لبنان

الراعي في قداس القيامة: ثقافتنا أن نكون صنّاع سلام لا حرب ودعاة تفاوض لا خلافات

2024 نيسان 01
لبنان

#الثائر

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الفصح على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة" عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _ حريصا الاب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور الوزراء: زياد المكاري، وليد نصار، جوني القرم ، هنري خوري، النواب: جبران باسيل، زياد حواط، شوقي الدكاش، فريد الخازن، ندى البستاني، سيزار ابي خليل، نيقولا الصحناوي، رازي الحاج، نزيه متى، أنطوان حبشي، ايلي خوري، الوزراء السابقين: مي شدياق، زياد بارود، مروان شربل، رئيس مجلس ادارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، مدير مكتب الإعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا، السفير جورج خوري، وحشد من الفاعليات السياسية والعسكرية والنقابية والدينية والدبلوماسية والاعلامية والاجتماعية والتربوية والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "لا تخفن ... بل إذهبن وقلن للتلاميذ" (مر 16: 6-7)، قال فيها: "عندما وصلت النسوة حاملات الطيوب ليحنّطن جسد يسوع، وهنّ مريم المجدليّة، ومريم أمّ يعقوب، وصالوما، تفاجأن بأنّ الحجر الكبير قد دُحرج عن باب القبر فانذهلن، وفاجأهنّ في الداخل شاب متوشّح حلّة بيضاء فارتعبن. فقال لهنّ كلمتين أساسيّتين في حياتنا المسيحيّة: الأولى: "لا تخفن! يسوع الناصري الذي صُلب قد قام، وليس هو هنا" (مر 16: 6). والثانية: "إذهبن وقلن لتلاميذه إنّه يسبقكم إلى الجليل، وهناك ترونه" (مر 16: 7). قيامة المسيح الربّ من بين الأموات دعوةٌ دائمة إلى انتزاع الخوف من نفوسنا، وإرسالٌ دائم لإعلان سرّ قيامته التي بها ننتصر على الخطيئة والشرّ. هاتان الكلمتان تزرعان سلام المسيح في القلوب والنفوس. ولهذا السبب نحتفل في هذه الليتورجيا الإلهيّة "برتبة السلام"، راجين أن نكون صانعي سلام في عائلاتنا ومجتمعنا ووطننا، كما يريدنا يسوع. ثقافتنا أن نكون صنّاع سلام لا حرب، دعاة تفاوض لا خلافات. بأيّ حقّ يجتاح حكّام الدول وحاملو الأسلحة بيوتًا فيهدمونها ويقتلون أهلها ويشرّدون سكّانها؟ كيف يمكن القبول بهذا القتل والهدم المبرمج في غزّة وساكنيها؟ أليس ما نراه هناك جريمة ضّد الإنسانيّة؟ وفي لبنان يجب بذل كلّ الجهد لئلّا يُستدرج وطننا إلى حرب تطال جنوبه وأماكن أخرى. السلام الذي يشكّل في الأصل رسالة لبنان لا يعني فقط انتفاء الحرب، بل أيضًا السلام السياسيّ الذي يؤمّن الخير العام، والسلام الإقتصاديّ الذي يوفّر مستوى مرموقًا لحياة المواطنين، والسلام الإجتماعيّ الذي يؤلّف جماعة وطنيّة تعيش معًا بالإحترام المتبادل والتعاون وبروح الأخوّة الإنسانيّة، والسلام الغذائيّ الذي يوفّر للمواطنين سلامة غذائهم بمستوى أعمارهم".

وتابع: "في هذه المناسبة السعيدة يطيب لي ولإخواني السادة المطارنة والأسرة البطريركيّة، أن أقدّم لكم أطيب التهاني والتمنيات ولكلّ الذين يشاركوننا عبر وسائل الإتصال الإجتماعي. كما نقدّمها لأبرشيّاتنا ورهبنيّاتنا في النطاق البطريركيّ وبلدان الإنتشار، راجين لهم فيض الخير والبركات. وألتمس من المسيح الربّ الحاضر في كلّ مكان أن يخاطب قلوب الفقراء والمرضى والمحرومين من فرحة العيد ودفئه بسبب إصابتهم بويلات الحروب، ولا سيما في أوكرانيا وروسيا وغزّة وجنوبيّ لبنان. وقد فقدوا أعزّاء عليهم، ودُمّرت بيوتهم وممتلكاتهم وشُرّدوا على الطرقات، فيما الجوع والعطش والحرمان من كلّ شيء يتآكلهم ويميتهم. وحده يسوع قادر أن يرسل إليهم رسل خير وسلام بحسب قلبه. بكلمته الأولى، يقول لنا المسيح الربّ القائم من الموت بلسان الملاك: لا تخافوا. هذه الكلمة يردّدها لنا في جميع ظلمات حياتنا الخاصّة والعامّة. ظلمة الفقر والمرض، ظلمة الحرب والقتل والتدمير، ظلمة الإستبداد والظلم، ظلمة التفرّد بمصير شعب ودولة ووطن. وبكلمة، إنّها ظلمة كلّ حالة تدوم وتحاول أن تزعزع الرجاء الذي فينا، ولكنّنا على يقين بأنّ الربّ المسيح أكسبنا بقيامته الحقّ في الرجاء الحيّ الآتي من الله، لا من البشر. إنّ رجاء المسيح يزرع في القلوب اليقين بأنّ الله يعرف أن يوجّه كلّ شيء إلى الخير، لدرجة أنّه يخرج من القبر الحياة. أمام هذا الرجاء تتبخّر كلّ وعود البشر، لأنّها تحمل في طيّاتها حسابات تجاريّة وسياسيّة، الأمر الذي يولّد عدم الثقة بكلّ مسؤول أو سياسيّ يبني على الوعود الكاذبة. وبكلمة المسيح الثانية على لسان الملاك: "إذهبوا"، يرسل كلّ مسيحيّ ومسيحيّة إلى إداء الشهادة للقيامة كحدث وكفعل فينا. القيامة حدث يكمّل موت يسوع. فكما موته حدث تاريخيّ دوّنه الإنجيليّون الأربعة، كذلك قيامته حدث تاريخيّ نقله شهود عيان كالنسوة والتلاميذ والجند حرّاس القبر والتلميذين على طريق عمّاوس. والقيامة فعل فينا إختبرها التلاميذ وكلّ الذين آمنوا بالمسيح، إذ تبدّلت حياتهم، فعبروا في حياتهم من حالة خطيئة إلى حالة نعمة. فها مريم المجدليّة التي أخرج منها يسوع سبعة شياطين، كما يشهد القدّيس مرقس في إنجيله (مر 16: 9) فلإنّها اختبرت فعل القيامة الروحيّة في حياتها، كانت أوّل شخص ظهر لها يسوع وأرسلها لتشهد لقيامته".

أضاف: "ها شاوول مضطهد المسيح والكنيسة أصبح بولس رسول الأمم الذي جاب الشرق والغرب ليشهد للمسيح القائم من الموت، لأنّه اختبر نعمة القيامة في حياته. وها أغسطينوس المتمرّغ في أوحال الخطايا، يختبر بدوره فعل القيامة، ويصبح من أعظم قدّيسيّ الكنيسة ومعلّميها وأساقفتها، واشتهى أن يختبر كلّ إنسان فعل القيامة في حياته ويتذوّق أطيب ثمارها. وقد قال نادمًا على ماضيه: "أحببتك متأخّرًا أيّها الجمال الفائق" (الإعترافات). الشجاعة وانتزاع الخوف من جهة، والإرسال والشهادة لقيامة المسيح المختبرة فعليًّا فينا من جهةٍ أخرى، تعلّمنا أربعة:

أ- أنّ أهمّ حدث على الإطلاق في تاريخ العالم هو أنّ الإنسان يسوع قد مات وقام، وهو حيّ في كلّ آن.

ب- في قبر الإنسان ينتهي كلُّ شيء، أمّا من قبر المسيح فيبدأ كلّ شيء، وتبدأ حياتنا المسيحيّة الفضلى. ذلك أنّ المسيح بقبره غلب الموت وانتصر على كلّ ما يجرّه الموت من حزن وإحباط ويأس.

ج- في القبر ينتهي الإنسان الجسديّ، وتنتهي معه حياة طويلة أو قصيرة على الأرض وما تخلّلها من عمل. فلا شيء يعصم الإنسان من الوصول إلى القبر. إنّه النهاية لكلّ بداية على الأرض. أمّا يسوع فمجده ينبعث من قبره، والحياة الحقّة تشرق على الأرض من القبر. فقبر المسيح إشراقة لمجده.

د- بعد قيامة المسيح صار بإمكان الإنسان أن يتصالح مع الله بالتوبة، وأن يرجع إليه بالندامة، وأن يتوب عن إهانته له، وأن يتّحد به بالمحبّة. إذا فعل إستطاع أن يتصالح مع أخيه الإنسان. كلّ إنسان بدءًا من الخصم. وهنا تكمن البطولة المسيحيّة. وإلّا كنّا خارج حدث موت المسيح فدًى عن خطايانا، وخارج قيامته لتقديسنا (روم 4: 25)".

وختم الراعي: "فيا ربّنا يسوع المنتصر على الخطيئة والموت، بصلبك وقيامتك، هب لنا ولكلّ إنسان نعمة سلوك هذا النهج، بحيث نموت معك عن خطايانا، ونقوم معك لحياة جديدة. آمين. المسيح قام! حقًّا قام".

بعد القداس، تقبل الراعي التهاني بالعيد من المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

اخترنا لكم
من له أذنان سامعتان فليسمع!
المزيد
أسماء الأسد "مريضة بشدة ومعزولة".. أطباء يقدرون فرصة نجاتها بـ50 بالمئة!
المزيد
الكرةُ في ملعبنا اليومَ!
المزيد
"عملية الزر الأحمر".. عميلان للموساد كشفا تفاصيل مثيرة
المزيد
اخر الاخبار
برّي: سأبقي جلسة 9 كانون الثاني مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية
المزيد
من له أذنان سامعتان فليسمع!
المزيد
روسيا تكشف مخططا "أوكرانيا" لقتل ضباط كبار بأجهزة "باور بنك"
المزيد
وزير الاعلام يكرّم الفنان وليد توفيق
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
"الحزب" يرفض دعوات أميركية للتهدئة مع إسرائيل!
المزيد
قضيّة 4 آب إلى الواجهة: تطورات توقظ التحقيق من "موت سريري"
المزيد
برّي: سأبقي جلسة 9 كانون الثاني مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية
المزيد
موازنة 2024 بلا سعر صرف موحّد... فالأسعار تراوح بين 1500 ليرة للدولار و89 ألف ليرة
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
ما الذي يعنيه تناقص مخزونات الغاز في أوروبا بوتيرة أسرع؟
العلماء يكشفون عن ميكروبات تعيش في المايكروويف
أرز الشوف: إنجازات رغم الصعوبات ورؤية واعدة للمستقبل
كشافة البيئة نظمت في عيّات ورشة "تنمية مهارات العرض والإلقاء والتقديم"
إحذروا هذه الأشياء قد تكون خطر للغاية، ملكي: لألزام المؤسسات الزراعية، بالحصول على رخصة باشراف ورقابة مهندسين زراعيين!
رصد ظاهرة غامضة في قاع البحر الميت.. ما هي المدخنات البيضاء؟ (فيديو)