#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حرَّكَ السجالُ الذي جرى بينَ رئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري ورئيسِ حزبِ القواتِ اللبنانية الدكتور سمير جعجع المياهَ الراكدةَ في وحولِ الاستحقاقِ الرئاسيِّ اللبنانيِّ. فصحيحٌ أنَّ هذا الكلامَ الذي دارَ فوقَ السطوحِ بينَ عين التينة ومعراب، لنْ يُحرِّكَ في الأفقِ شيئاً،
لكنهُ على الأقلَّ اعادَ الحديثَ حتى في اوساطِ اللبنانيينَ عنْ رئاسةِ الجمهوريةِ المعلَّقةِ على ألفِ إستحقاقٍ وإستحقاقٍ.
وذكَّرَ الناسَ أنَّ هناكَ رئاسةً ضائعةً بينَ الرياض وطهران ودمشق وباريس وواشنطن والدوحة،
إلاَّ في بيروت التي يعرفُ قياديوها وزعماؤها ماذا يريدونَ ويُخبئونَ اوراقهم للحظةِ الحقيقةِ.
تقدَّمَ سمير جعجع خطوةً في الكلامِ عنْ ملفِّ الرئاسةِ بالحديثِ عنْ فرنجيه وجوزف عون، لكنَّ هذا الامرَ لا يكفي،
فبالأمسِ كانَ جعجع يقولُ أنَّ مرشَّحنا هو جهاد ازعور، فماذا جرى حتى صارَ الخيارُ بينَ اثنينِ: إمَّا فرنجيه وإمَّا جوزف عون؟
***
وما دامَ موقفُ "الثنائيِّ" صارَ معروفاً منْ ترشيحِ جوزف عون، والمحصورُ فقط كشخصٍ بموقعهِ في قيادةِ الجيشِ فالامرُ جليٌّ:
أنْ لا تنازلَ عنْ اسمِ سليمان فرنجيه، وربما لهذا السببِ ارجأ الموفدُ الفرنسيُّ جان إيف لودريان زيارتهُ التي كانتْ متوقَّعةً إلى بيروت إلى اجلٍ غيرَ مسمَّى.
وحتى أنَّ اوساطَ الوفدِ النيابيِّ الذي اجتمعَ مع المسؤولةِ الفرنسيةِ التي حلَّتْ مكانَ باتريك دوريل في الخارجيةِ الفرنسيةِ،
فقد خرجَ حَذِراً وغيرَ متفائلٍ حيالَ ايِّ تقدُّمٍ على مستوى الرئاسةِ،
لا بلْ يتمُّ الحديثُ عنْ تحرُّكاتٍ منفردةٍ لسفراءَ هذهِ الدولِ في لبنانَ منْ دونِ أيِّ خارطةِ طريقٍ،
وعليهِ فأنَّ الانتظارَ سيطولُ إلى أنْ يتبلوَرَ ما سيجري في غزة.
وبالإنتظارِ ايضاً مزيدٌ منْ الإنهياراتِ والإنقساماتِ في الداخلِ تزيدُ اوضاعَ الناسِ تأزُّماً منْ دونِ أيِّ علاجٍ!