#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فلنضعْ نتائجَ اللقاءاتِ الاولى للموفدِ الفرنسيِّ جان إيف لودريان على حدَةٍ، كونُنا كتبنا عنْ النتائجِ مُسبقاً قبلَ أنْ تكتملَ الزيارةُ، ولنتطلَّعْ إلى ما يهمُّ الناسَ منْ جديدٍ.
ففي الصراعِ على مصيرِ الودائعِ بينَ الحكومةِ ومجلسِ النوابِ وصندوقِ النقدِ الدوليِّ،
صرنا امامَ صراعٍ آخرَ دائرٍ بينَ المصارفِ أنفسها حيالَ التعاملِ مع هذهِ الودائعِ.
فهذا المصرفُ يتحدَّثُ عنْ مؤامرةِ الثاني والمصرفُ الثالثُ يتحدَّثُ عنْ فضائحِ المصرفِ الرابعِ وذاكَ المصرفيِّ..
وضْعُنا كمودعينَ وناسٍ مع منْ نَقِفُ ، ومنْ سيؤمِّنُ مصلحتَنا أكثرَ، ومنْ على حقٍّ فيما بينَ المصارفِ أنفسها، وصندوقِ النقدِ ومجلسِ النوابِ وبعضِ الوزراءِ والبنكِ المركزيِّ.
وهكذا نعودُ إلى دائرةِ الصفرِ امامَ ارتكاباتِ بعضِ المصارفِ منْ دونِ أنْ نعرفَ كيفَ ومنْ أينَ ستردُّ ودائعنا؟
***
ولعلَّ الأخطرَ في الشأنِ الحياتيِّ والامنِ الغذائيِّ كما السلامةِ العامةِ ما تسرَّبَ،
عنْ كمياتٍ منْ الطحينِ التي تستهلكها بعضُ المخابزِ الكبرى وهي غيرُ صالحةٍ ومنتهيةُ الصلاحيةِ، فمنْ يحمي لقمةَ الناسِ؟
أمَّا الخبرُ الآخرُ الأكثرُ خطورةً هو ملفُّ الموادِ الشديدةِ القابلةِ للانفجارِ في معملِ الذوقِ الحراريِّ ، وهو خطرٌ يمتدُّ إلى أكثرَ منْ اربعِ سنواتٍ ولا مَنْ يَسألُ.
***
فكيفَ ينامُ مسؤولٌ بعدَ اربعِ سنواتٍ على جريمةِ مرفأِ بيروتَ على هكذا معلوماتٍ واخبارٍ، ولا يُحرِّكُ ساكناً؟
أولمْ يكفِهِمْ ضحايا 4 آب منْ دونِ تحقيقِ العدالةِ حتى يستمروا بالجرائمِ؟
***
هذا خطرٌ وجوديٌّ ايضاً يُضافُ إلى الخطرِ الوجوديِّ الكبيرِ وهو ملفُّ النازحينَ.
ففي موازاةِ الكلمةِ اللبنانيةِ البارزةِ والمهمةِ ولو المتأخِّرةِ لوزيرِ الخارجيةِ عبد الله ابو حبيب في بروكسيل حولَ النازحينَ،
يبدو لبنانُ وكأنه بدأ التحرُّكاتَ الميدانيةَ لإخراجِ النازحينَ منْ البلداتِ والقرى النائيةِ.
وهذهِ الخطوةُ وعلى اهميَّتها تبدو خطيرةً،
إذا لم ترافقها قراراتٌ سياسيةٌ داعمةٌ في الداخلِ، وحتى امنيةٌ وعسكريةٌ تغطي إنتفاضةَ القرى في مواجهةِ "تمرُّدِ" بعضِ النازحينَ في هذهِ القرى داخلَ الخيَمِ والمخيماتِ الصغيرةِ التي تحوَّلتْ امكنةً للسلاحِ والممنوعاتِ.
***
هلْ يغطِّي "النجيبُ مع حكومتهِ" هذهِ الانتفاضاتَ السلميةَ للقرى، أم يتركُ الامرَ للمواجهاتِ بين الاهالي والنازحينَ وعندها يكونُ الإنفجارُ الكبيرُ.
انها الأسئلةُ الصَّعبةُ!