#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مع بدايةِ شهرِ ايلول، بدأتْ الشكاوى تتوالى على الصعيدِ المطلبيِّ منْ جنونِ الأقساطِ المدرسيةِ في المدارسِ الخاصةِ بشكلٍ لا يُحتملُ وخارجَ حدودِ العقلِ والمقبولِ،
ومَنْ دونِ دراسةٍ علميةٍ لمؤشِّراتِ الاسعارِ وللغلاءِ ولإمكانياتِ الاهالي ولقدرةِ المجتمعِ المنهارِ على هذهِ الكلفةِ العاليةِ للتعليمِ الخاصِ.
والمُضحكُ أنَّ النائبَ اشرف ريفي حملَ بعنفٍ على وزارةِ التربيةِ للمطالبةِ،
بإعفاءِ الطلابِ في المدارسِ الرسميةِ منْ رسمِ الخمسينَ دولاراً للتسجيلِ منْ دونِ أنْ يسألَ احدٌ عنْ معاييرِ الزيادةِ العاليةِ في المدارسِ الخاصةِ.
صحيحٌ أنَّ الأقتصادَ حرٌّ وأنَّ هذهِ المدارسَ هي تابعةٌ لمؤسساتٍ خاصةٍ، و"احرارٌ" الأهالي بأنْ يُسجِّلوا اولادهمْ في المدارسِ الخاصةِ ام لا؟
ولكنْ ما هي خياراتُ الأهالي امامَ تعليمٍ رسميٍّ منهارٍ وأساتذةٍ يَمضونَ نصفَ العامِ في الاضراباتِ والاعتصاماتِ، والسنةُ الدراسيةُ تنقضي منْ دونِ إنجازِ المطلوبِ؟
ولعلَّ السؤالَ الاساسيَّ أينَ وزارةُ التربيةِ ولجانُ الأهلِ التي بمعظمها تتركَّبُ على قياسِ المدارسِ وإداراتِها؟
***
ليسَ المطلوبُ طبعاً إفلاسُ المدارسِ الخاصةِ وهي بشكلٍ عامٍ كانتْ وراءَ إزدهارِ دورِ لبنانَ التربويِّ في المنطقةِ إلى جانبِ الجامعاتِ الخاصةِ كما الجامعةِ اللبنانيةِ،
ولكنْ أليسَ منْ واجباتِ ومَنْ مسؤولياتِ المسؤولينَ والمُشرفينَ (الروحيينَ بشكلٍ عامٍ)، على هذهِ المدارسِ،
إظهارُ نوعٍ منْ التضامنِ مع الأهالي المُفلسينَ او الذينَ جُمِّدتْ اموالهمْ في المصارفِ او الذينَ خسروا فرصَ عملهمْ او الذينَ يدفعونَ على طبابتهمْ في غيابِ الرعايةِ الصحيَّةِ منْ الدولةِ؟
أينَ الحسُّ الوطنيُّ وأينَ العقدُ الاجتماعيُّ؟
ام أنَّ هؤلاءَ "ماهرونَ" فقط في إنشاءِ الملاعبِ الرياضيةِ وقاعاتِ السباحةِ الفسيحةِ كجزءٍ منْ الاستعراضِ التربويِّ الاجتماعيِّ؟
عيبٌ!