#الثائر
رئيس تحرير الثائر اكرم كمال سريوي :
السبت في 11 نوفمبر 2023 عُقدت قمة عربية اسلامية استثنائية في الرياض، ويومها كان العالم مصدقاً لكلام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، بأن حماس معتدية وإرهابية، وأنه سيقضي عليها خلال ثلاثة أشهر كحد اقصى.
طال الانتظار وفشلت إسرائيل في القضاء على حماس، لكنها نجحت في قتل أكثر من 35 الف مدني، بينهم أكثر من 14 الف طفل، ودمرت مدن قطاع غزة، وكل مقومات الحياة فيه.
حاولت أمريكا وإسرائيل تصوير الحرب بأنها حربٌ ضد حماس فقط، ولم يُفصح نتنياهو عن هدفه الحقيقي بتهجير الفلسطينيين، كل الفلسطينيين من الضفة والقطاع، وبأنه لن يقبل يوماً بحل الدولتين.
دعا العرب إسرائيل مراراً إلى اتفاق سلام شامل، لكنها رفضت كل المبادرات، وأصرت على تهويد فلسطين، ومصادرة الأراضي والحقوق الفلسطينية.
ذهبت بعض الدول العربية إلى السلام والتطبيع فرادى، فيما رفضت دول أخرى، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، أي اتفاق سلام لا يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني، والاعتراف باقامة دولته المستقلة، على حدود عام 1967 التي نص عليها قرار الامم المتحدة رقم 181، الذي قضى بتقسيم فلسطين.
ثار العالم في وجه إجرام إسرائيل وانتهاكاتها لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وكشف تمزيق سفيرها لميثاق الأمم المتحدة، مدى الصلافة، واستهزائها بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
فتذكّر العرب بعد أكثر من سبعة اشهر من القتل والدمار، أن إسرائيل تذبح الشعب الفلسطيني، وتنفّذ عملية ابادة جماعية وتطهير عرقي لشعب بأكمله، وأن هذا الإجرام الصهيوني، اثار غضب جنوب افريقيا ودول عدة في العالم، أقدمت على قطع علاقاتها بإسرائيل.
فشدّ العرب العزم إلى قمة في البحرين.
وهي دولة عربية تقيم علاقات ودّية مع إسرائيل، ولم تسحب سفيرها منها، وتشارك مع أمريكا وبريطانيا ودول أخرى، في قوات حارس "الازدهار"، الذي يحمي السفن الإسرائيلية، من استهداف القوات الحوثية اليمنية، الداعمة لغزة ومقاومتها في وجه الاحتلال الصهيوني.
في الغرف المغلقة وكواليس قمة البحرين، بذل المساعدون جهوداً مضنية، للخروج ببيان مشترك، لا يدين صراحة جرائم إسرائيل، ولا يُحرج الدول العربية المطبّعة مع الكيان الارهابي الاسرائيلي.
لم يتضمن البيان كلمة دعم واحدة لحماس والفصائل الفلسطينية التي تقاتل في غزة، بل على العكس وجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اللوم لحماس، متهماً إيّها بالتسبب بدمار غزة.
لم تتخذ القمة أي خطوة عملية للضغط على إسرائيل والدول الداعمة لها، وكل ما ورد في البيان مجرد عبارات وتمنيات، لن توصل إلى أي نتيجة، وستبقى كسابقاتها مجرد بيانات في جارور الجامعة العربية، ودون أي وسائل ضغط، أو آلية للتنفيذ .
فإسرائيل التي لم تنفذ أيّ قرار دولي، وأخرها القرار 2728 الذي اصدره مجلس الأمن، وطالب بوقف اطلاق نار انساني في شهر رمضان الماضي، ثم سارعت الولايات المتحدة الأمريكية، للإعلان بأن القرار غير ملزم، هي طبعاً لن تلتفت إلى بيان القمة العربية، الذي جاء ناعماً لطيفاً، يكاد لا يخدش آذان نتنياهو وزمرته المتطرفة الإرهابية.
لا يرى بعض العرب في حماس سوى وجه الإخوان المسلمين والعلاقة مع طهران، ولهذا السبب ينتظرون سقوطها، ولو على يد الصهاينة.
وبدل لوم إسرائيل على فضاعة الجرائم التي ارتكبتها في غزة، وجّه البعض سهامه إلى حماس، متناسياً أن إسرائيل تحتل أرض فلسطين منذ أكثر من 75 عاماً، ورفضت وترفض أي مبادرة للسلام، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
يبدو أن لا احد من العرب، يعلم ماذا ستفعل إسرائيل بعد القضاء المفترض على حماس. والغريب أن بعضهم يصدّق الوعود الأمريكية (الكاذبة) بدعم مشروع حل الدولتين.
ولذلك يطرب لتلك الوعود، ويُغنّي "الحلم العربي" على موسيقى "الجاز" الأميركية.
هل استمعتم يوماً إلى أغنية نشاز ؟؟؟
إنه بيان العرب "طَرَبٌ بِلا عُرَبْ"
لا بل أسوأ من ذلك بكثير!!!