبيل الطوفان “إنها المعركة المنتظرة”، لكان حجمُ الانتصار في الحقيقة محصوراً في سورية وفقَ حدودِ سايكس بيكو.. سورياً فقط من شأنِه أن يحافظَ على حالة بقاء عمود محور المقاومة قائماً!.. وسيعودُ العدوُّ الذي ما كان ليواجهَ في حجمِ حربٍ كهذه لأن جيوشَه الإرهابية تقوم “بالواجب وزيادة” ليصدِّرَ لنا مشروعات إرهابيةً جديدةً مستنزفة.. وهكذا دواليك.
أما وقد ساقت سورية ما تبقى من فلول الإرهابيين ممن رفضوا التسوية معها بباصاتِها الخُضرِ المجيدة إلى حتفِهم القادمِ في أجلٍ مسمى فإنما ليكون هؤلاء طعماً للحوتِ الكبير الأمريكي الأحمق، الذي تمركز ومترس قواتِه في المنطقة والتي ستكون بدورِها فرائسَ سائغة لفرسانِ جيشنا العربي السوري العظيم مع إخوتِه من المحور المجيد!
فماذا سيكون عنوان تحرير سورية لأراضيها من هؤلاء قبل الطوفان؟!. وما هو وزنُه؟
إنه التحريرُ من الإرهاب ، وهو عنوانٌ لا تُجمعُ عليه حتى الكثيرُ من دولِ المنطقة التي اشتركت بل تولَّت تزييف كلِّ شيءٍ لتُسمي هؤلاء العملاء الأرجاس بدعاةِ الحرية والدين زيفاً وزوراً كرمى لعيون “واشنطن وتل أبيب”.. ووزنُه هو تراجعٌ أمريكيٌ يتحيَّنُ فرصةَ الانقضاضِ مرةً أخرى!
أما الآن.. فعنوان النصر هو :
حربٌ دوليةٌ انتصرت فيها سورية وانتصر فيه محور المقاومة في معادلة المحور كلّه مقابل حلف الأعداءِ كلِّه، ولن يخرج الأمريكيُّ منه إلا وهو مدحورٌ منهكٌ ذليلٌ صاغرٌ بل ويحاكَمُ دولياً وطبعاً ضمن هذا السياق فإن الأبطال في جنوبِ لبنان سيعبرون.. وكذا سورية ستعبر.. ولكن ليس فقط إلى الجليل.. بل إلى ذلك البيت “الجميل” البيت الأبيض!
سيناريو العبور إلى البيت الأبيض:
كُنَّا صغاراً جداً عندما تعلَّمنا أن الحارسَ عندما يخرجُ من مرماه فإنّه يخليه لخصمِه.. غبيٌّ أنت أيها الحارسُ الأمريكي.. ألم يقل لك الرئيس الأسد وهو يضحك في لقائه مع الصحفي الروسي إنك “غبيٌّ وأحمق”؟!.. ألم يقل لك “سيجدُ عدوُّنا الذي يحاصرُنا بأنه هو المُحاصَرُ في النهاية”!
وضحك الرئيس الأسد وما أحيلاها ضحكةُ الرئيس الأسد.. وقال لك سماحة اليقين “يا هلا ومرحب” وضحك سماحةُ اليقين وما أطهرها ضحكةُ اليقين ترفلُ في صداها عطور المسك والرياحين فتؤمِّنُ له السماء “نعم لبَّيك آمين” فيقول واثقاً بوعد ربِّه “قطعاً سننتصر”!
الحارسُ الأمريكيُّ الغبيّ خرج لحمايةِ ماظنَّه ملعبَ ربيبتِه “إسرائيل”، “فارسٌ ومغوارٌ أنت يا من تقودُ الدولة العميقة”.. ما أغباك يا من تقودُ الدولةَ العميقة في واشنطن!
“يا هلا ومرحب” بك في مصائدنا.. لشدة غبائك لم تفهمِ الدرسَ عندما أخليتَ مرماكَ وجئتَ إلى بحارِنا فعرَّى اليمن أمنكَ القومي وأعلنَ البحارَ الأمنَ القوميَّ لقضيتِنا.. جديرونَ أنتم يا أهل غزة العزة بهذا الوفاء!
ولشدةِ غبائك ظننتَ الجيشَ العربي السُّوري الذي يتدُ أقدامَه في أرضِ سورية معيراً الله جمجمته إنما يخشاك ولم تفهم أن الحارسَ العبقري لم يغادر مرماه.. فأنت من جُرِرتَ إلى حتفِ التصادماتِ الكُبرى التي لن تقوى عليها.. وسِيقت نواصيكَ لتُخليَ مرماك وتأتي إلى أرضنا تعزِّزُ فيها حضورَ جُندِكَ وبوارجَك وعتادك واقعاً في وهمِ أنك سترسم للصهيوني شرقاً أوسط جديد عهداً أنك ستُدفنُ فيه!
فمصطلحُ “يجرُّ المنطقة” يلبسُكَ أيها العدو الغبي ويجرُّكَ أنت.. ويسوقُك أنت وسيعاقبُك أنت!
وقد يقولُ قائل.. لمن أخلى الحارسُ الغربيُّ والأمريكيُّ مرماه!
وقد يجيبُ على ذلك الكوريُّ الديمقراطي.. وربما دول أمريكا اللاتينية.. أو الصيني.. أو حتى من يتربَّص داخل أمريكا نفسِها للانقضاضِ أو حتى للثأر فهل حقاً لم يبقَ نسلٌ من الهنودِ الحُمر هناك؟!.
وإلا فلماذا قُرنت رقصةُ الفلسطيني بالهندي صاحبِ الأرض!
تأمَّل يا رعاك الله.. إنَّ هذا الطوفان حياكةٌ إلهية.. ويقول الجنود في الميدان “الله في الميدان”.. وكل أبناءِ المحور يعتقدون أنها معركة المهدي .. وكذا يراها العدوُّ معركته الوجودية وفي هذه بالذات يبدو أنه قد قرأ بدقة هذه المرة!
انتصار سورية سيهيّئ ويُنضِجُ الظروف للبناء على ما هزَّ عرشَ الأمريكي بعد حربِ سورية من خلالِ ولادةِ عالمٍ متعدِّد الأقطاب.. ولن تكون نتائج انتصار سورية والمحور في هذه المواجهة على أرض سورية أقل مما يمكن أن نسميه “سيناريو العبور إلى البيت البيض” للإطاحةِ بعهودٍ طويلةٍ من ظلمِ وظلامِ هذا الحلفِ الغاشم!
مقدِّمات هذا العبور تمَّ رسمُها بدقة متناهية.. سواءٌ كانت معنيةً في عيون القيادة العميقة للقارة السياسية الجديدة التي عمودها سوريا وجوهرها المحور وفي ظلالها الحلفاء المعلنون والذين لم ينخرطوا بعد في المواجهة أم كانت رسمَ أقدارِ المواجهة مع العدو وعدم القبول بالاستكانة والخنوع.. فمن قال لا للعنجهية الأمريكية كان يضع نُصبَ عينيه “خارطةَ البحارِ الخمسة” التي تشكل كلاكيت القارة السياسية الجديدة التي بدأت حقاً تطيحُ بعهدِ الطاغوت الأكبر في العالم!
السيَّدُ الشهيد أميناً عاماً لحزب الله.. وسيعلنُها مرةً ثانية!:
نعم قطعاً سننتصر.. ودماءُ سماحةِ اليقين التي رتّب الله لروحِها الطهور عروجاً نحو النور بما يتوازى مع نضوجِ الظروفِ الأهم في حربِنا مع العدو.. هي في عُهدة سورية مركزياً ومعها كلُّ محور المقاومة وفي مقدمته الجمهورية الحبيبة الوفية.. وسيرى العالمُ كلُّه كيف أن محورَ الحقَّ قد حوَّل الوحشَ المفترسَ الذي زُرعَ زوراً في أرضنا “الصهيوني” إلى طُعمٍ للطاغوتِ الأكبر “الأمريكي”.. وسيشهدُ العالمُ كلُّه أن غزَّة مصيدةُ المصائد لا بسذاجة.. بل بالعبقرية الإيمانية التي جُبلت بأرواح حُراسِ بيوتِ الله وحرماتِه في غزة.. أولئك الذين لبُّوا نداءِ أحبِّ بيوتِ الله إليه بيتِ معراجِ نبيِّه وحبيبه مسترخصين كل التضيحات في سبيل الله والوطن.. هذه العبقرية الإيمانية وهذا الصمود الأسطوري جعلَ الطُّعمَ في قلبِ المصيدة هو “إسرائيل” التي جلبت الفريسةَ الكبيرةَ “أمريكا” إلى المصيدة “غزة وجبهاتها”.. ولقد قال لكم الإمام الخامنئي حفظه الله “غزة مصيدةُ المصائد” ولم تصدِّقوا.. ما أغباكم!
وسيشهدُ العالمُ كلُّه أن الجنودَ في جنوبِ السماءِ سيعبرون إلى الجليل وربما سواه… وأن دمشقَ الشام ومحورَ جندِ الشام سيعبرون إلى بيت الشيطان يحطِمونَ الأصنامَ فوق رؤوسِ عُبَّدِها ويزيلون عن صدر العالم عهوداً طويلةً من الظلام.. ويبقى في البيت ربٌّ واحدٌ بلا أوثان!
وسيكون الحجُّ العظيم إلى بيتِ المقدس.. وسط تكبيراتِ الانتصارِ العظيمِ الذي وعدنا الله به وأنطق به أمينَه “قطعاً سننتصر”، سنلبِّي جميعا من يبقى فينا حياً ومن يستشهد.. سيكون الكُّل حاضرون كما قال الشهيدُ الكرَّارُ الذي استشهدَ أمس من جنودِ الله في حزب الله.. سنلبّي مع يوسف غزة ويَحياها وصالِحها وأطفالِها ونسائها وكلِّ مؤمن فيها ومع حُفاةِ اليمن وأبناءِ جنوبِ السماء وأولادِ سلمانَ الفارسي وعراقِ الأمجاد ومع جندٍ في الشام لم يبخلوا بكل الدماء ليكون يوماً وعدُ الطوفان.. وسيكون السيدُ إماماً فينا وسيخطبُ في مقدمةِ الصلاةِ الكُبرى مجدداً:
“بيروت دمَّرها نتنياهو.. وحماها بشارُ الأسد”
كما خطب يوماُ:
“بيروت دمرها شارون وحماها حافظُ الأسد”
وستكون صلاةُ الانتصار لمحور الإيمانِ كلِّه ضد حلفِ الكفرِ كلِّه.. وسنرى عصا السنوار قائمةً شاهداً ودليلاً.. وعنواناً لمن صعِدَ السفينةَ فنجا.. ولمن خانَها وأعرضَ عنها أو عاداها فهلِك.
وسيكون سماحةَ اليقينِ هناك ضاحكاً مستبشراً مخبراً أبناءَه عن رضا الله عليهم لثباتِهم ويقينِهم الذي لم يتزعزع.. وسيضحك مردداً ألم أقل لكم
“قطعاً سننتصر”!