#الثائر
توالت في ليالي الأيام الماضية غارات مدمّرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أعاد الى أذهان سكانها ذكريات حرب صيف الـ2006 المريرة. وصل صدى أصوات بعض هذه الغارات الى مناطق في جبل لبنان البعيدة نسبياً عن الضاحية.
حجم الدمار والحفر التي تولدها هذه الغارات في الأزقة السكنية دفع نحو التساؤل حول طبيعة القنابل والصواريخ المستخدمة في العدوان ومدى تطوّرها والكلفة التي ينفقها الجيش الإسرائيلي أثناء محاولاته المتكرّرة لرصد وإصابة أهدافه المحددة مسبقاً من قبل أجهزة استخباراته على مدى سنين.
في حصيلة أولية وتقديرات غير رسمية سقط في الضاحية أكثر من 100 طن من القذائف يرجّح أنها أطلقت من مقاتلات حربية إسرائيلية، تُعدّ من الأكثر شراسةً في العالم، من طراز "إف-15" و"إف-16" و"إف-35" أدّت الى سقوط عشرات المباني السكنية.
فكم تبلغ تكلفة تحليق هذه المقاتلات وما السعر التقريبي للمقذوفات التي تحملها؟
يجيب المحلل العسكري رياض قهوجي "معدل تكلفة تحليق طائرة الـ"إف-16" في الجو اللبناني 22 ألف دولار في الساعة الواحدة، أما الـ"إف-15" فكلفة تحليقها في الساعة الواحدة تصل الى 29 ألف دولار، أما الكلفة الأعلى للتحليق في الساعة الواحدة فهي لمقاتلة "إف-35" إذ تراوح بين 33 و42 ألف دولار، وذلك وفقاً لما تحمله من معدات".
أما في ما يخص أسعار القنابل، فيقول قهوجي "القنابل الذكية المتطورة التي تستخدمها إسرائيل من عائلة "GDAM" لا يقل سعرها عن 100 ألف دولار للقنبلة الواحدة وقد يصل الى 200 ألف دولار وفقاً لمنظومتها، فمقاتلة الـ"إف-15" تحمل 8 قنابل، زنة القنبلة الواحدة نحو 900 كليوغرام، أي إنها تحمل قنابل معدل قيمتها نحو مليون و200 ألف دولار، أما الـ"إف-16" فتحمل 6 قنابل بزنة 900 كيلوغرام معدل قيمتها 900 ألف دولار".
ووفق قهوجي، طائرة الـ"إف-35" لا تحمل هذا الكم من القنابل إذ إنها معدّة لمهام خاصة ولتنفيذ عمليات دقيقة تتطلب التخفّي، لذلك لا تحمل مقذوفات على أجنحتها، بل فقط داخل حظيرة في باطنها لا تتسع سوى لـ3 قنابل، أي بمعدل قيمة يصل الى نحو 450 ألف دولار".
ويرجح قهوجي أن تكون الاستهدافات الكبيرة في الضاحية كالهجوم على المجمع الذي قضى فيه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بمقاتلة من طراز "إف-15" لكونه سقط عدد كبير من القذائف الثقيلة في آن واحد.
ماذا عن كلفة تحليق طائرات مسيّرات الاستطلاع؟
يوضح قهوجي "لا يمكن مقارنة تكلفة تحليق الطائرات الحربية المقاتلة بطائرات الاستطلاع، والى حد الآن ليس لدينا معلومات عن تكلفة تحليقها على الرغم من أن بعضها مثل "هرمز 900" المقدّر قيمتها بـ9 ملايين دولار تستهلك الكثير من الوقود".
يذهب كثر الى اعتبار أن ميزانية الجيش الإسرائيلي الحربية مفتوحة وليست مقيّدة بسقف يجب تفادي تخطيه، لكن يبقى للبحث في هذه التكاليف جدوى لناحية تبيان المبالغ التي تتكبّدها إسرائيل وداعموها في حروبها بالمنطقة.
جاد فقيه - النهار